اعلن مصدر في الجيش العراقي في منطقة ربيعة(حوالي 12كم غرب مدينة الموصل) ان الكثير من المناطق المجاورة وبعض احياء ناحية ربيعة وبما فيه مركز الناحية، باتت تحت سيطرة مسلحي (داعش)، ولكن ليس بالشكل العلني وهذا بالتاكيد بمساعدة ومؤازرة بعض اهالي الناحية الموالين للفكر الداعشي والاسلامي.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان "الوضع في ربيعة لا يبشر بالخير بل ان هناك قلق كبير على ربيعة بسبب موقعها الجغرافي الذي لا يبعد عن الحدود السورية سوى كيلومترين اثنين فقط والجميع يعلمون بسطوة مسلحي داعش في سوريا".
الحقيقة أن وراء هذا التطور الأمني معطيات لا تخفى حتى على المواطن العادي، فكيف بالمشتغلين بحقل الإعلام والمعلومات..
ففي الأيام الفائتة أعلن عن أن تطهير الفلوجة قد بدأ، ولكن شهود عيان أفادوا أن رتل من السيارات رباعية الدفعا، قد غادر النمدينة وهو يحمل مسلحي داعش بكامل أسلحتهم، دون أن يتم التعرض لها من قبل القوات الأمنية.
هذا الحدث كما يبدو نتيجة منطقية لما قيل عن إتفاق بدأ تطبيقه على الأرض، وأبرم في عمان بين ممثلين عن الحكومة وزعماء المسلحين وفي مقدمتهم المطلوب للعدالة علي حاتم السليمان متزعم ما يسمى بجيش العشائر
الأنباء تفيد أن الوضع في منطقة ربيعة من حيث الخطورة الآن من اخطر المدن والمناطق التابعة لمحافظة نينوى، واذا بقي الوضع هكذا على حاله هناك احتمال انفجار الوضع وحدوث تدهور أمني خطير في المنطقة، خصوصا بعد مقتل فلاحين أيزيديين يعملون كزراع لدى ملاك أراض عرب في المنطقة ،فقبل حوالي أسبوع، قتل الجماعات الارهابية التي تنشط في منطقة ربيعة، مزارعين ايزيديين من أهالي سنجارفي منطقة علكانة القريبة من مركز ناحية ربيعة، وأستولت على السيارة التي كانا يستقلانها.
وكرد فعل على مقتل الفلاحين الأيزيديين ناشد المواطنون العرب من مالكي الأراضي الزراعية في ناحية ربيعة الذين قاموا بايجار اراضيهم وحقولهم الى الفلاحين من الايزيديين من سنجار، ناشدوهم بمغادرة المنطقة لان هناك خطر كبير على حياتهم وهم ليسوا مسؤولين عن اي ضرر يلحق بهم في حال بقائهم، حفاظا على حياتهم والأخوة بينهم.
وقال، برهان الجبوري، صاحب اراضي زراعية في منطقة ربيعة في تصريح إذاعي ان "هناك نحو 20 عائلة ايزيدية فلاحية من سنجار يعملون عندي وبالتأكيد في حال تركهم كل هذه الاراضي الزراعية التي انا صرفت عليها بالملايين سوف يضرني كثيرا واخسر ما املكه ولكن احتراما للاخوة التي كانت ولازالت بيننا نحن العرب و الايزيديين في سنجار وحفاظا على حياتهم وعائلاتهم، انا اطالبهم وأناشدهم بالرحيل".
وأضاف "ليخسر كلانا على أن لا يخسروا هم أرواحهم ارواحهم وانا اعلم جيدا بانه هناك خطر حقيقي على حياتهم".
من جانبهم، يقول المزارعون الأيزيديين، بانهم يدركون مسبقا المخاطر التي يتعرضون لها ولكن صعوبة الحياة في منطقة شنكال والبطالة تجبرهم على المخاطرة.
من جهة أخرى أفاد مصدر من قيادة شرطة قضاء تلعفر(حوالي 80كم غرب مدينة الموصل) ان المدينة تعيش هدوء مشوب بالحذر في ظل تواتر أنباء عن تسلل جماعات مسلحة تابعة ل(داعش) الارهابية الى المناطق المجاورة لمركز القضاء ونية تلك الجماعات في اقامة معسكرات دائمة في المنطقة.
واضاف المصدر، انه "حسب المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية في تلعفر ان جماعات تابعة ل(داعش) قد تسللت الى منطقتنا وتخطط الآن لاقامة معسكرات دائمة فيها وجعلها قاعدة لهم". ودعا المصدر "لذلك ندعو جميع المواطنين والخيرين من أبناء المنطقة الى التعاون مع الاجهزة الامنية لمنع تلك العصابات الارهابية بالدخول الى القضاء والبقاء في المنطقة، لانها تشكل الخطر الحقيقي على الجميع والمنطقة برمتها".
يذكر ان آخر حادث ارهابي كبير شهده قضاء تلعفر كانت في اكتوبر من العام المنصرم، عندما انفرت سيارتين مفخختين وسط قرية كيبك التابعة لتلعفر وأسفرتا عن مقتل واصابة العشرات من المدنيين بينهم تلاميذ المدارس وأطفال ونساء وكذلك أدت الى مصرع واصابة عدد من أفراد الشرطة العراقية. وتلعفر كانت تعتبر من المناطق الساخنة في العراق خلال السنوات الماضية وقد شهدت معارك بين الجيش العراقي والجماعات الارهابية وحوادث وتفجيرات ارهابية كثيرة أودت بحياة الآلاف.
عن جريدة البينة العراقية
https://telegram.me/buratha