التقارير

الأردن.. وإرهاصات الانفجار!..

1338 07:06:47 2014-05-15

د.نسيب حطيط

يتدحرج الأردن مُكرَهاً نحو الانفجار والفوضى الأمنية رغماً عنه، بما يشبه زواج القاصرات السوريات في مخيم الزعتري اللواتي يتزوجن من خليجيين مقابل وعود بتأمين المال لعوائلهن ودعم الثورة السورية بـ”نكاح اللذة” أو “جهاد النكاح”.

يجبَر الأردن على دعم الثورة السورية بأطيافها المتعددة التكفيرية والوصولية والانتهازية وتجار الثورة ومجرميها، مقابل الإعانات المالية الخليجية والأميركية، ووعود بالحفاظ على عرش العائلة المالكة.

الأردن مستودع السلاح للجبهة الجنوبية، والأردن قاعدة تجميع وتدريب المسلحين المتعددي الجنسيات، والأردن غرفة عمليات قيادة المجموعات المسلحة باتجاه دمشق لإسقاط العاصمة والنظام والدولة في سورية.

والأردن سيستكمل دوره المشبوه منذ احتلال فلسطين وحرب تشرين عام 1973 وقبلها حرب الأيام الخمسة عام 1967.. إنه في المقلب الآخر لجبهة المقاومة للعدو “الإسرائيلي”، إنه شركة مقاولات أمنية ومخابراتية في أفغانستان، يعمل مع “الناتو” كما يعمل البدو العرب في اقتفاء الأثر في فلسطين مع العدو “الإسرائيلي”، وفي البحرين يرسل الدرك الأردني لقمع الثورة المظلومة، ويساعد “درع الجزيرة” السعودي في عمليات التعذيب والقمع، والأردن تدخّل في لبنان مع القوات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية ضد المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، هذا هو الأردن الذراع الأمنية المحترقة التي تعبث بالأمن في بلد ما لحماية المصالح الأميركية.

لكن الأردن – وأستثني كل الوطنيين والشرفاء من الشعب الأردني العربي – لا يتعظ من سيرة أقرانه من الرؤساء والملوك والأمراء، وحتى الكيانات التي كانت كبش فداء للأميركيين عندما وصلت أميركا لمعادلة الاختيار بين مصالحها وحلفائها، فاتجهت لمقايضة المصالح بالحلفاء؛ من شاه إيران إلى صدام حسين إلى مبارك إلى زين العابدين بن علي إلى أمير قطر إلى بندر بن سلطان إلى غيرهم..

السؤال المطروح على القيادة الأردنية: ماذا ستفعل أميركا عندما تقتضي مصالحها التكافل والتضامن مع “إسرائيل” والتخلي عنكم وإعلان الوطن البديل؟ ألم تتخلَّ بريطانيا وفرنسا عن الأمير فيصل وتراجعت عن وعودها بإقامة الحكومة العربية، بعد أن أعلن تحالفه معها ضد الدولة العثمانية؟ ألم يسحب الحلفاء الغربيون وعودهم؟ ألم يقاتلوا الجيش العربي في ميسلون؟ وماذا سيفعلون بكم بعد انهزامهم أو انتصارهم في سورية، مع اعتقادنا أنهم سيهزَمون بإذن الله سبحانه؟ ألم تنقلب أميركا على صدام حسين وهي التي ورطته في الحرب ضد إيران ثم الحرب على الكويت، ليكون مصيره القتل والإعدام، وبناته اللاجئات إلى الأردن خير دليل؟

بدأت أعمال الشغب في “معان”، وتغلغل التكفيريون في المدن والعشائر الأردنية، والفلسطينيون يُمسكون بالاقتصاد، و”الإخوان المسلمون” جسر التواصل بين الفلسطينيين والأردنيين، وشتات التكفيريين والفقر والحاجة في كل البيوت والخيم الأردنية، فماذا بقي للسلطة والعرش؟

الأردن على حدود سورية المفتوحة للقتَلَة الذاهبين لذبح الشعب السوري وإسقاط النظام، ومخيمات اللاجئين السوريين مفتوحة للموساد “الإسرائيلي” لتجنيد السوريين بالتعاون مع المخابرات الأردنية، والحدود الأردنية مع العراق مفتوحة إما لهرب “داعش” وأخواتها، أو لإمداد التكفيريين بالسلاح والمقاتلين، وهي حدود للنار العراقية باتجاه الأردن، والأردن طريق العودة إلى السعودية للمقاتلين الذين أرسلتهم المخابرات السعودية للقتال في سورية، وسيعودون للثأر من رعاتهم بعد هزيمتهم في سورية، فالحدود السعودية – الأردنية خط النار واللهب القادم، فقد أحاط الأردن نفسه بالنار من الحدود السورية والعراقية والسعودية، والجمر تحت الرماد في الأردن، وبعض الفلسطينيين لم ينسوا أحداث أيلول في السبعينات، وبعضهم حديث الولادة يحلم بالسيطرة على سورية ومصر والأردن، وبعض الخليج عبر “الإخوان المسلمين” بعدما أقفل جبهته مع “إسرائيل” ويريد نشر الديمقراطية في العالم العربي، وهو يقمع في غزة وفي المخيمات التي يسيطر عليها.

أيها الإخوة الأردنيون، استيقظوا قبل فوات الأوان، وانظروا الدمار والخراب والقتل في سورية، والذي سيتكرر عندكم، وندعوا الله سبحانه وتعالى أن ينجيكم منه، فلا توقعوا أنفسكم في التهلكة.. لا تبيعوا كرامتكم وأمنكم ببعض أكياس الطحين أو براميل النفط أو الإشادات الكلامية من الغرب.. لا تخضعوا للابتزاز والاستغلال من أمراء النفط.

الأردن على فوهة الانفجار.. ويمكن أن يُعطى كجائزة ترضية للعدو “الإسرائيلي”، ويعلَن الوطن البديل وفق فدرالية مع الضفة الغربية، ويبقى الملك صورياً وفق النظام البريطاني.

الثبات

4/5/140515

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك