التقارير

هل سيكون تبادل الأدوار في تولي الوزارات السيادية مفتاحا لحل المشكلات القائمة؟!

3038 2014-09-03

كشف مصدر رفيع من داخل التحالف الوطني عن توصل الاخير مع تحالف القوى العراقية والتحالف الكردستاني الى اتفاق بشأن توزيع الحقائب السيادية الخمس. وقال المصدر الذي فضل  الكشف عن هويته إن الوفد التفاوضي للتحالف الوطني توصل الى اتفاق شبه نهائي مع التحالف الكردستاني وتحالف القوى العراقية بشأن توزيع الحقائب الوزارية السيادية. وتابع المصدر أن الاتفاق نص على منح حقيبتي الدفاع والخارجية للتحالف الوطني ووزارتي الداخلية والمالية لتحالف القوى العراقية فيما تمنح حقيبة النفط الى التحالف الكردستاني.

 تخضرم السيد هوشيار زيباري في رئاسة الخارجية  العراقية قرابة عقد من الزمن، حتى بات لا ينظر الى وزارة الخارجية بدونه، ومثله بات عرفا أن وزارة الدفاع كأنما صدر قانون يفيد بأن من  يديرها يجب أن يكون رجل من الطائفة السنية، كائنا من يكون، وعلى ذات السياق فقد كانت الداخلية تدار من قبل وزير شيعي، إن أصالة على عهد السيد جواد البولاني، أو وكالة حينما أدارها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنفسه نوري المالكي، وعبر رجل من حزبه هو السيد عدنان الأسدي الوكيل الأقدم الذي فضل موقع وكالة وزارة الداخلية، على موقع النائب في البرلمان حيث أنتخب لدورتين متتاليتين.. وزارة النفط هي الأخرى تحتم (لماذا) أن يكون وزيرها شيعيا! ولذلك وعلى طول الخط أدارها كل من: ثامر غضبان، الدكتور إبراهيم بحر العلوم، الدكتور حسين الشهرستاني، المهندس عبد الكريم لعيبي، وجميعهم شيعة...

هذا الواقع أسس لوضع غريب تحولت بموجبه الوزارات المعنية الى قوالب مكوناتية، وبدت وكأنها ملكا صرفا لطائفة أو مكون بعينه، وهو ما لا ينتظر أن تتشكل بموجبه دولة مؤسسات..

ولأن الوقت قد حان لإجراء تغيرات شاملة في الدولة العراقية، فإن الأمر يقتضي تكسير جدران هذه الوزارات التي بنيت وفق الترتيبات التي أشرنا إليها، وبما يشعر العراقيين جميعا، ومكوناتهم الدينية والقومية أن لا قيود أمامهم لتولي المسؤوليات، وأن التكليفات الوزارية تناط بالعناصر الكفوءة، وليس بناءا على إنتماءاتها السياسية أو المكوناتية..

فيما تسعى الكتل السياسية العراقية، للتوصل الى اتفاق نهائي حول الأسماء المرشحة لحكومة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، قبل نهاية المهلة الدستورية لتشكيلها في العاشر من ايلول الجاري.فإن الأنباء التي تروج في الأوساط السياسية من أن إتفاقا لتبادل الأدوار في إدارة الوزارات السيادية، لهو إتفاق  يبشر بأن التغيير يسير على قدم وساق، وأن لآ تأسيس في المستقبل لإقطاعية لهذا المكون أو ذاك، في هذه الوزارة أو تلك، وأن لا مستقبل لإحتكار المناصب والمسؤوليات، وأن على الوزير أن يدير وزارته بكل مثابرة وحكمة وإخلاص ولجميع العراقيين، وأن لا يسخر منصبه الوزاري لمكونه، لأنه يعلم أن هذا المنصب لخدمة العراقيين جميعا، وليس لأبناء مكونه أو طائفته.

 في هذا الصدد تقول ألأنباء المتداولة في أروقة المتفاوضين على التشكيلة الحكومية القادمة، عن التوصل لاتفاق شبه نهائي حول توزيع الحقائب الوزارية السيادية الخمس، ويتضمن الاتفاق بحسب تلك المصادر، حصول التحالف الوطني على وزارتي الدفاع والخارجية، في حين يتولى تحالف القوى الوطنية وزارتي الداخلية والمالية، والتحالف الكردستاني يأخذ على عاتقه تولي إدارة وزارة النفط

وفيما يرى أستاذ العلوم السياسية إحسان الشمري يرى أن " تولي وزارات الداخلية والمالية والنفط، من قبل المكونين السني والكردي هو رسالة اطمئنان لتلك المكونات بعد سنوات طويلة من الخلافات السياسية حول حرفية أداء وزارتي النفط والداخلية".

فإن رد فعل تحالف القوى الوطنية على هذه الأنباء إيجابي جدا، إذ يؤكد النائب عن تحالف القوى الوطنية خالد المفرجي أن "عملية تبادل إدارة الوزارات السيادية من قبل المكونات الرئيسة في البلد، تأتي ضمن عملية التغيير التي تقودها الكتل السياسية العراقية لتقويم أداء الدولة خصوصا بعد التردي الامني الكبير الذي حصل مؤخرا" على حد قوله.

إن تولي وزير من التحالف الكوردستاني حقيبة وزارة النفط، سيكون مفتاحا لحل المشكلات القائمة حاليا بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان، ومن اللحظة التي يجلس فيها وزير كوردي على كرسي مسؤولية وزارة النفط، فإن ماكنة الحل ستبدأ بالدوران، ناهيك عن أن ذلك سيسهم في تسريع تشريع قانون النفط والغاز الذي طال أنتظاره!

المحرر السياسي لجريدة البينة البغدادية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك