التقارير

سيناريو جهاز الاستخبارات السعودي لإعدام الشيخ نمر

2339 08:29:35 2015-06-11

نايف العسيري 

   عُقد الأسبوع الماضي في المنطقة الشرقية لقاء بين أسر السجناء وبعض مسؤولي جهاز المخابرات السعودي. أعلن ممثلو الحكومة السعودية في هذا اللقاء موجهين خطابهم إلى أسر السجناء- وبلحن يشوبه حالة من التهديد، أن "داعش" قد حذرت السعودية من أنها سوف تقوم بقتل كافة السجناء من الشيعة. كما أكد كذلك مسؤولو المخابرات السعودية في هذا اللقاء، قائلين: "إننا غير قادرين على توفير الأمن للسجناء في مواجهة داعش، وأنه في حال حدوث أي حادثة للأشخاص المسجونين، فلن تكون الحكومة السعودية مسئولة عن ذلك". أعلن ممثلو الحكومة السعودية رداً على السؤال الذي وجهه إليهم وهو: "لماذا لا تقوم الحكومة السعودية بحماية السجناء في مواجهة داعش؟" قائلين: "إننا سوف نبذل ما في وسعنا، لكننا ليس لدينا القدرة على مواجهة داعش". لقد أصبح هذا الخبر ذريعة لنا لنتناول بعض أنشطة جهاز المخابرات السعودية في فترة حكم الملك سلمان.

لقد استطاعت حكومة المملكة السعودية في الأعوام الماضية إحكام سيطرتها على مناطقها الداخلية –خاصة المناطق الشرقية التي يقطن بها الشيعة- وذلك من خلال خلق آلية شرطية وأمنية، وبالتزامن مع التحولات الأخيرة في المنطقة وخاصة مع إعتداء المملكة السعودية على اليمن؛ ظهرت بعض الشواهد والعلامات على وجود أزمة في هذه المناطق. لقد جعلت هذه العلامات المحللين يواجهون شكوكاً وأعتبر الكثيرون منهم أن جهاز المخابرات والأمن السعودي يلعب دوراً في هذا الأمر. من بين النقاط المهمة التي توضح الدور الذي تلعبه المملكة السعودية خلف ستار تهديدات داعش –القائمة على اقتحام واحتلال سجون المناطق الشيعية- يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:

 ١- تشير رسالة "داعش" في ما يخص اقتحام سجون المنطقة الشرقية إلى أن حكومة هذا البلد لم تكن لديها القدرة على السيطرة على الأزمات الداخلية، ومن ناحية أخرى فإنها تفيد تعاون وتنسيق الجهاز الأمني لهذا البلد مع "داعش"، حيث أن التحولات الأخيرة في اليمن والخوف من انتقال الأزمة إلى هذه المنطقة، جعل السعوديين يشعرون بالقلق.

 ٢-  سلسلة الانفجارات التي وقعت في مساجد المناطق الشرقية، والتي تزامنت مباشرة مع إعلان "داعش" مسؤوليتها عن هذه الانفجارات. إن وجود مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى في هذه المناطق يمكن اعتباره نوعا من اللعب الدعائية. إن اختراق "داعش" لمناطق الشيعة وخلقهم اضطرابات بها، ومواساة الحكومة المباشرة للشيعة ومشاركة ممثليها في مراسم تشييع الجثامين وتقديم الوعود بإعادة إعمار المساجد والمناطق التي تم تخريبها، كل هذا يبدو في أكثر الحالات تفاؤلاً نوعاً من اللعب الدعائية.

 ٣-  إن رفض الحكومة السعودية لتشكيل حشود شعبية هو أحد المتغيرات التي يتم دراستها. إن تكوين نواة للحشد الشعبي في المنطقة الشرقية سيشكل وفقاً لرؤية الحكومة أحد التحديات والتهديدات المستقبلية للنظام السعودي، لذلك فقد عارضت الحكومة مثل هذه التنظيمات بشدة، حتى أن النظام السعودي قد حذر من اتخاذ منهج قسري وترهيبي ضد مثل هذه التنظيمات.

 ٤- إعدام الشيخ نمر باقر النمر: يشير تاريخ الاجراءات السياسية والأمنية في فترة حكم الملك سلمان إلى أن السعودية كلما أرادت أن تقدم على اتخاذ إجراء خاص، فإنها لا تتورط فيه بشكل مباشر. كما تشير الشواهد إلى أن الإعدام المحتمل للشيخ نمر سيكون مصحوباً بردود فعل على عدة مستويات:

 أ- المستوى الداخلي وخاصة حدوث حالة من الالتهاب بين شيعة المنطقة الشرقية.

 ب- المستوى الإقليمي: رد فعل القوى الإقليمية والمنظمات الإنسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان.

 ج- المستوى الدولي: رد فعل القوى الدولية، والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، والجماعات الليبرالية.

 بناء على ذلك، يمكن القول بأن بيان الحكومة السعودية المبني على احتمال اقتحام "داعش" لسجون المنطقة الشرقية؛ يمكن أن يكون سيناريو من جانب الجهاز الأمني السعودي، يترتب عليه اقتحام مخطط للسجن الذي يتواجد فيه "الشيخ نمر" وتصفيته باسم "داعش"، ثم إيهام الرأي العام بأن "داعش" هي عدوة للنظام السعودي.

 لقد وقع حادثان في السعودية في الشهرين الماضيين يستحقان التفكير ضمن هذا الإطار. الحادث الأول هو اعتقال ما يقرب من ٨٠ عضواً من جماعة "داعش" في "القصيم" وبالقرب من مدينة "الرياض" وإعدامهم، وذلك قبل ليلة واحدة من إقالة "مقرن بن عبد العزيز" من ولاية العهد، والآخر هو تسريب صوتي نشره المغرد السعودي "مجتهد" تحذر فيه قوات الأمن السعودية عناصرها قبل انفجار مسجد الإمام الحسين في مدينة "الدمام" من الاقتراب من هذه المنطقة. والآن يجب أن نطرح هذا السؤال: هل الحكومة السعودية لديها القدرة على إلقاء القبض على عناصر "داعش" في المناطق السنيّة وبالقرب من الرياض فقط، بينما تعجز عن ذلك في المناطق الشرقية؟

 إن نشر التسريب الصوتي لمكالمات قوات الأمن السعودي قبل انفجار مسجد الإمام الحسين في الدمام يوضح أيضاً للجميع أن هذا العمل سيمهد لإزاحة زعماء الشيعة -بذريعة تهديد "داعش"- وجذب الرأي العام في المناطق الشرقية.

 إن السؤال المطروح الآن على ساكني المنطقة الشرقية هو: هل الحكومة السعودية بكل هذه الأنشطة الجاسوسية، لا تستطيع حقاً السيطرة على "داعش"؟ لماذا الحكومة السعودية التي تدعي بأنها تكتب وصفة العلاج لمواجهة الإرهاب في سوريا واليمن والعراق، تعجز هذه المرة عن مواجهة الإرهاب على أراضيها؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك