عشرات المواكب إن لم تكن المئات تجوب شوارع بغداد يوميا بسيارات فاخرة تمشي بسرعات عالية، بينما صفاراتها تدوي وتقع الطرق كما يحلو لها، فالمهم أن يمر المسؤول مهما كانت الأضرار التي ستلحق بمستخدمي الطريق الباقين.
بعد مرور أكثر من شهر من صدور توجيه للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمرا لمواكب المسؤولين كافة بعدم قطع الشوارع خلال سيرهم بالشوارع أو إشهار السلاح، ما تزال العديد من المواكب غير آبهة بذلك، ما يربك حركة السير ويلحق الضرر بعشرات المواطنين يوميا
كريم عبد الله (37 عاما)، واحد من الذين تضرروا جراء تلك السلوكيات، ويتحدث عبد الله لـ"السومرية نيوز"، عن امتعاضه من طريقة سير تلك معظم تلك المواكب، "كيف لهؤلاء جلب الخير لنا وخدمتنا، وهم لا يحترمون حق الطريق، لا يهمهم إلا أنفسهم".
يتوقف قليلا عن الحديث ليأخذ نفسا عميقا، ثم يتابع "ذات مرة أصبت بإرباك شديد بينما كنت أقود، جراء صفارات ومكبرات صوت أحد المواكب، ما تسبب باصطدامي بسيارة أخرى"، موضحا أن "الشارع كان مزدحما والموكب أراد مواصلة السير بسرعة بأي وسيلة، بينما أفراد الحماية يشهرون بعض أسلحتهم من النوافذ".
أما سعد حسين (45 عاما)، الذي لا يروق له وضع الشارع، عزا السبب الى "تطبيق القانون بازدواجية، فالمواكب والمسؤولين يتعاملون في الشارع كأنه ملكهم، دون أن يحاسبهم أحد، بينما الإنسان البسيط يحاسب من قبل المرور لأتفه الأمور".
لايكمن امتعاض حسين من طريقة سير المواكب فحسب، بل أيضا بالاهانة التي قد تلحق بأي شخص قبل بعض عناصر تلك المواكب، حيث يقول، "لم لا وهم يعتبرون أنفسهم فوق الجميع"، موضحا أن "ذلك يجعل الكثيرين ينظرون الى تلك التصرفات بازدراء".
كريم سلمان (25 عاما) الذي لم يستطع ضبط أعصابه، وتحدث لـ"السومرية نيوز"، بانفعال بعد أن تأخر من الوصول الى عمله "تقوم بعض المواكب التي تجوب شوارع بغداد بإرباك السير وقطع الطرق بسهولة، وعلى الرغم من الضرر الذي يطال مستخدمي الطرق، إلا أن ذلك ليس بحسبان تلك المواكب"، مشيرا الى أن "المسؤولين لايحتاجون الى هذه البهرجة أثناء تنقلهم".
وأعلنت وزارة الداخلية، الاثنين (8 كانون الأول 2014)، عن توجيه صدر من رئيس الوزراء حيدر العبادي لمواكب المسؤولين بعدم قطع الشوارع أو إشهار السلاح، مبينة أنه يشمل الجميع، فيما أكدت أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المواكب المخالفة.
https://telegram.me/buratha