التقارير

سوريا : معركة عالمية الأبعاد.......

1229 07:50:00 2012-07-31

تشتد أحداث سوريا عنفا ودموية وتدخل مفترقا استراتيجيا مصيريا يتجاوز النظام والمعارضة إلى القوى العالمية : الغرب وتركيا وإسرائيل وأتباعهما من العرب وتحديدا السعودية وقطر من جهة ، وروسيا والصين وإيران من جهة ثانية . مشهد يعيد العالم إلى أجواء الحرب الكورية ( 1950 _ 1903 ) . نفس الاصطفاف مع فوارق خفيفة

في المظهر لا الجوهر . قدوم سفينتين صينيتين قاصدتين سوريا ، إحداها تحمل شحنة أسلحة ، قرب المشهدين من التشابه . الصين الشديدة التحفظ في تحركاتها العسكرية في الأحداث العالمية ؛ تتجاوز هنا الموقف السياسي

الصلب في تأييد سوريا إلى الدعم العسكري ولو في نطاق التسليح . معركة سوريا وراءها تحولات استراتيجية كبرى ستصيب مواقع كثيرة في العالم ، وهذا يؤهلها للاتساع في القسوة والدم ، والامتداد الزمني . الفوز فيها يعني الكثير للفائز ، والخسارة تعني الكثير للخاسر . وهي قد لا تنتهي بحل وسطي مثلما انتهت الحرب الكورية؛ حيث ظهرت كوريا الشمالية الشيوعية المرتبطة بالصين والاتحاد السوفيتي ، وكوريا الجنوبية المرتبطة بأميركا والنظام الرأسمالي في الاقتصاد . في سوريا لن يكون مكان لهذه الوسطية لملابسات جغرافية وسياسية تفترق عن ملابسات الحرب الكورية . هنا إسرائيل وضمان بقائها ، والأتباع العرب وتأمين المصالح الغربية بتأمين نظمهم ، وهنا قرب المنطقة من الغرب ، والمخططات الغربية ضد روسيا مباشرة وضد الصين تاليا ، وإن كانت أحداث

الحرب الكورية قد استهدفت الصين بحكم الجوار الجغرافي إلا أن الخطر الغربي ضد الصين متوقع بقوة لا تقل عن قوته في ذلك الحين ، ويؤكد هذه القوة التركيز الأميركي العسكري على المحيط الهادي في الوقت الحالي .

الصراع الآن في سوريا مباراة دموية على الكأس . إما أن يأخذها هذا الفريق أو هذا الفريق . لا توجد كأسان ،

ولا تنصيف لهذه الكأس . وهذا وراء رفض المعارضة السورية المقاتلة لأي حل سلمي مع الدولة السورية ، ويحرضها على رفضها الغرب وتركيا والأتباع العرب . إنهم يعرفون أهمية هذه المعركة وضرر الوسطية فيها

على مشاريعهم المعلن منها والمضمر ، لذا يدفعون بكل ما تسمح به الظروف حتى الآن من قواهم لكسبها في حسم واضح يتمنونه على هيئة ما حدث في ليبيا .ويوما بعد آخر يكتشفون فداحة أخطاء تقديراتهم . صمود الدولة السورية وصلابة تأييد أنصارها في روسيا وإيران والصين والعراق وحزب الله أيقظهم متأخرين إلى أن ما أنجزوه في ليبيا كان في نزهة لا مُتاح لتكرارها في سوريا . وهذا يُمِيل كفة الميزان لجانب سوريا وأنصارها.

إنها مع أنصارها في موقف دفاع ، وأي كسب للمدافع يحسب كبيرا مهما صغر ، ثم هو على أهبة للتضحية أكثر

من المعتدي . والمعتدون مهما كبرت مصالحهم وترابطت أقرب دائما إلى التخاذل والتملص من التبعات مع تزايد

صعوبة إنجاز المهمة وتضخم تكاليفها . طول النفس سيحسم هذه المعركة ، ولن يجدي في حسمها " وثبة قط " إسرائيلية لتدمير أسلحة الدمار الشامل السورية أو الاستيلاء عليها ، ولا سيطرة على حي في هذه المدينة أو تلك

تحققها المعارضة . واضح أن خصوم الدولة السورية ينطحون بقرونهم صخرة صلبة . يقول الصهيوني الخبيث

كيسنجر : " لا يمكن تحطيم سوريا إلا من الداخل " . الداخل حتى الآن أبعد ما يكون عن التحطيم ، والتدخل الخارجي الشامل غير ممكن لكثرة المخاطر والموانع . والمعركة تشتد عنفا ودما وحرقا وخرابا ، وحسمها عالمي الأبعاد .

2/5/731

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك