التقارير

هل يتم تقاسم السلطة بين طرفي الصراع في ليبيا؟

2140 07:14:14 2015-05-17

تونس ـ روعة قاسم

تتحدث تسريبات عديدة عن بدايات فرج في الأزمة الليبية أساسها محاصصات وجوائز ترضية لهذا الطرف السياسي. إذ يبدو أن الجانب الأممي الراعي للحوار الليبي ذاهب باتجاه تقاسم السلطة بين طرفي الصراع الليبي أي جماعة طبرق المدعومون من الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر ومن مصر والإمارات، وجماعة طرابلس المدعومون من ميليشيات فجر ليبيا ودولتي قطر وتركيا.

إذ يبدو أن العاصمة الليبية طرابلس ستكون قريبا قبلة مجلس النواب الليبي المنتخب الممنوع من عقد اجتماعاته فيها مقابل مشاركة الإسلاميين في طرابلس في الحكم. أي أن الليبيين قد ذهبوا بالنهاية نحو الخيار التونسي أي تشريك الجميع في القرار والحفاظ على الوحدة الوطنية وتخلوا عن الخيار المصري الذي أقصى الحركات الإسلامية والإخوانية عن لعب أي دور سياسي.

رئيس الحكومة

وتتحدث التسريبات عن شبه اتفاق بين طرفي الصراع على أن يكون عبد الرحمان شلغم (أحد رموز نظام القذافي الذين انشقوا عنه منذ الأيام الأولى لاندلاع الاحتجاجات) رئيس الحكومة القادم باعتباره أحد رموز "ثورة 17 فبراير" كما يسميها الليبيون. ويعتبر شلغم حلا وسطا بين الطرفين فهو يمثل حراك 17 فبراير الذي ينتمي إليه الإسلاميون ولديه في المقابل علاقات جيدة مع التيار الليبرالي، كما يبدو أن المنظومة القديمة الموالية للقذافي موافقة على هذا الخيار ولو على مضض.

ليبيا: محاصصة لتجاوز الأزمات

أما رئيس الجمهورية فيبدو أن خيار انتخابه مباشرة من الشعب غير مطروح في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، وأن القوم ذاهبون باتجاه انتخابه من قبل البرلمان. وهو ما يعني أن الرئيس، وبخلاف رئيس الحكومة، سيكون من ضمن جماعة طبرق من غير الإسلاميين باعتبار أن لدى هؤلاء غالبية مجلس نواب طبرق الذي لم يعقد بعد اجتماعاته في طرابلس التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

تنازلات

ونتيجة لهذه التفاهمات، التي تمكنهم من حصة كبيرة من "كعكة" السلطة فقد تنازل جماعة طبرق عن كثير من الأمور، من بينها عدم حصر الشرعية فقط في مجلس النواب المنتخب رغم أن الأطراف الإقليمية والدولية تعترف بهذا البرلمان كممثل شرعي للشعب الليبي. كما قبل جماعة طبرق بإعادة بناء الجيش الليبي الذي يسيطر عليه حليفهم اللواء خليفة حفتر ومن المتوقع أن يتم دمج الميليشيات المنضوية تحت راية "جماعة فجر ليبيا" في هذا الجيش كحل لفوضى السلاح المنتشرة في البلاد.

وقد حذر عدد من الخبراء والموالين لجماعة طبرق من مغبة هذه التنازلات، لأن الطرف المقابل (جماعة طرابلس) لم يقدم بعد ما يستحق هذه الثقة العمياء التي تدفع بالبعض إلى التنازل. فالشرعية بحسب هؤلاء يمتلكها جماعة طبرق باعتبارهم يمثلون برلمانا منتخبا شارك الجميع في انتخاب أعضائه بما في ذلك الحركات الإخوانية التي رفضت الاعتراف بالنتائج بسبب الهزيمة ومددت بصورة منفردة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

تبادل الأسرى

وفي إطار هذه الأجواء من التوافقات قامت أطراف محلية ليبية بإبرام اتفاقات تم بموجبها تبادل الأسرى بين فريقي الصراع. وقد رعى إحدى عملية التبادل الهلال الأحمر الليبي الذي دخل على الخط ويبدو أن دورا فاعلا ينتظره في هذا المجال.

لقد أدرك الليبيون على ما يبدو أن لا فائدة ترجى من الاقتتال الأهلي وأن لا أحد بإمكانه الحسم وإلغاء الطرف المقابل خصوصا وأن الأطراف الخارجية (إقليمية ودولية) المغذية للصراع لا تعبأ بما يصيب ليبيا من دمار وهمها هو الربح المادي من خلال بيع السلاح وإعادة الإعمار، وأيضا الهيمنة على القرار السياسي لمختلف الفرقاء.  فالخاسر الوحيد هو ليبيا التي دمرها أبناؤها بأيديهم وبتحريض من الأشقاء والأصدقاء والأعداء على حد سواء.

23/5/150517

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك