التقارير

الدفاع تطالب جرحاها بالالتحاق الى وحداتهم رغم بلاغة إصاباتهم وذوو الجرحى يشكون من "الإهمال" والتهديد بقطع الراتب

2172 18:08:09 2014-06-07

لم يتمكن أبو مرتضى (63 سنة) من أهالي الديوانية، من حبس دموع عينيه، حين تذكر طفولة ابنه، ولعبه مع أخوته وأبناء الجيران وعشقه لتمثيل دور الجندي دائما ليقاتل الأعداء ويدافع عن قطعة أرضهم الزراعية، في ناحية السدير (10 كم جنوب مركز مدينة الديوانية)، اذ ان الدموع انهمرت رغما عنه وهو يراه راقدا لا يقوى على تحريك جسده او الكلام، لكثرة الإصابات التي تعرض لها بعد ان انفجرت عبوة ناسفة بسيارته، وقتلت زملاءه وتركته يعاني الم الذكريات والجراح، فيما يؤكد أن وحدة أبنه العسكرية تطالبه "إما بالالتحاق أو عدّه هارباً".

ويقول أبو مرتضى، محمود كامل محمود، في حديث الى (المدى برس)، إن "مرتضى أب لخمسة أطفال وأخ الى أربعة، تطوع قبل ستة أعوام ليحقق حلم طفولته في ان يدافع عن بلده، ويرفع بنا رأسه"، مشيرا  إلى أن "مرتضى أصيب في الثامن من أيار الماضي، بعد ان انفجرت عبوة ناسفة بسيارته التي تحمل أعتدة لإنقاذ السرايا اثناء معاركها مع الإرهاب في منطقة جرف الصخر".

ويضيف محمود أن "ولده مصاب بكسرين مركبين في ساقه الشمال، وكسر مركب في ذراعه اليمين، وتهشم فكه الأسفل، ناهيك عن الشظايا التي ملأت جسده"، معربا عن  أسفه "لعدم وصول أحد مسؤولي وحدته أو ممثل او مندوب لوزارة الدفاع لزيارته أو الاطمئنان عليه، ومعرفة حاله بعد أن ضحّى بحياته من أجل الوطن".

ويطالب والد الجندي "القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع وآمر وحدته بإيجاد حل لعلاج ولده خارج القطر، بدلا من رميه في مستشفى الديوانية التعليمي، من دون  اية متابعة إلا من الأطباء والممرضين الذين لم يتركوا سبيلا إلا واتخذوه من اجل علاج الجرحى في الردهة، لكن الإمكانيات متواضعة"، متسائلا عن "أسباب إهمال المسؤولين في الوزارة والوحدة لولدهم الذي لم يصب في منزله بمشاجرة، بل أثناء آدائه واجبه في جبهات القتال، حيث دماء أبنائنا  تكون تضحية من أجل أن يبقى فلان وفلان بمناصبهم في الحكومة".

وبشير أبو مرتضى إلى ان "جراح ولدي وإخوته في القوات المسلحة واستشهادهم وتضحياتهم بأنفسهم، لم تشفع لهم بعد أن ورد أخوه مكالمة من وحدته تطالب بالتحاق مرتضى فورا وإلا فإنهم سيقطعون مرتبه ويعدونه هاربا من الخدمة، على الرغم من أنه شبه جثة هامدة تعاني الألم والوجع طيلة الوقت من أثر الإصابة".

وليس بعيدا عنه يقول الجندي أحمد غالي غاوي، الذي يرقد بسرير مجاور بردهة الكسور بمستشفى الديوانية التعليمي، في حديث الى (المدى برس)، "أنني أصبت بإطلاقة قناص، في معارك الملاحمة بمدينة الرمادي، بعد أن دخل الفوج الثالث التابع الى اللواء (40) في الفرقة العاشرة الى المدينة، في (25 أيار الماضي)"، موضحا أن "الرصاصة سببت لي كسرين في الكتف، ونزفا داخليا أتعبني للغاية".

ويلفت غاوي إلى أن "وحدته لم تفعل شيئا له سوى تقديم الإسعافات الأولية ونقله الى المستشفى فاقدا للوعي، ولم يسأل عنه أي من أفراد وحدته، ورمينا هنا كما يرمى العجزة او اللقطاء"، مشيرا إلى أن "المشكلة تكمن في منح وحداته إجازة مرضية له مدة 20 يوماً فقط، وتطالبني بالالتحاق الى الرمادي، وأنا لا استطيع التنفس فكيف لي بالالتحاق او تحمل أعباء الطريق والسفر".

ويوضح غاوي أنه "متطوع منذ عام 2007، وشارك في الكثير من المعارك ضد القاعدة وقوى الإرهاب"، وأعرب عن "خيبة أمله، بعدم إرسال وزارة الدفاع مبعوثاً منها للاطمئنان على الجرحى والسؤال عنهم وتفقد حاجاتهم، وللأسف أن يرمى الجندي كما ترمى الفضلات بعد الانتهاء منها في مكب".

ويتابع أن "الجندي في زمن النظام السابق حين يستشهد تكافأ أسرته وتميّز بالكثير من الامتيازات والمكارم، أما من كان يجرح فتتبنى الحكومة علاجه ويحترم ويقدر ويعوض، واليوم نحن لا نريد مكافأة او هبة من أحد، بل نريد إجازة مرضية حتى تشفى جراحنا لا أن يتم استدعاؤنا الى الالتحاق للقتال بهذه الوضعية".

وبجواره يرقد الجندي، كاظم كاطع، من أهالي محافظة المثنى، (يبعد مركزها 270 كم جنوب بغداد)، بالكاد يجر أنفاسه ويقول في حديث الى (المدى برس)، أن "القوة التي كنت معها، تعرضت الى إطلاق نار كثيف في منطقة الراشدية، من قبل مجموعة إرهابية، فأصبت بطلقات عدة سببت لي كسورا مركبة في يدي اليمنى وتهشما بيدي اليسرى"، مبينا أن "الحادث وقع قبل 20 يوما، وللأسف لم يصلني أحد من مسؤولي وحدتي، على الرغم من أن انتسابي الى الوحدة كان قبل ست سنوات".

وأعرب كاطع استغرابه من "مطالبة وحدته بالتحاقه فورا، وحالته الصحية لا تسمح له حتى بالكلام فكيف بي الانتقال وركوب السيارات والوصول الى وحدتي بهذا الحال"، ويوضح أن "العلاج وشراء الأدوية أثقلني كثيرا، ولا أعرف كيف سأدبر إيجار بيتي ومصرف ولديّ حسين وآيات وأمهما، أو من سيتكفل بمعيشتهم، لاعتماد عائلتي على مرتبي بالكامل وليس لنا مورد معيشة آخر يمكن أن يؤمن لي ولهم احتياجاتهم فيما لو قطع راتبي ان لم التحق الى وحدتي خلال يومين".

فيما يرى شقيقه طالب كاطع، في حديث الى (المدى برس)، أن "رمي حماة الوطن ودرعه الذين استتر بهم رئيس الوزراء وغيره، أمام باب مستشفى الكندي من الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى الثانية عشرة ظهراً، من دون علاج، الأمر الذي اضطرنا الى نقله الى مستشفى الرحمة الأهلي، يبعث إشارة خطيرة ليس لأخي فقط بل الى من يراه من أخوته الجنود وما ينتظرهم من مصير".

ويتابع أن "العملية التي أجريت له في مستشفى الرحمة، كلفتنا ثلاثة ملايين دينار، نقلناه بعدها الى مستشفى الديوانية التعليمي هربا من المصاريف وغلاء الأدوية"، ويتساءل "ماذا لو كان أخي ابنا لرئيس الوزراء أو أحد المسؤولين أكان ملقياً هكذا؟"، داعيا "رئيس الوزراء إلى الانتباه إلى أبنائه إن كان راعيا لهم، خاصة وأننا لا نمتلك القدرة على تكفل نفقات العلاج والسفر وغيرها حتى يشفى أخي".

من جانبه يقول رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة الديوانية، باسم الكرعاوي، في حديث الى (المدى برس)، إن "لجنتنا رصدت وصول نحو ثلاثين جريحا من أبناء قواتنا المسلحة، الى مستشفى الديوانية التعليمي، أصيبوا جراء المعارك الدائرة غربي البلاد والمدن الساخنة، حالة أغلبهم خطرة"، مشيرا إلى "مطالبة ذوي الجرحى للجنتنا بالتدخل لنقل معاناتهم في طلب وحداتهم بالتحاقهم خلال موعد أقصاه عشرون يوما، وهم في حالة صحية حرجة، وعرضها أمام رئاسة الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع".

ولفت الكرعاوي إلى ان "أغلب الإصابات بليغة والجروح خطيرة تحتاج الى إجراء عمليات جراحية عدة تتطلب أشهر للشفاء، لكن تهديد الوحدات بقطع رواتبهم جعلهم بين مطرقة الألم وسندان قطع الراتب الذي يعيلون به أسرهم"، مطالبا "القيادة العامة للقوات المسلحة ورئاسة الوزراء ووزارتي الدفاع والداخلية، بتعويض الجرحى والتكفل بعلاجهم، بدلا عن التلويح بقطع مرتباتهم، ليكون حافزا لزملائهم يسهم في رفع معنوياتهم في التصدي لقوى الإرهاب".

ودعا رئيس لجنة الصحة "وزارة الدفاع الى تعميم كتابها على المؤسسات الصحية لنقل جميع الجرحى الى الطوابق الخاصة، لا أن يقتصر التعميم على جرحى العمليات العسكرية الدائرة في الانبار فقط واستثناء الآخرين منها إذا ما سقطوا في أماكن أخرى، على الرغم من أنهم تابعون الى وزارة واحدة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك