الجزء الاول: إن تركيا في كل برهة زمنية تجد لنفسها موقعأ جديدأ يتناسب مع التطورات العميقة في التوازنات الاقليمية والعالمية فمنذ عام 1950 ميلادي عندما أصبحت تركيا عضواً في حلف الناتو كنا نشهد كل 10 سنوات (1960 -1970- 1980)حدوث انقلاب عسكري في هذا البلد بحيث أن أغلب هذه الانقلابات تكون بالتعاون و التنسيق مع أمريكا وكانت ترسم طرق سياساتها القادمة بما يتناسب مع يريده الغرب والناتو.
يقع الجزء الأعظم من تركيا في قارة آسيا ويشكل المسلمون الأكثرية في هذا البلد لكن ومنذ أن أصبحت تركيا جمهورية في عام 1923م كانت أكثر الحكومات التي تشكلت في هذا البلد تعتقد بأنّ علاقاتها بالأوربيين بامكانها أن تأمّن لها مصالحها بشكل أكبر وبالتالي كانوا يؤكدون دائما على أنهم أوروبيون وبالرغم من أن المفاوضات الرسمية لقبول عضوية تركية في الاتحاد الاوربي قد بدأت في عام 2005م ولكن إلى الآن هناك حواجز حقيقية تقف عائقاً في وجه قبول عضويتها حيث أن ألمانيا و فرنسا ليس لا تبدي رغبة في قبول عضوية تركيا ضمن الاتحاد الاوروبي بشكل كامل.
واذا ما سئل المسؤولون الأتراك حول عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي سيقولون بأنهم قاموا بفعل أيّ شيء طلبه منهم الاتحاد الأوروبي لكن الأوروبيين لم يقبلوا ويطلبون منّا ميّزات أكثر في حين أن الحزب الحاكم في تركيا وهو حزب العدالة والتنمية يريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بأي طريقة كانت لكن الاتحاد الأوروبي لا يعطي الضوء الاخضر لتركيا، فالاتحاد الاوروبي يريد أكثر من الخدمة الطيبة التي تقدمها له تركية لأن هذا الاتحاد يريد خدمات من تركيا لمصلحة الأوروبيين في البلقان – القوقاز والشرق الاوسط فهم يريدون رابطاً وجسراً بين الأوروبيين و تركية.أردوغان وبعد أن أدار له الامريكيون ظهرهم هو الآن يعمل على تحقيق مصالح الأوروبيين في المنطقة لأن الاتحاد الاوروبي ليس لديه أي دولة أخرى في المنطقة تشبه في موقعها كماهي تركيا.
بالنظر إلى هذه الوقائع فإن آخر استطلاع للرأي في تركيا يشير إلى أن انخفضت رغبة الشعب في انضمام بلدهم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من 70 بالمئة إلى مادون الـ 50 بالمئة.
إن تركيا في كل برهة زمنية تجد لنفسها موقعأ جديدأ يتناسب مع التطورات العميقة في التوازنات الاقليمية والعالمية فمنذ عام 1950 ميلادي عندما أصبحت تركيا عضواً في حلف الناتو كنا نشهد كل 10 سنوات (1960 -1970- 1980)حدوث انقلاب عسكري في هذا البلد بحيث أن أغلب هذه الانقلابات تكون بالتعاون و التنسيق مع أمريكا وكانت ترسم طرق سياساتها القادمة بما يتناسب مع يريده الغرب والناتو.
في الانقلاب الذي حدث في العصر الحديث عام 1997م ضد حكومة "أسعد مغراي نجم الدين أربكان"ومعاونوه الداخليين والخارجيين في تركيا فإنّنا نجد أمريكا تسعى من أجل اعطاء موقع جديد لتركيا في المنطقة والعالم وسعت كذلك إلى إعطاء الحكومات دور جديد في كل مرحلة لكن بعد آخر انقلاب لحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان (رئيس بلدية اسطنبول السابق) والذي وصل إلى السلطة عبر صناديق التصويت حيث يعتبر قادة هذا الحزب أنفسهم بأنهم محافظين ديمقراطيين ومعارضي هذا الحزب يسمونهم الاسلاميين المعتدلين او الاسلاميين الأمريكيين و يسمون أردوغان بـ شيخ النهروان و البعض يسميه بـ معاويه، بدأ مسيرته بشعارات رنانة تغري العوام من الناس لكن من المشكلات الأساسية لحكومة أردوغان هي العلاقات السياسية الخارجية الخاطئة على مدى السنوات الأخيرة وكذلك القرارت الآنية و العجولة منها التي أدّت إلى الاضرار بدول المنطقة على سبيل المثال العلاقات بين تركيا و إيران بسبب نشر نظام الرادار الصاروخي لحلف الناتو على الأراضي التركية والسياسات الخارجية المغلوطة لأنقرة ضد سوريا و العراق وحالة الغموض لدى هذه المؤسسة ومع ظهور علامات على تغير السياسة الخارجية التركية في أواخر السنة الماضية وكذلك الأمر انتخاب الدكتور روحاني كرئيس للجمهورية الاسلامية الايرانية وعقب رفع الحظر والاتفاق المحتمل لـ 5+1 و بالطبع الحاجة الشديدة للحكومة التركية لإيران لتوسيع المؤسسات بالرغم من تحقير إيران عبر وسائل الاعلام وإظهار إيران على أنها عدو لتركيا وتأليب أفكار عامة الناس في تركيا ضد ايران و اتهام ايران بالتدخل في أي تطور يحدث في تركيا وإظهار ايران على أنها عدو في جميع المسلسلات التلفزيونية في تركيا هي أبرز مثال. الكل فهم بأن الحكومة التركية في أوائل عام 2013 ميلادي ونتيجة لسياساتها المعادية لسورية و دعمها للمجموعات الارهابية السورية المعارضة أدت إلى إزعاج إيران ومع تنمية العلاقات الخاطئة و الغير شرعية مع منطقة كردستان العراق من اجل شراء النفط من شمال العراق وذلك بدون إذن ولا توافق مع الحكومة في بغداد وكذلك تهريب النفط السوري المسروق من قبل المجموعات داعش الإرهابية ونقله إلى الأراضي التركية وبيعه في السوق السوداء في تركيا ساهم في جني مبالغ طائلة لحساب تركيا.
الدولة التركية تعتقد بأن بتخريب البنى التحتية و المنشآت في كل من العراق و سوريا يمكن يجلب لها مكاسب في المستقبل ويهيؤ الارضية فيما بعد لتقوم بإعادة بناء هذين البلدين. كل دول العالم يعتبرون بأن تركية هي معبر لدخول العناصرالمسلحة والإرهابيين إلى سوريا والعراق حيث أن عبور هؤلاء يتم بعلم من الحكومة في أنقرة وبمعرفة مؤسسة المخابرات التركية وعبر تقديم جميع التسهيلات لهم من أجل العبور. ودائماً عندما يطرح موضوع خطر الإرهابيين في سوريا والعراق وخصوصاً من قبل الأوروبيين يتم النظر إلى تركيا على أنها "معبر" وفي الحقيقة هي كذلك بالإضافة إلى أن هناك اتراك إرهابيين متواجدين على الأراضي السورية و العراقية والأهم من ذلك أن تركية لديها علاقات إلى وثيقة مع الاسلاميين في دول القوقاز وآسيا الوسطى وتقوم بتمرير المئات منهم إلى العراق وسورية حيث أن هؤلاء على قرب وصلة بانقرة وأنقرة تعرف هؤلاء فرداً فرداً.
وبالرغم من أن دولة الحزب الحاكم تملك الأكثرية في البرلمان التركي وبإمكانها الحصول على الموافقة على أي قانون تريد لكن مع ارتفاع منسوب الوعي و انفتاح وتنوّر وسائل الإعلام أدرك الشعب الوقائع على حقيقتها وأدى ذلك إلى ازدياد عدد المظاهرات والاعتراضات ضد الحكومة في تركية وأدت إلى إيجاد حالة من القلق في انقرة من ازدياد مطالب المعارضين. فتح الله غولن المتدين صاحب النفوذ والصديق القديم لأردوغان والذي يقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا الامريكية ولأن له نصيب أقل في الفساد المالي ونتيجة لحصول خلاف شديد بينهما قال بأنّ الفساد المالي والرشوة واختلاس اموال العامة قد تجذر وترسخ في جذور جميع الأجهزة التنفيذية للحكومة التركية وفساد أردوغان ومساعديه أدمى قلوب المسلمين في تركياو سوف تحاسبه الحكومة على أفعاله ،بالرغم من أن تركيا اليوم وبقيادة حزب العدالة و التنمية استطاعت أن تتخلص من الأزمات الاقتصادية المتراكمة منذ عقود لكنها الآن تدرك بان سلطتها السياسية سوف تزول لدرجة أن التضخم أصبح ملموساً و القدرة على الشراء تراجعت لدى الناس وتراجع النمو الاقتصادي في تركية من 7 إلى 3 السبب الذي أدى إلى أن يقوم المستثمرون الاجانب الذين كانوا يرون في تركيا مكاناً للاستثمار منذ 10 سنوات إلى البدء في إخراج أموالهم من هذا البلد .
https://telegram.me/buratha