التقارير

هل حققت "داعش" الهدف المطلوب منها؟

1342 12:00:56 2014-07-11

ماهر الخطيب* كاتب سوري

في ظل التحليلات والقراءات المتعددة التي تتناول ظاهرة إعلان "الدولة الإسلامية" ومبايعة الخليفة إبراهيم، هناك أسئلة تُطرح حول مستقبل الأوضاع في المنطقة، لا سيما أن تنظيم "داعش"، أو من يقف خلفه، لم يكن ليقدم على هذه الخطوة من دون أن يكون قد حدّد مجموعة من الأهداف التي يريد الوصول إليها بأي ثمن.

قد يكون السؤال الأبرز المطروح على الساحتين الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، هو النتيجة التي ستفضي اليها المناقشات والمفاوضات القائمة بين القوى المؤثرة على الساحة العراقية بشكل خاص، لا سيما أن "داعش" تمكنت من خلق واقع جديد، لا يمكن تجاوزه في أي بحث يتناول مستقبل بلاد الرافدين أو المنطقة، يتمثل بإعلان دولة على الحدود العراقية السورية تمكنت من قطع الطريق البري بين طهران ودمشق إلى حد بعيد.

في هذا السياق، تشير مصادر متابعة لهذا الملف إلى أن دراسة هذه الظاهرة بشكل موضوعي، تفترض البحث في الأسباب التي سمحت لها بالتمدد على هذا النحو خلال فترة قصيرة جداً نسبياً، خصوصاً أن إعتمادها التطرف كنهج سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى إنقلاب البيئة التي وجدت بها "المخلص" كمقدمة للقضاء عليها أو إعادتها إلى حجمها الطبيعي، وتلفت على سبيل المثال إلى ظاهرة "الإخوان المسلمين" في مصر التي سرعان ما إنقلب عليها الشعب نتيجة الممارسات الخاطئة التي قامت بها، بالرغم من تأكيدها أن هناك فوارق كبيرة في الظروف والمعطيات بين الظاهرتين.

وتوضح هذه المصادر، في حديث لـ"النشرة"، أن الإحتضان الذي حظيت به هذه الظاهرة من قبل بعض الفئات العراقية لم يكن نتيجة إقتناع بالأفكار التي تحملها، بل بشكل أساسي ردة فعل على الممارسات التي تلت الغزو الأميركي لبلاد الرافدين في العام 2003، والتي تفاقمت مع وصول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الحكم بشكل لافت، وبالتالي تبدأ المعالجة الفعلية من خلال إزالة المسببات، وتؤكد أن الجانب الإيراني بات يدرك فعلياً أن التمسك بورقة المالكي لم يعد مجدياً لا سيما بعد أن تخلت عنه أغلب المرجعيات العراقية الشيعية السياسية والدينية.

على هذا الصعيد، تلفت المصادر المتابعة إلى أن المحور المعارض لنفوذ إيران المتعاظم في المنطقة، يعتبر أن "داعش"، رغم الخطر الذي تشكله على بعض أركانه، يمكن أن يكون ورقة رابحة بالنسبة له من الممكن الإستفادة منها إلى حد بعيد، عبر تحويل الدولة التي أعلن عنها التنظيم إلى قاعدة مزعجة لكل من القيادتين الإيرانية والسورية في المستقبل، خصوصاً في حال نجاح تثبيت هذا الواقع الذي يجد له أرضية خصبة في العراق، والذي من الممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تكريس التقسيم القائم على أرض الواقع، وهو في مطلق الأحوال لا يصب في مصلحة المحور الذي تقوده طهران بأي شكل من الأشكال.

وتوضح المصادر نفسها أن هناك 3 دول، على الأقل، ترسم حدودها فعلياً على أرض العراق في هذه المرحلة، الدولة الكردية التي وجد زعيمها مسعود البرزاني أن الفرصة مؤاتية من أجل طرح مشروع الإستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد، الدولة السنية التي أسس لواقعها "داعش" عبر إعلانه "دولته" ومبايعته "خليفة"، والدولة الشيعية التي ستكون الحلقة الثالثة لهاتين الدولتين.

على هذا الأساس، لا يكون ما قام به تنظيم "داعش" حدثاً عابراً، بل عبارة عن خطوة ضمن مشروع قائم بحد ذاته سيترك نتائج ضخمة على صعيد المنطقة، الأمر الذي من المتوقع أن يدفع بالجانب المقابل إلى القيام بخطوات مضادة، لكن في ظل التأكيدات بأن القيام بأي عملية عسكرية مباشرة في العراق سيكون بمثابة مغامرة غير محسوبة النتائج في الوقت الحالي، قد يكون تحريك الأوضاع في ساحات جديدة بارقة الأمل الوحيدة بالنسبة له.

1/5/140711

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك