لاجئون سوريون في أوروبا
ووجهت سارة حشاش، المسؤولة الصحفية بالبرنامج الإعلامي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "العفو" الدولية لقطر والكويت والبحرين والسعودية والإمارات انتقادات لأنها ترفض رسميا إستقبال أي لاجئين.
وفي أجواء تدفق آلاف اللاجئين السوريين على أوروبا عبر تركيا واليونان وانطلاقا من ليبيا نحو إيطاليا، ظهرت تصريحات في مختلف الأوساط تنتقد عدم فتح دول الخليج الغنية حدودها أمام هؤلاء، وتبدى امتعاضها من أن يجد اللاجئون السوريون مأوى لدى الغرباء في أوروبا فيما توصد الأبواب في وجوههم من "أشقائهم" القريبين الميسورين.
بطبيعة الحال، تبدو صورة تدفق اللاجئين السوريين غربا نحو الدول الأوروبية وبخاصة ألمانيا وانقطاع طرق هؤلاء بشكل تام "شرقا" نحو دول الخليج غريبا ولافتا، ولا ينسجم مع الأواصر التي تربط شعوب المنطقة ناهيك عن القرب الجغرافي.
وكانت دول الخليج التي تموّل بمعظمها ولا تزال الفوضى في ليبيا ومصر وسوريا ودول أخرى، وقدّمت المال والسلاح للتكفيريين، قد شددت من إجراءاتها حيال اللاجئين من بعض الدول العربية ومن بينها سوريا خوفا من انتقال "العدوى" إليها. وعلى الرغم من تعالي أصوات بعض المثقفين الخليجيين في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بأن تفتح بلدانهم أبوابها أمام اللاجئين لاعتبارات قومية وثقافية ودينية وإنسانية، إلا أن أصواتا أخرى حاولت تبرير عدم استضافة دول الخليج للاجئين السوريين بذرائع وحجج واهية.
فرئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية عبد الله العذبة قال إن " قطر بلد صغير يقدم تبرعات للاجئين في الأردن وتركيا وشمال العراق"، مضيفا أن بلاده لا تستطيع، لأسباب وصفها بـ"اللوجستية"، أن تقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين ولذلك تفضل تقديم دعم مالي، على حدّ زعمه.
أما الإمارات، فأجمل أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله ظروف بلاده المانعة لاستقبال اللاجئين في تساؤل يقول إن: "أعداد الأجانب كاسحة هنا لدينا 90% فهل تريد أن تحول السكان المحليين إلى أقليات في بلادهم؟ هم بالفعل كذلك"، وهو يشير إلى الأعداد الكبيرة من الأيدي العاملة في بلاده ومعظمها من دول جنوب شرق آسيا.
وذهب البعض بعيدا في محاولة الدفاع عن حجج دولته، إذ رأى المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي أن اللاجئين السوريين يعانون من "مشاكل عصبية ونفسية" وأنهم من "بيئة أخرى مختلفة"، مضيفا أيضا أن تكلفة المعيشة في الكويت تتطلب أموالا من اللاجئين أكثر من دول أخرى، في إهانة واضحة للشعب السوري.
مهاجرون سوريون في قارب مطاطي قرب السواحل اليونانية
الصحافة الأوروبية بدورها وجهت انتقادات حادة للدول الخليجية لعدم استقبالها لاجئين سوريين، وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن جميع دول هذه المنطقة لم توقع على اتفاقية اللاجئين لعام، 1951 بل إنها لم توقع أي اتفاقية رئيسة خاصة باللاجئين.
وهاجم الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك بشدة دولا خليجية، وتساءل في مقال نشر في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية عن سر حرص كثير من السوريين على اللجوء إلى القارة الأوروبية، بدلاً من التوجه إلى دول الخليج الغنية، رغم أن كثيرين منهم ينظرون إلينا كـ"كفار".
ورأى فيسك أن اللاجئين السوريين يتوجهون إلى أوروبا لأنهم يعرفون أن "فكرة الإنسانية لا تزال حية في أوروبا"، مهاجما السعودية في معرض توضيح موقفه بالقول إن "اللاجئين لا يقتحمون شواطئ مدينة جدة على البحر الأحمر، مطالبين باللجوء والحرية في البلد الذي دعم طالبان وخرج منه أسامة بن لادن".
https://telegram.me/buratha