الوضع في شبه القارة الكورية وسورية والقرم ولعبة الامم

كاظم نوري الربيعي المعروف عن اللاعبين الدوليين الكبار ان كل لاعب بيده اوراق يحركها ويبرزها متى سنحت الفرصة بذلك للتلويح بها ضد خصمه وعندما حدثت الازمة في اوكرانيا اثر تحريك الغرب للموقف هناك نكاية بموقف روسيا في الشرق الاوسط وخاصة في سورية شعرت روسيا ان مصالحها القومية والوطنية مهددة " غربيا" فمارست حقها في جزيرة القرم لفك الحصار عنها وهي تواصل نهجا متصلبا ازاء الوضع في اوكرانيا واكدت ذلك خلال لقاء لافروف وكيري الاخير في باريس مطالبة بل ومصرة على وضع فدرالي للشعب الاوكراني المختلط  . وعندما فرض الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة اجراءات حظر اقتصادية على روسيا ردت هي الاخرى باجراءات مماثلة حتى انها اندفعت الى كوريا الشمالية للتوصل الى اتفاقات معها بشان التعامل بالروبل. واشنطن تحركت نحو دول البلطيق المجاوة الى روسيا والتي تقع عند خاصرتها الشمالية فكان رد موسكو توثيق الصلات مع بيونغ يانغ" التي فتحت جبهة مع الغرب في شبه القارة الكورية وقد تردد عن تبادل لاطلاق النار بين الكوريتين في جزيرة متنازع عليها وتعدها كوريا الشمالية جزءا منها مثلما لوحت كوريا الشمالية قبل ذلك باجراء تجربة نووية جديدة. وترفض بيونغ يانغ الاعتراف بالخط الحدودي البحري مع جارتها الجنوبية الذي رسمته الولايات المتحدة وقوات الامم المتحدة نهاية الحرب الكورية عام 1953 . وشهد هذا الخط الحدودي حوادث عديدة بين البلدين بعضها اسفر عن وقوع قتلى وكان اخرها في نوفمبر تشرين الثاني عام 2010 حين قصفت كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود ما اسفر عن سقوط اربعة قتلى وكاد الحادث ان يشعل نزاعا في المنطقة. كل هذا لم يات عفويا سواء ماحدث في اوكرانيا او ماتشهده شبه القارة الكورية وحتى الهجوم الاخير على مناطق متاخمة لمدينة اللاذقية السورية واسقاط القوات التركية طائرة سورية والتلويح بتدخل عسكري تركي انها امور متلازمة قطعا؟.  فالتحرك التركي بدعم ومساندة المسلحين في الهجوم على كسب ومحاولة الوصول الى اللاذقية في سورية او الحصول على موقع قدم في ميناء بحري سوري بعد الهزائم المريرة التي منيت بها المجموعات المسلحة المدعومة امريكيا لم يات اعتباطا بل له صله ايضا بما يجري من خلافات بل ومواجهة بين موسكو والغرب في اوكرانيا. الصين دخلت على الخط هي الاخرى بعد ان شعرت بالخطر فحذرت الولايات المتحدة بشدة من انها لن تسمح ابدا بفوضى او حرب في شبه القارة الكورية وان الصين جادة في هذا الامر وان بكين لاتكتفي بقول ذلك فقط بل ستفعله هذا ماحمله بيان للخارجية الصينية فاصبح الاصطفاف واضحا بين موسكو وبكين ولايحتاج الى تفسير . ياتي ذلك في وقت اعرب كيري عن رغبة الرئيس الامريكي اوباما في لقاء ثان مع نظيره الصيني لعله يفلح وفق المصادر في اقناع الصين بان تكون على الحياد في الازمة الدولية الراهمة بالرغم من ان الجانب الامريكي تحدث عن امور اخرى بعيدة كل البعد عن مايجري في سورية واوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية حين المح مسؤولون في واشنطن ان الهدف هو عقد الدولتين حوارا ستراتيجيا اقتصاديا واجراء مشاورات رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية علاوة على تبادل كبار العسكريين للزيارات. 20/5/140407