التقارير

الفساد والإرهاب في العراق.. العبادي محارباً.. المالكي متنصلاً

3173 11:19:33 2015-08-19

يبدو أن الحكومة العراقية مصممة على المضي في الإصلاح الذي طالب به الشعب لمكافحة الفساد، في وقت يسيطر فيه تنظيم "داعش" الإرهابي على مساحات واسعة من أرض الرافدين الغنية بموارد الطاقة.

العبادي مستمر في إصلاحاته والمالكي يرفض تقريرا حول سقوط الموصل

قرارات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الإصلاحية توالت على مدى الأيام القليلة الماضية، وجاءت بعد احتجاجات في شوارع بغداد ومدن جنوبية للمطالبة بتحسين الخدمات الحكومية ومكافحة الفساد، فبعد قراره ألغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، إلى جانب تقليص شامل وفوري في طواقم الحراسة لكل المسؤولين في الدولة، تبعها بخفض عدد الوزراء من 33 إلى 22، إما بإلغاء مناصب أو بدمج بعض الوزارات، أعلن الثلاثاء 18 أغسطس/آب عن إلغاء مناصب المستشارين في الوزارات وقلص عدد مستشاريه ومستشاري الرئيس ورئيس البرلمان إلى خمسة لكل منهم.

خطوات العبادي، البغدادي المولد، الحائز على شهادة الدكتوراه من جامعة "مانشستر" البريطانية في تخصص الهندسة الكهربائية، والذي ترأس الحكومة في عام 2014، خطواته هذه لاقت صداها في الشارع العراقي بكافة مكوناته التواقة للإصلاح ومكافحة الفساد والعيش بكرامة بعد سنوات من الحرب الضروس والعقوبات الاقتصادية، التي انهكت شعبا تحتل بلاده المرتبة الخامسة عالميا في حجم احتياطات النفط، والمرتبة الثانية كأكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك"، حيث تشير أحدث البيانات إلى أن حجم إيرادات العراق من صادرات النفط خلال يونيو/حزيران الماضي بلغت 5.289 مليار دولار.

إصلاحات الحكومة العراقية المستندة إلى رغبة الشعب لاقت دعما من المرجعيات الدينية، إذ دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني إلى "الضرب بيد من حديد" على الفساد، ما أكسبها مصداقية وقوة لمواجهة منظومة فساد عانى منها العراقيون على مدى سنوات، الذين يلقون باللوم على هذه المنظومة في ترهل الخدمات الأساسية، وتقويضها لقدرة القوات الحكومية في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه على مدى العام المنصرم.

وفي أبرز خطوة تتخذها بغداد حتى الآن لمحاسبة المسؤولين عن خسارة نحو ثلث أراضي البلاد أمام تنظيم "داعش" وافق البرلمان العراقي على تقرير لجنة التحقيق الذي خلص إلى أن مسؤولين أمنيين وسياسيين كبارا مسؤولون عن سقوط مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق في أيدي تنظيم "داعش" في يونيو/حزيران 2014.

وأحال البرلمان العراقي إلى المدعي العام الاثنين تقريرا يدعو لمحاكمة نوري المالكي رئيس الحكومة السابق لمدة ثماني سنوات (2006 - 2014)، وعشرات من كبار المسؤولين الآخرين، ودعت لجنة التحقيق البرلمانية المالكي ومسؤولين كبار آخرين إلى المثول للمحاكمة بتهمة الإهمال.

المالكي المتواجد في إيران منذ يوم الجمعة الماضي والذي طاله قرار إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية، وصف النتائج التي خرجت بها لجنة التحقيق حول سقوط الموصل بأنها "لا قيمة لها"، ملقيا باللوم على تركيا وإقليم كردستان العراق، ملخصا ذلك بجملة فى صفحته على فيسبوك: "ما حصل في الموصل كان مؤامرة تم التخطيط لها في أنقرة ثم انتقلت المؤامرة إلى أربيل".

ويزعم تقرير اللجنة أن المالكي لم تكن لديه صورة دقيقة للخطر المحدق بالمدينة الشمالية لأنه اختار قادة منغمسين في الفساد ولم يحاسبهم. ومن غير الواضح متى أو هل سيعود المالكي إلى بغداد، ورفض مكتبه التعقيب.

ويلقى التقرير باللوم في سقوط الموصل أيضا على أثيل النجيفي محافظ نينوى التي تتبعها مدينة الموصل، وعلى القائم السابق بأعمال وزير الدفاع سعدون الدليمي، ورئيس أركان الجيش السابق الفريق أول بابكر زيباري، والفريق مهدي الغرواي قائد العمليات السابق في نينوى.

وفي ظل هذه التطورات على الساحة العراقية فإن المحاكمة المحتملة للمتهمين في سقوط الموصل، جنبا إلى جنب مع حملة العبادي لتقليص نظام المحاباة والمحسوبية ومكافحة الفساد، قد تساعد على إعادة الثقة في الحكومة ولاسيما بين أطياف الشعب العراقي، وإعادة بناء المؤسسة الأمنية التي يعصف بها الفساد وعدم الكفاءة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك