الاجهزة الاستخبارات الامريكية تعبر عن دهشتها وحرجها لتطابق أوصاف قادة من تنظيم "داعش" مع معتقلي سجن بوكا الأميركي، و20 من الزعماء الكبار للتنظيم كانوا المعتقلين السابقين في السجن وتم التعرف إليهم عبر ظهورهم الإعلامي.
أعرب عدد من قادة الاجهزة الاستخبارية الأميركية عن دهشتهم "وحرجهم" لدرجة تطابق أوصاف قادة "داعش" مع معتقلي سجن بوكا الأميركي، 2004-2009، لا سيما أن "20 من الزعماء الكبار هم من المعتقلين السابقين" تم التعرف إليهم عبر ظهورهم الإعلامي.
وجاء الاقرار الأميركي في تقرير مطول لنشرة "ذي لونغ وور جورنال"، المختصة بالشؤون العسكرية، عقب تصريح لأحد قادة داعش لصحيفة بريطانية مؤخراً والذي "طرِبَ فرحاً وهو يسرد كفاءة تنظيم عناصر داعش من بين المعتقلين تحت سمع ومرأى السجان الاميركي"، في معتقل بوكا.
وأضاف قادة الاستخبارات أنهم وقفوا مشدوهين أمام قدرة "داعش" على "العودة السريعة لساحة القتال بأعداد كبيرة وقلب المشهد العراقي لصالحهم عام 2008".
وتم تحميل مسؤولية تردي الاوضاع في العراق عقب الغزو الاميركي إلى "قرار مجلس الأمن 1546"، من قبل بعض الساسة، لصيغته الفضفاضة التي خولت قوات الاحتلال "اتخاذ ما تراه مناسباً من اجراءات وتدابير لتعزيز الأمن والاستقرار في العراق، وتطبيق القوات الأميركية القرار بإنشاء برنامج اعتقال" مكثف لا يراعي ظروف البلاد "ويقتصر على الشق الأمني الصرف".
وأردف المسؤولون أن "القضاء العسكري الأميركي قام بتحديد هوية المعتقلين المرسلين لمعتقل بوكا" من مركز التوقيف في مطار بغداد الدولي، بغية إخضاعهم لمزيد من جلسات التحقيق وجمع الادلة وتسليم المطلوبين بعدئذ لمحكمة الجنايات العراقية.
أما المتبقي منهم في معتقل المطار فلم تتوفر أدلة كافية لإدانتهم ومحاكمتهم أمام القضاء المدني. وأشار مسؤولو الاستخبارات أيضاً إلى "غياب برنامج لحماية الشهود فضلاً عن تدوين شهادات التحقيق بلغة اجنبية" (العربية) يتعذر التعامل معها بكفاءة.
وحول خلفية المعتقلين، أوضح المسؤولون الأميركيون أن "نزلاء معتقل بوكا بلغ عددهم 18،000 عام 2008. ونحو 10% منهم أمضى ما ينوف عن ثلاث سنوات في المعتقل، و20% منهم أمضوا سنتين، بل شهدنا عدة حوادث تم فيها إعادة اعتقال ذات الافراد المشتبه بهم وإيداعهم سجن بوكا ومن ثم إطلاق سراحهم عدة مرات متتالية".
وأضاف التقرير أن الحكومة العراقية آنئذ طلبت نقل نحو 1،360 معتقلاً من بوكا وتسليمهم إلى القضاء الجنائي لمحاكمتهم، والذين "استطاعوا الهرب من معتقلهم "سجن ابو غريب" عامي 2012 و 2013 ولا يعرف عدد المعتقلين منهم الذين التحقوا بتنظيم داعش".
وخلص بالقول إن "إعادة تنشيط تنظيم داعش واحتضانه في معسكر بوكا المسيطر عليه أميركياً هو مسؤولية الولايات المتحدة، والتي أرست بعدوانها أرضية بروز جملة من المتاعب الاستراتيجية".
وحث التقرير الادارة الاميركية وهيكلية الكونغرس الجديدة على بذل كافة الجهود "والتوصل لبلورة قواعد ميدانية لانخراط القوات الاميركية"، أفضل من الاتفاقية السابقة التي أدت لخروج القوات الاميركية من العراق "بما يضمن حماية أوفى لمصالحنا القومية التي تعاني من عقدة الهزيمة الناجمة عن سياساتنا غير المترابطة".
كان سجن بوكا عام 2007، يضم بداخله حوالي 24 ألف معتقل، وبسبب كثرة النزاعات بين السجناء، فقد تم تقسيمهم على أسس طائفية، سنة وشيعة وقسم آخر لمن كان يتعرض للتهديد من قبل الأخيرين، بهدف التخفيف من التوتر والمشاحنات بين السجناء أنذاك، وذكر تقرير عسكري، أن السجناء كانوا يسوون نزاعاتهم داخل السجن طبقاً لفتواهم المنحرفة للشريعة الإسلامية، بل وصل الأمر إلى أن يقوم بعض السجناء بقتل سجناء آخرين إذا ارتأوا أنه صدر منهم فعل يخالف الشريعة الإسلامية بحسب رأيه، بل وكان يعاقب كل من كان يظهر منه ميل نحو الثقافة الغربية.
كانت الظروف في بوكا فريدة في نوعها، حيث أنها مثلت بيئة مناسبة لإنشاء تعاون بين البعثيين الصداميين وبين التكفيريين، وتقول الاندبندنت أن المجموعتين وجدتا ما كان ينقصهما عند الآخر، ففي البعث، وجد التكفيريين مهارات التنظيم والجرائم والالتزام العسكري، وفي التكفيريين، وجد البعثيون مأربهم أيضاً من القتل والغدر وغيرهما.
ونشرت الجارديان في عام 2009، تقريراً استشرف مستقبل الجماعات والحركات الإسلامية في سجن بوكا بعد الإفراج عنها، حيث قال محللون أن المنشأة في الحقيقة أصبحت معهدا للتدرب على الإرهاب، يديره متطرفون إسلاميون يتبنون تفسيرات منحرفة للشريعة الإسلامية.
...................
12/5/141221
https://telegram.me/buratha