سلطت صحيفة "الديلي بيست" الأمريكية على أجهزة كشف المتفجرات التي اشترتها بغداد بقيمة 85 مليون دولار، مبينة انها مجرد "صولجانات بلاستيكية عديمة الفائدة"، لافتة الى أنها أجهزة وهمية ولاقيمة لها، فيما اعتبرت أن هذه الأجهزة تمثل رمزا "للفساد" المستشري في العراق وتم شراؤها على الرغم من تحذيرات عدم نجاحها.
وقالت الصحيفة في تقرير على الرغم من التحذيرات التي لم تنجح اشترت بغداد بقيمة 85 مليون دولار أدوات كان من المفترض أن تكشف عن المتفجرات، لكن وبعد عامين من إصدار حكم بالسجن على الرجل البريطاني الذي صنعها بتهمة الاحتيال، مازالت الشرطة العراقية تستخدمها".
وأضافت الصحيفة، أن "نقاط التفتيش في العراق مازالت تستخدم صولجانات تلك الأجهزة البلاستيكية عديمة الفائدة".
ونقلت الصحيفة عن ضابط في الشرطة العراقي يدعى سليم عبد الزهرة قوله، "هل تريدون الحقيقة، هذه الأجهزة وهمية ولا قيمة لها، والدليل على ذلك إن التفجيرات مازالت تجري ، لكن ماذا نفعل فنحن نتبع الأوامر ونستخدمها".
وبحسب المحلل القانوني زيد العلي، فإن "هذه الأجهزة ما تزال تباع في السوق السوداء بسعر يصل الى 50 ألف دولار للقطعة الواحدة على الرغم من أن كلا الطرفين يعلمان بحقيقة أنها أجهزة وهمية".
وأضافت الصحيفة، أن "هذه الأجهزة تمثل رمزا للفساد المستشري في العراق، فقد تم شراؤها على الرغم من التحذيرات بعدم نجاحها"، مبينة أن "تحقيقاً حول الموضوع فتح عام 2010 وانتهى قبل أن يبدأ ودون أن توجه أي مسائلة للمسؤولين عن شرائها".
وأوضحت الصحيفة، أن "أجهزة كشف المتفجرات التي صنعها البريطاني جيم ماكروميك، كان العراق اكبر مشتر لها وقد صممها اعتمادا على أجهزة كشف كرات الغولف، وادعى أنها مصممة للكشف عن المتفجرات والمخدرات والعملات المزورة"، مؤكدة أن "الحكومة العراقية اشترت في عام 2007 القطعة الواحدة بمعدل 8000 دولار، وفي عام 2009 اشترت وزارة الداخلية العراقية كمية منها بقيمة 85 مليون دولار، وكانت النتيجة مصرع 1000 عراقي وجرح أكثر من هذه العدد نتيجة التفجيرات".
يذكر أن السلطات البريطانية اعتقلت عام 2010 مصنع الأجهزة في بريطانيا وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة "الاحتيال".
https://telegram.me/buratha