التقارير

الائتلاف السوري المعارض وفخ دي ميستورا

1618 08:17:45 2015-09-18

أنهت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض مباحثات استمرت أياما مع أعضاء المكاتب السياسية لأكثر من 15 فصيلا عسكريا حول خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

ومن بين الفصائل "أحرار الشام" و "جيش الإسلام" و "فيلق الشام" و "جيش المجاهدين" و "جبهة الأصالة والتنمية" والفرقة 101، و"الجبهة الشامية" وكتائب "نور الدين الزنكي" وغيرها.

واعترض المجتمعون على خطة السلام الدولية التي اقترحها دي ميستورا، دون أن يعلنوا موقفا رسميا، مكتفين ببيان يؤكد تمسكهم "بمبدأ الحل السياسي وبيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن القاضية بتشكيل "هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات" دون أي وجود للرئيس السوري بشار الأسد، سواء في المرحلة الانتقالية أو سوريا المستقبل".

وعلى الرغم من السقف السياسي العالي الذي أعلنه الائتلاف والفصائل المسلحة من خطة دي ميستورا، لا يبدو أن الائتلاف قادر على رفض الخطة بعدما حظيت بإجماع دولي عبر تبنيها في مجلس الأمن الدولي.

ويجد الائتلاف نفسه في موقف لا يحسد عليه، فإن رفض الخطة سيبدو كمن يغرد خارج السرب الدولي ويدخل في مشكلة مع الدول الداعمة له، مجموعة "أصدقاء سوريا" وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لن تسمح له بالاعتراض على الخطة وعدم المشاركة في اللجان الأربع، لاسيما أن الخطة الدولية تراعي المسارين العسكري والسياسي معا.

من جهة ثانية، قد يؤدي قبول الائتلاف الخطة والمشاركة في تنفيذها إلى مشكلة داخل مكوناته، وقد ظهرت ملامح ذلك من خلال اعتراضات أعضاء في الائتلاف على تأخر خالد خوجة في إرسال الرد إلى الأمم المتحدة.

وتتنازع الائتلاف رؤيتان: رؤية تقبل بالخطة والمشاركة فيها وتطويرها بما يتلاءم مع موقفه خوفا من خروجه خارج اللعبة السياسية، أما الرؤية الثانية، فتدعو إلى رفض الخطة بالكامل وعدم المشاركة فيها وهي أولا رؤية الإخوان المسلمين الذين أعلنوا صراحة قبل عشرة أيام رفضهم الخطة في صيغتها الحالية.

يمثل التيار الأول، أولئك المرتبطين بعلاقات قوية مع العواصم الغربية، في حين يمثل التيار الثاني أولئك المرتبطين بأنقرة والدوحة.

ويبدو أن التيار الأول هو الذي ستكون له الغلبة، وهو ما بدا واضحا في البيان الذي صدر عن اجتماع الائتلاف مع الفصائل العسكرية، "توافقت المعارضة السياسية والعسكرية على ضرورة التواصل المستمر ورسم استراتيجية مشتركة للمرحلة المقبلة نابعة من مطالب الشعب في الحرية والكرامة"، دون أي موقف رسمي لعدم المشاركة في الخطة.

لكن الجديد الذي أقدم عليه الائتلاف هذه المرة بخلاف ما جرى مطلع 2014 مع "جنيف 2"، أنه سيشارك في الخطة الدولية وهو محصن بدعم أكثر من خمسة عشر فصيلا عسكريا معارضا يعتبرون الأكثر أهمية في الساحة الميدانية، في محاولة لفرض شروطه أو بعضها في المفاوضات المقبلة.

غير أن موقع الائتلاف ومكانته اليوم تختلف عما كان عليه قبل عامين، فبعدما كان يحظى بتأييد قوي من قبل الدول الغربية باعتباره الممثل الرئيسي للمعارضة السورية، أضحى اليوم في تراجع في ظل مطالب المجتمع الدولي بتوسيع قاعدة المعارضة وإدخال قوى أخرى في عملية التفاوض، وعدم حصر المعارضة بالائتلاف وحده.

وأمام هذه المتغيرات، يأمل الائتلاف أن تؤدي التطورات الميدانية المعقدة في سوريا والتناقضات الإقليمية الحادة بين القوى الفاعلة في الأزمة السورية إلى تفريغ خطة دي ميستورا من معناها، وبالتالي سقوطها كما سقطت المبادرات السابقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك