التقارير

النووي الإيراني: مخطط أمريكي مقابل أمن إسرائيل

2673 07:15:45 2014-05-16

الدكتور خيام محمد الزعبي صحفي وباحث أكاديمي في العلاقات الدولية

تفرض اليوم إيران نفسها كلاعب رئيسي في المنطقة، ولاسيما بعد أن إستطاعت تغيير الموقف الغربي والأميركي بشأن برنامجها النووي، وجعلت من المفاوضات ممراً إجبارياً وطريقاً وحيداً للتوصل إلى تسوية مع الأطراف التي تعارض إمتلاكها التقنية النووية للأغراض السلمية رغم القلق والرعب الذي يسيطر على إسرائيل.

يتوهم كل من يظن أن السعي الأمريكي والغربي لتسوية الملف النووي الإيراني هو الحفاظ على السلام العالمي وحماية المدنيين بإسم القانون الدولي كما يدعي به الغرب وأعوانه في المنطقة، فالهدف الأساسي والرئيسي لهذه التسوية هو لحماية أمن إسرائيل وردع كل قوى المقاومة في المنطقة خصوصاً إيران وهي القطب النووي والتكنولوجي الصاعد وهذا ما يرعب ويثير قلق إسرائيل لتتدخل أمريكا سياسياً وعسكرياً على جميع الأصعدة وعلى حساب مصالحها وفي جميع الظروف حماية لهذا الكيان، وهذا ما بدا جلياً من خلال إشتراط أميركا للتوصل لاتفاق نهائي مع إيران بشأن برنامجها النووي موافقة الأخيرة على إجراءات عملية للتحقق من تنفيذ الإتفاق وبما يضمن أمن إسرائيل، لنكشف بذلك وجه أمريكا الحقيقي وأن السلام والأمن التي تتغنى بهما مجرد وهم وكذبة تسعى فقط لحماية مصالحها في المنطقة وتحقيق أمن الكيان الإسرائيلي، ومن هنا فإن الدول الإستعمارية تسعى لتحقيق سايكس بيكو جديد، أساسه تقسيم كل دولة عربية كبيرة إلى عدة دول وهذا الهدف يجري عليه من خلال منع ظهور أي قوة إقليمية على أساس عربي إسلامي وإفراغ العروبة من محتواها الفكري والسياسي والإقتصادي وتصفية ما تبقى من بيت العرب من موروثات عالقة على غرار العمل العربي المشترك، بذلك تعتبر أمريكا وإسرائيل هي المحرك الأساسي لكل بؤر التوتر والحروب في المنطقة بدءاً من العراق مروراً باليمن وليبيا وصولاً إلى مصر وسوريا، ودليل ذلك ما أكدته مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس من خلال كلمة لها في واشنطن في حفل لإحياء ذكرى إنشاء دولة إسرائيل، أكدت فيها أن واشنطن ستتخذ موقفا متشدداً من برنامج إيران النووي يطمئن إسرائيل، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ملزمة بأمن إسرائيل وبقدرتها على حماية نفسها، وأضافت إن أمن إسرائيل يعتبر أولوية عليا في المفاوضات مع إيران حول مسألة النووي الإيراني.

وفي سياق متصل توضح إستثمارات الولايات المتحدة في مجال الدفاع الإسرائيلي مدى إلتزامها بتحقيق أمن إسرائيل،إذ وقعت إدارة أوباما وإسرائيل إتفاقية لضخ المزيد من الإستثمارات الأميركية في مشروع القبة الحديدية، التي تعمل على الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها مقاتلون في غزة وسيناء ولبنان, حيث تتعقب الصواريخ وتقصفها في الجو، هذا مما يشير إلى التزام أمريكا المتواصل تجاه أمن إسرائيل.

في هذه المرحلة تجتمع إيران ومجموعة (5+1) ، في فيينا لجولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى تسوية دبلوماسية شاملة للنزاع النووي القائم منذ عشر سنوات، وفي حين يتهم الغرب وإسرائيل إيران بالسعي لإمتلاك أسلحة نووية، فإن طهران تؤكد أن برنامجها لأغراض سلمية، والهدف من هذه المفاوضات بين طهران والدول الكبرى إلى أن تعطي إيران ضمانة دائمة بشأن الطابع السلمي البحت لبرنامجها النووي، لتحصل مقابل ذلك على رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها منذ سنوات.

ويقيناً، تدعم إسرائيل أي مبادرة لإزالة القدرات النووية الإيرانية، بما في ذلك المبادرة الدبلوماسية الأمريكية الحالية، بيد أنها متشككة من نجاح أي جهود دبلوماسية في إنجاز ذلك الهدف، فإسرائيل قلقة من إمتلاك إيران لسلاح نووي يمثل تهديداً لا يمكن تقبله، وهو غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً، وتلتزم الولايات المتحدة بشكل كامل على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، ليس لأن ذلك يشكل تهديداً لأمنها القومي بل من أجل تحقيق أمن إسرائيل في المنطقة.

وأخيراً ربما أستطيع القول إن ما تقوم به واشنطن من حماية للكيان الصهيوني ودعمه بالمال والسلاح، وإصرارها على الإحتفاظ بترسانته النووية، يستدعي من المجتمع الدولي المحب للسلام والأمن والإستقرار ضرورة الضغط على الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الإستعماري للتخلي عن سياسة المعايير المزدوجة، وإلزام إسرائيل بفتح منشآتها النووية للتفتيش وإجبار إسرائيل على التوقيع على معاهدة حظر الإنتشار النووي، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من هذه الأسلحة المدمرة ليعود الأمن والإستقرار لشعوب المنطقة والعالم.

18/5/140516

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك