التقارير

البيع بالتقسيط المريح والآجل والسلف الجماعية حلول اقتصادية ام اشكالات يومية؟!

12236 13:34:00 2012-04-29

البيع بالتقسيط المريح والآجل والسلف الجماعية حلول اقتصادية ام اشكالات يومية؟!!!

تحقيق: ثامر صادق

 نشاط البيع بالتقسيط والآجل والسلف الجماعية اشكالا معينة على نطاق محدود في عقود سابقة لكنه اصبح مشهدا اقتصاديا واجتماعيا واسعا عده

الاقتصاديون وسيلة من وسائل التسوق والادخار القسري لكنه ويؤشر خللا في النظام المصرفي المتأخر ورغم ما ينتج من تلك النشاطات من مصاعب واشكاليات لكنها شكلت بدائل ناجحة لمواجهة متطلبات العيش وتلبية الضرورات والخلاص من الربا والفوائد فيما وصفها اخرون بأنها نوع من النشاط الاجتماعي والتجاري والاقتصادي يمارسها كلا الجنسين ويجري الاتفاق وقبول الطرفين واصبح تقليدا متعارفا في المجتمع العراقي فيما اتجهت الحكومة لنظام التسليف والتسديد على سنوات خمس وتسعى الى توفير السكن والسيارات الحديثة بالتقسيط المريح ولو بعد حين!! البيع بالتقسيط السيد (ريسان فهد) صاحب محل لبيع المواد الكهربائية اوضح ان اسلوب البيع بالتقسيط كان معمولا به حتى سبعينيات القرن الماضي المحمل بأرباح بسيطة وهو اسلوب تعاوني اجتماعي واقتصادي يهدف الى تلبية احتياج المواطن وفق عقد متفق عليه بين البائع والمستفيد وفي سنين تبعتها اصبح الدخل القومي للمواطن العراقي جيد جدا اختفى هذا النظام بعد توفر السيولة النقدية وتحديد مستوى الاسعار ومراقبة تطبيقها وفي سنين التسعينات والى الان عاد نظام البيع بالتقسيط وتطور كثيرا ليتجاوز شراء المواد الغذائية والكهربائية ليصل الى شراء السيارات وشراء الذهب كما زادت مشاكله واشكالاته وفي مهنتنا تغير نوع الطلب ففي الستينات والسبعينات كان الاتفاق على تقسيط حاجة واحدة او اثنين وحسب الاهمية مثل التلفاز والثلاجة الان لدينا زبائن جهزوا بيوتهم بضعفها ويدفعون مبلغا شهريا مقسطا عليها من جانبنا تعاونا معهم لاسباب المعرفة الشخصية اولا وحاجتهم الماسة لها واقصد الاجهزة المنزلية جعلنا نتعاون معهم سيما وسوقنا متذبذب الطلبات وبالتالي هو اسلوب عمل لحركة البضائع وهنالك بعض الموظفين يقبلون على الشراء بالتقسيط بضمان عملهم لاسباب تتعلق باستحواذ الايجار على نصف او ثلاث ارباع رواتبهم كأن يكونوا عرسان جددا او انفصلوا عن عوائلهم مؤخرا لذلك يقبلون على شراء الاجهزة المنزلية المهمة كالثلاجة والطباخ والمولدة وتكون ارباحنا مقبولة ومقنعة للمشتري الذي يروم الشراء بالتقسيط على ان تتوفر فيه الثقة التامة. البيع بالآجل انتشر نشاط البيع بالآجل كثيرا في مجتمعنا واصبح من ضمن التعاملات التجارية برغم ما يرافقها احيانا بعض الصعوبات والمشاكل فقد امتد نظام البيع بالآجل من الجزار والبقال ليصبح سلوكا اقتصاديا وعادة اجتماعية مقبولة تصل الى ملايين الدنانير حيث يكون التسديد متفقا عليه وفي مواعيد محددة وامتد هذا النشاط وانتشر بسرعة واصبح جزءا من علاقات المجتمع التجارية والاجتماعية فيقول السيد (حسين ابراهيم) متعامل بالآجل البضائع الكبير التي يأتي بها التجار بحاجة الى تصريف وحيث اننا نتعامل معهم منذ فترة طويلة وتولدت الثقة فنقوم بسحب كميات من العطور ومتطلبات (الكوزماتيك) تصل الى (10) $ ويكون التسديد اسبوعيا وبسجل خاص عند الطرفين ويتبع ذلك الالتزام بمواعيد التسديد كما يتطلب نشاطا مضاعفا في العمل لتوفير السيولة اللازمة للتسديد ورغم مخاطر عملية البيع بالآجل ومشاكلها الا انها طريقة ملائمة لمن لا يملك رأس مال او يملك جزءا بسيطا منه فيكون المال الآجل التسديد وسيلة مساعدة كما ان التاجر يحملنا اخذ البضائع لتسويقها الى الناس وباسعارها الحقيقية وبدون ربا في حين هنالك من يوفر لك المال وليس البضائع ويحملها الربا الحرام لذلك ما يوفره بعض التجار لنا هو نوع من خدمة الباعة والقضاء على البطالة شرط الالتزام الاخلاقي بالتعامل والا نفقد ثقتهم. فيما للمواطن (فارس نجم) بائع رأي اخر حيث يقول نظام البيع بالآجل طريقة لتصريف بضائع التجار بصورة سريعة وبدون خسائر المتمثلة بتأجير مخازن كبيرة للخزن ومحلات للتصريف وتحمل هموم البيع والجهود المطلوبة للتسويق لذلك جاء هذا النظام مفيدا لهم ومرهقا للباعة حيث يبدأ التسديد بعد (7) ايام من تاريخ اخذ البضاعة فيرهق البائع نفسه ويجمع ما يحصل عليه اولا للوصول الى ثمن القسط وما زاد يكون له لذلك فهو مصرف لبضائع الغير في حين يتبعه الايجار والضريبة وغيرها الذي يتحملها ويتخلص منها التاجر ولكن لا بديل من ذلك التعامل الان خصوصا اننا مررنا ونمر بظروف صعبة وغير مستقرة تجاريا فتجد البيع بالآجل ليس عند بائع الجملة فقط بل حتى عند بائع المفرد او الجملة البسيط فتتحول البضاعة الى بيع بالآجل بكميات اقل وهكذا وكلها تخضع لمفهوم قوة المنافسة في البيع والتصريف وكسب المزيد من الزبائن. السلف الجماعية عادة وتقليد آخر غلب عليها الطابع الاقتصادي الاجتماعي للتخلص من تبعات الربا والفوائد واصبحت من اهم السلوكيات المعتمدة في المجتمع فالشباب الراغب بدخول عش الزوجية او اقتناء سيارة او شراء حاسوب يلجأ الى اصدقائه لعمل لسفة وهنا تحدثنا السيدة (سعاد فاضل) عن قيامها بالاشتراك في سلفة مالية شهرية وصلت الى تسعة ملايين دينار وباشتراك شهري قدره (750) الف دينار تجمعه هي وزوجها من رواتبها وتقول: انها تمكنت من تأثيث بيتها الجديد والباقي اكملت به بعض نواقص البناء واحتياجات البيت. فيما يقول (وسام مجبل) المتزوج حديثا ان السلفة الجماعية المتجمعة في ذات عائلته مكنته من اتمام احتياجات الزواج عندما كسبها هو الاول وشارك فيها بموافقة زوجته وبمعدل (500) الف دينار في الشهر الواحد فيما يقول (محمد سمير) بائع عطور ان تماسا كهربائيا قضى على محله وبضاعته بالكامل وحيث يمتلك مبلغا بسيطا مكنه من الاشتراك بسلفة يطلق عليها سلفة التجار وتبلغ (100) الف دينار يوميا لتصل الى (30) مليون شهريا مع وجود التعامل بالاجل تمكنت من العودة الى نشاطي الاقتصادي كما في السابق وسداد مابذمتي للتجار الذين اكن لهم كل التقدير حينما جهزوني بكل ما احتاجه من بضائع دون ان يطالبوني بشيء لحين استعادة مقدرتي الاقتصادية وهذا نوع من العلاقات الاجتماعية الجميلة المبنية على الثقة والتعاون. التقسيط المريح حينما تدخل الحكومة العراقية كطرف مساعد في توفير المال او السيارة او السكن للمواطن ويدفع لها اقساطا شهرية بعد ان يدفع للسيارة والسكن 25% من المبلغ الحقيقي يكون ذلك تقسيطا يوصف من النوع المريح.. فقد منحت الحكومة مبلغا قدره (5) ملايين دينار للموظف هذا المبلغ استفاد منه الكثير منهم فيقول (اسعد حراب) مهندس مدني انه حصل على المبلغ كذلك زوجته مما ساعدهما على اكمال ما تبقى من بناء البيت لسيكنوا فيه وحصولهم على قرض بـ(10) ملايين جاء ليحل مشكلة بعد توقف العمل في بناء مسكنهم.. فيما يقول (مهند عيدان) ان المبلغ ساعده على الزواج ووفر له حلا لاتمام وتوفير مستلزمات الزواج المكلفة وبالتالي سارع الخطوات لانهاء حياة العزوبية. غير ان موظفين آخرين لم ينالوا فرصة الحصول على تلك السلفة لتوقفها المؤقت مما يؤشر خللا في التخطيط وكذلك قصورها على موظفي الدولة فقط فيما يعاني الكثير من الشباب البطالة وهم ايضا بحاجة الى سلف مشابهة اما المساكن والسيارات فقد اعلن المسؤولين مرارا انهم بصدد توزيعها على الموظفين ايضا في المستقبل وفق تعليمات وضوابط ستصدر في حينها تلك حالة جيدة لو قدر لها ان تحصل لانها ستحل مشكلة كبيرة وتخفف عن كاهل المواطنين العناء الكبير وبذلك تحصل عملية التقسيط المريح. مؤشرات سلبية وايجابية اما د(مناضل عبد الصاحب جودة) استاذ الاقتصاد في جامعة بغداد فقد قال: ان مفاهيم البيع الآجل والتقسيط بنوعيه الملزم والمريح والسلف الجماعية الذاتية هي في الواقع تعاملات ترسخت لدى المجتمع نتيجة وجود قصور في دور المصارف واستخدامها نظاما روتينيا مملا تخضع نسبة التسديد الكبيرة والفوائد المترتبة في حين السلف الذاتية غير موجود هذا فيها لذلك لجأ الناس لها وتركوا المصارف لذلك عدم وجود الفيزا كارت وغياب التعاملات المصرفية الاخرى توجه الى البيع بالآجل الذي فقدنا به قدرة التاجر الايداع في المصارف ليتحول الايداع عند زبائنه وتلك حالة يسعى اليها القائمون على البنك المركزي لتوفير سيولة نقدية وكذلك دعما للسوق العراقية والاعمال الاقتصادية وهي ما تسمى بحركة المال لذلك بدأ المواطن يتجه بالبحث عن البدائل فنجد من يشتري ذهبا بالتقسيط او سيارة يدفع نصف ثمنها نقدا ويسدد الباقي من العمل وبفوائد متفق عليها ورغم ما يصاحب تلك العمليات من مشاكل بعضها معقد الاحتمالات والسوق المتغيرة غير المستقرة كما حدث في عام 1996 بهبوط مستوى العملة الاجنبية وهي الصفة او العملة التي يتم التعامل بها حاليا تجاريا لكن الاتفاق هو ما يحسم كل الاشكاليات الحاصلة وبالتالي هنالك تنظيم ذاتي بين الاطراف المتعاملة بالآجل والتقسيط يجري الان ومعمول به مهنيا خارج نطاق تكنولوجيا البنوك وتعاملاتها المصرفية وهي مفاهيم ذات طابع اقتصادي واجتماعي تساهم في حل المشاكل الاقتصادية للفرد والمجتمع. في بلدان كثيرة زرتها جارة او اقليمية دولية توفرت فيها مصارف السكن (غير المصرف العقاري) تؤمن توفير سكن ملائم للمواطن يدفع لها ربع المبلغ او حتى نصفه وتقسط الباقي على المشتري تقسيطا مناسبا ومنها المصارف الحكومية والاهلية فلم اجد فيها ازمة للسكن وكذلك بنوك التسليف المتوفرة في كل ربوع تلك البلدان وهو منهج اقتصادي محفز ومساعد للمواطن للتغلب على كل المصاعب والاشكاليات التي تواجهه خصوصا انه يعد استثمارا مصرفيا ناجحا وحيث ان البيعبالآجل تنامى بسرعة في مجتمعنا كحل بديل للكثير من التعاملات حتى وصل الى الاشياء الكمالية رغم المخاطر التي تواجه المتعاملين به لكنه في نظر الاقتصاديين انه وسيلة من وسائل الادخار القسري ومظهر من مظاهر التسوق بعيدا عن مفاهيم الربا والفوائد وخروجا عن التعاملات التجارية المستحدثة ويرتبط بمفاهيم اجتماعية ذاتية استحدثت اضطرارا كبدائل لمواجهة الاحتياج واشكاليات الحياة ربما نجدها في مجتمع اخر وتؤشر خللا وتخلف الاساليب والعمليات المصرفية.

22/5/429

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك