التقارير

سوريا: حسم معركة القصير يعيد المبادرة إلى النظام ويفرضه لاعباً استراتيجياً

1188 17:16:00 2013-05-20

 

أنطوان الحايك

من السياسة إلى الأمن، انتقلت الاهتمات الرسمية والشعبية، وبين مدينة القصير السورية وطرابلس اللبنانية، تنقل الحدث الأمني ليرخي بظلاله الثقيلة على الوضعين الاقليمي والمحلي في ظل تطورات ميدانية متسارعة وغير مفاجئة، باعتبار أنّ الحديث عن حسم معركة القصير ليس جديداً، والتحضيرات لها معروفة منذ حوالي الشهر، كما أنّ التشنج الأمني بين جبل محسن وباب التبانة بات مرتبطاً كلياً بالصراع بين النظام السوري ومعارضيه.

وإذا كانت المعارك المندلعة، بين باب التبانة من جهة وجبل محسن من جهة ثانية، استأثرت بالاهتمام الأمني المحلي، وشكلت محور المتابعات خشية امتداد نيرانها إلى جبهات أخرى، فإنّ المعارك الدائرة في مدينة القصير وصلت بتداعياتها إلى عواصم القرار الدولي، حتى أنّ الدبلوماسية الشرقية رأت فيها بداية لفرض معادلات جديدة، لا سيما أنها تشكل بداية أكيدة لاستعادة النظام المبادرة كاملة من أيدي المعارضة والدول العربية والغربية الداعمة والحاضنة لها.

وفي هذا السياق، يعتبر دبلوماسي شرقي أنّ سوريا، وبدعم من إيران وروسيا، تمكنت من فرض نفسها رقماً صعباً في أيّ تسوية مقبلة، بيد أنه يذهب إلى حد القول بأنّ الطريق إلى جنيف تمر حكماً بريف حمص وبنتائج القتال الدائر هناك، فنجاح الجيش السوري باعادة القصير وريفها إلى سيطرته يعني إنه حسم معركة حمص بكاملها لمصلحة النظام، وأسس إلى حسم معارك ريف دمشق، وبالتالي فأنه يكون قد تمكن من اعادة ترتيب الأوراق التي يتحكم بها خصومه، وضمنهم واشنطن واسرائيل التي فشلت في اقناع موسكو بالحد من دعمها المطلق لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتخفيف من حدة تشنجها حيال أي قرار يمكن أن يتخذه مجلس الأمن في حال انعقاده للنظر بالأزمة السورية.

انطلاقاً من هذه المقاييس، تدرج الدبلوماسية المذكورة معارك القصير في خانة التأسيس لتكريس الدور الايراني – الروسي في الشرق الأوسط، لا سيما أنها كانت محضرة تحت أنظار واشنطن والدول العربية الداعمة للمعارضة المسلحة ولجبهة "النصرة" الإسلامية، بحيث أن أحداً منهم لم يستطع تأجيلها أو حتى دعم المسلحين بشكل يمكنهم من الصمود والمقاومة لتغيير المعادلة، بدليل التقدم السريع لجيش النظام من المحاور كافة في ظل قصف مدفعي وغارات جوية لم يتمكن الغرب من ايقافها أو حتى الحد من مفاعيلها ونتائجها.

غير أن ما طرح أكثر من علامة استفهام، بالنسبة للمصدر، هو الصمت العربي والتركي في مقابل التهديدات الاسرائيلية المباشرة، وما اذا كان هذا الصمت نتيجة عجز واستسلام أم أنه حصيلة ضغوط أميركية وروسية مباشرة، لا سيما أن هناك من يعتقد بأن مسار الأحداث السورية ما زال في دائرة الضبط الدولي، ولم يصل إلى حد تهديد السلام الاقليمي أو حتى السلام العالمي، وبالتالي فإن كل ما يحصل راهناً هو ترتيبات ربع الساعة الأخير. وذلك في ظل مؤشرات لا بد من التوقف عندها أبرزها: عجز واشنطن على اقناع موسكو بالتخلي عن الرئيس الأسد حتى ولو استمر النظام برموزه غير المتشددة، فضلا عن عجز موسكو على اقناع المعارضة بالجلوس إلى طاولة حوار تضم الرئيس الاسد، ناهيك عن الإحراج الذي تتخبط به واشنطن لعدم قدرتها على الوفاء بالتزامات قطعتها لتركيا ولدول الخليج العربي باسقاط الأسد ونظامه، اضافة إلى قرب الوصول إلى المواعيد المفصلية التي تحتاج للكثير من اعادة خلط الأوراق والتأسيس عليها لرسم حجم الأدوار.

ويخلص الدبلوماسي إلى الاعتبار أن معركة القصير أعادت خلط الأوراق بكل ما للكلمة من معنى، ففضلاً عن التوظيفات السياسية هناك واقع لا بد من التوقف عنده، وهو أن نجاح السوري في حسم المعركة لصالحه أعطاه الكثير من الكسب المعنوي، كما اعاده إلى دائرة جديدة تسمح له بخوض المزيد من معارك الاستنزاف ضد جبهة "النصرة" المدرجة أساساً على لائحة الارهاب.

3/5/13520

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك