كتاب ” لعبة الشيطان :دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي ،كتبه الصحفي الاميركي روبرت دريفوس مؤلفه كاتب صحفي اميركي مشهور ، والكتاب موثق بالمصادر ،يلتزم به الكاتب بالتحليل الموضوعي المحايد دون انحياز لموقف معين ، انصح بقرائته لمن يمتلك القدرة على الصبر والمتابعة لحوالي 399 صفحة ، ليصل بنفسه للنتائج التي يمكن ان يتوصل لها اي قارئ متنور ، عن دور اسرئيل والولايات المتحدة في صنع التيارات الاسلامية المتشددة من اخوان مسلمين الى القاعدة وطالبان بل وحتى حماس .فالشيطان هنا لاياتيك متنكرا بمظاهر الزهد المعروفة ،لحية بيضاء وثوب البيض ، ليتلبسك باسم الخير مغمضا عينيك عن اهدافه الحقيقية ليقودك الى الاعمال الخبيثة وصولا بك الى الجحيم ( كما يروي قصص تلبسه ابن الجوزي في كتابه “تلبيس ابليس “.
فاللشيطان الاميركي – الغربي- الصهيوني اساليبه الجديدة التي يتعامل بها معك على اساس انك “نصف عدو “، يتحمل منك كل ما تسببه له من ايذاءات ومتاعب صغيرة ليحقق بك ما هو اكبر ،فيشجعك على ما تقوم به من خلال غض النظر عن افعالك واحيانا يعطيك الموافقة بالغمز والايحاء .
كنموذج على كيفية تعامل الشيطان الاميركي – الغربي – الصهيوني مع بعض الحركات المعادية باعتبارها (نصف عدو ) يورد الكاتب قصة التقارب او العلاقة السرية بين ادارة ريغان قبل وبعد فوزه بالانتخابات ، مع الحكومة الاسلامية في ايران الى حد التعاون بين المخابرات الاميركية واسرائيل لدعم ايران بحربها مع العراق او تصدير الاسلحة الاسرائيلية الى ايران بما عُرف في حينها ب “ايران غيت ” لم يكن ذلك حبا بايات الله ولا بطريقة حكمهم او الشعارات المعادية التي يرفعونها ، بل لاطالة امد الحرب وتشجيع ايران بالاستمرار بها لتحقيق ثلاث اهداف هي :
اولا : لانهاك العراق وتبديد قواه باعتباره واحد من اكبر مصادر التهديد لامن اسرائيل .
ثانيا : لمشاغلة الايرانيين انفسهم بالحرب ومنعهم من تحقيق اهدافهم التياعلنوها حول ضرورة تصدير الثورة الاسلامية الى البلدان العربية الاخرى ما يهدد مصالح اميركا والغرب واسرائيل .
ثالثا : وهو المهم بالنسبة لاميركا ان الثورة الايرانية ستشجع نزعات التمرد وتنشر الحس الاسلامي في دول وسط اسيا الداخلة في الاتحاد السوفيتي ، فيتم تدمير الاتحاد السوفيتي بتشجيع شعوبه الاسلامية على التمرد والانفصال ، وتلك كانت اكبر الاهداف الغربية في فترة ما يسمى بالحرب الباردة .
تلك هي مادة الفصل التاسع بعنوان جحيم اية الله .نفس اللعبة الشيطانية التي دفعت اميركا واعوانها في المنطقة ( السعودية خاصة ) الى الاندفاع في دعم ابن لادن ، وتاسيس منظمة القاعدة
https://telegram.me/buratha