التقارير

الانقسامات السياسية والأزمات الأمنية التي طال أمدها في البلاد تلقي بظلالها على أطفال العراق الكيان الأضعف

1552 19:37:00 2012-11-21

 

تنعكس الأزمات السياسية والأمنية التي يشهدها العراق منذ عقود على حياة ومستقبل أطفال هذا البلد، الذي يعيش فيه نحو خمسة ملايين طفل يتيم، وتعصف به منذ تسع سنوات هجمات دامية يومية، قتل فيها مئات الآلاف.

ويقول المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان كامل الأمين، لوكالة فرانس برس، إن "المشاكل التي تتعلق بواقع الطفولة في العراق، وبينها ما ورثناه عن النظام السابق، خصوصا إبّان الحصار، أو بعد 2003، تمثل تحديات كبيرة".

وأضاف أن "أكثر شريحة متضررة (في العراق)، هي شريحة الأطفال، لكونهم الكيان الأضعف، الذي يحتاج إلى رعاية واهتمام"، مؤكدا أن "أوضاع الطفل ليست بالمستوى المطلوب، قياسا بإمكانات العراق".

وتشير وزارة حقوق الإنسان إلى أن نحو نصف سكان العراق، البالغ عددهم حوالى 32 مليون نسمة، هم دون سنّ 18 عاما.

وبحسب صبا زكي، رئيسة منظمة "الرابطة الإسلامية لنساء العراق"، التي ترعى نحو ألف يتيم، فإن هناك خمسة ملايين يتيم في عموم العراق، "70 بالمائة منهم ضحايا إرهاب وأعمال عنف".

وتوضح زكي أن "أغلب الأيتام الذين نقدم لهم الرعاية هم بين 6 إلى 14 عاما، ويعيشون تحت خط الفقر، وأغلبهم ضحايا هجمات إرهابية وأعمال عنف".

ويعيش العراق منذ اجتياحه على أيدي قوات تحالف دولي قادته الولايات المتحدة، أعمال عنف يومية، قتل فيها مئات الآلاف من رجال ونساء وأطفال.

وغالبا ما تُستَهدف الأسواق الشعبية في عموم البلاد بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، ويقتل فيها الأطفال خصوصا، كما تستهدف المدارس بين الحين والآخر.

وتقول سهام عبد العزيز (35 عاما) والدة حسين (12 عاما) وعبد الله (10 اعوم)، التي خُطف زوجُها محمد وقتل على أيدي مجهولين في بغداد عام 2006، إنها تؤمّن عيش ولَديْها بمساعدة والدتها، التي تعمل في محل لبيع المواد الغذائية في منطقة المنصور غرب العاصمة بغداد.

ويروي حسين بصوت حزين "أتذكر أبي، كان لديه محل تجاري، ويجلب لي أشياء كثيرة كل يوم لدى عودته من العمل".

وتابع "أتمنى لو كان أبي على قيد الحياة، لكي أخرج معه ونذهب إلى السوق أو أي مكان".

وأكدت سهام أن ولدها حسين أصيب بصدمة لدى تلقيه خبر مقتل أبيه، وأشارت إلى أنه "حتى اليوم، يقول لي أساتذته دائما بأنه يعاني من حالات شرود، ولا يرد على الأسئلة حتى لو يعرف الإجابة".

ومن أكبر الهجمات الإرهابية التي استهدفت الأطفال تفجير عند ملعب لكرة القدم في 13 جويلية سنة 2005 في منطقة النعيرية، شرق بغداد، أدى إلى مقتل 32 طفلا، وقد اعتمد هذا التاريخ يوما للطفل العراقي، تخليدا لذكرى ضحايا الهجوم.

ويقول المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان، إن للسياسة أيضا تأثيرها على حياة أطفال العراق ومستقبلهم، حيث إن "الصراعات السياسية تقف في طريق معالجة مشاكل كثيرة تؤثر على حياة الطفل، بينها مشكلة بناء مدارس جديدة".

وكان وزير التربية محمد تميم الجبوري، أعلن في مارس الماضي، أن العراق بحاجة الى ستة آلاف مدرسة حاليا، وكذلك إلى 600 مدرسة إضافية في كل عام، لاستيعاب الطلبة الجدد في الدراسة الابتدائية، مشيرا إلى قلة التخصيصات المالية لمعالجة هذا الأمر. غي أنه وبخطوة يشوبها الفساد أقدم على هدم أكثر من 200 مدرسة بدعوى قدمها دون أن يبني بديلا عنها!

 

ويرى أن "الفجوة بين العراق والدول الأخرى كبيرة، خصوصا في مجال التعليم، نتيجة سوء إدارة الملف التعليمي إبان النظام السابق وحتى حاليا، لا تزال لدينا مشاكل كبيرة في مجال التعليم"، مشيرا إلى أن التخصيصات المالية لقطاع التعليم تبلغ نحو 6 بالمئة من الموازنة الحكومية السنوية.

ويعاني أطفال العراق من مصاعب إضافية ناجمة عن مشاكل أخرى، مثل أزمة السكن وعمليات التهجير الطائفي، التي مثلت "كارثة" على الأطفال وأدت إلى ابتعادهم عن المدارس، وزيادة في عمالة الأطفال، وفقا للمتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان.

ويقول المحلل السياسي إحسان الشمري، "كنا نأمل أن تكون هناك خطط لإعادة تأهيل قطاع الطفولة، وبناء مجتمع جديد بعد رحيل النظام السابق، لكن مصالح الكيانات السياسية والصراعات وقفت عائقا" أمام ذلك.

9/5/1112

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك