شعر : جواد العكَيلي
سُحرتُ وساحري أظناهُ سحري فمــــا أحلى تغنُّجهُ وصــبـري
يُراودنــــي فأسـقيهِ التّصـــــابي ويـرويـنـــي بــأطرافٍ وخزْرِ
صَبـــا عن ملَّةِ الأشـــواقِ قيسٌ كُثيِّرُ لا شــــمــــاتةَ رأسُ كُفْرِ
عليُّ آلجـــهمِ قد أُنْســـى مهـــاهُ وعافَ جريرهم أطرافَ حورِ
فـتــــــاتــي لا كـعـزَّةَ أو بُثيــنٍ ولا تـرقـــــى إليـــهــا أُمُّ عَمْرِ
ولا ليـلى ولا طيــفُ النّواســي يصوغ جمـالَها من وحي خمرِ
مـهـــــا الغرّافِ بــدرٌ في تمامٍ فـــأيُّ رصــــافةٍ أو أيُّ جسـرِ
***
إذا لُمْتَ الـهـــوى فـلُمِ المـعـنّى بأهدابِ الجفونِ وهيْفِ خصــرِ
ودعْ لومي فقد أضــحى فؤادي أخــــا العليـــاءِ صُحْبةَ كلِّ فخرِ
رهنتُ النفسَ ودّاً في تصـــافٍ فـأصــفــــاهــــــا كزنبقةٍ وقَطْرِ
تركتُ العشقَ أو أعشق جميـلاً فمـــــا عـشــــقـي لظبيٍ أو لبدرِ
وأوقفْتُ الفـــــؤادَ ودادَ قـــــومٍ نجــــا فـــي حبِّهم علَني وسرّي
هُمُ الفرجُ القريب وهمْ سُداهــا مِنـــانُ الربِّ في حـمـــدٍ وشُكـرِ
نــــــوالُهُمُ يــفــــرّجُ كـــلَّ همٍّ وذكـــرُهُمُ يُيــسّــــرُ كــلَّ عُسْـرِ
علـــى راحــــاتِهم قِسَمُ البرايا فيُـــرزقُ كــلُّ فجّــــــارٍ وبَـــــرِّ
كرامٌ نــــارُهمْ والضيفُ صنْوٌ جــفـــــــــــانُهُمُ رواسٍ لا كــقِدْرِ
بطـونُهُمُ خمــــاصاً ليس بخلٌ ولـكـــن عفّةٌ وســـــــدادُ فـكـــــرِ
كـســـيراتِ الشــعيرِ لهم حياةٌ على أضـيــــــافِهم مُزُنٌ فتجري
***
إذا ذُكـــرَ الإلهُ فـهــــمْ تشــهُّد وقـــــرءانٌ يُرتّلُ كـلَّ فــجــــرِ
ومـحــــرابٌ تُعـــــانقُهُ بـــودٍّ منــــاجــــــاةٌ بشـــفعٍ ثمّ وتـــرِ
وهـم غـيــبُ الإلهِ وأُسُّ كونٍ كســــرٍّ يُفتحُ فـــي ألـفِ ســـرِّ
حــدودٌ للخـــــلائقِ خطَّ ربـي وهــم حــدُّ الحــدودِ لكلِّ أمـــرِ
فجـبـــريــــــلٌ توقفَ عندَ حدٍّ وجـــازوا فضلُهم أســدافَ نورِ
دنَوا قُربــــاً فكانوا قابَ قوسٍ فأدنــى الزوجِ فــردٌ لو تُحُرّي
عـشــــقتُهُمُ فذابَ القلبُ فيهـم وأصـــفيتُ الهوى أيامَ عمري
أُصـــلّيـهــم غـــداةً في تجـلٍّ أُرتّلُهـــم دعــــــاءاً كلَّ عصــرِ
وأقطعُ إصبعي إنْ خطَّ حرفاً لغيرِهِمُ , لهـم قلَمـــي وحبـري
أُمزِّقهُ آلفــــؤاد بنصلِ سـيفٍ إذا يـومــــاً غفــا عنهــم بـذكـرِ
هُمُ الـنــورُ الذي تقفوهُ عيني هُمُ الأنفاسُ تمخرُ عُبَّ صدري
هُمُ الأعلون لكن دونَ ربــي على رأسِ الخـلائقِ تــاجُ فخـرِ
***
مـحـمــدُ ســابقٌ والعزُّ حيـدر وســـــرُّهُمُ البتــولُ فأيُّ ســـرِّ
وسـبـطـــانٍ كمرجــانٍ ولؤلؤ همـــــا مرَجُ اللقـــاءِ لكلِّ بحرِ
عـلامــــاتُ الهدى نجمٌ فنجمٌ هُمُ آلُ الرســــولِ أصولُ خيرِ
هنـــا عشقي وذا حبّي وودّي أثيلاً فيهُمُ شــــــرفي وقــدْري
فيـــا مسلوبَ عقلٍ في عيونٍ وأطــرافٍ علــى تِلَعٍ وجـســرِ
أخالَك قد جُننتَ وليس خـــافٍ أمــــن يدري كمــا مَن ليس يدري
فإن كنتَ الهوى لا تدري فيـه انــــــا أدري التّولّـــي والتّبـــــرّي
أوالي أحمداً رأسَ الفضـــــائل وآلَ مـحـمــــــدٍ أعـيــــــــانَ طُهْرِ
وأبــرءُ صـــــادقاً من شانئيهم الـــى يــــــومٍ يـغـــــابـنُ كلَّ وزرِ
***
وإن قــالــوا كـريمـــاً قلتُ لكن فذي صفةٌ على الموصوفِ تجري
اذا صدَقَت فكانت وصفَ حالٍ وإنْ فُرِقَتْ تَجــنّـــوهـــــــــا بقسْرِ
فلا ذي أنت أو تـلـكــم حقيقــاً ومــــا كانت لكــم وصفــاً فتغري
لأنت الأُسُّ في كَرَمٍ يطــــابق الـــى حَسَـــــنٍ يُعــــــانقُهُ بســحـرِ
أرى كــافـــاً كحـاءٍ , ثمَّ راءاً كـســــيــنٍ , ميمُهُ نــونــــــاً لعـذرِ
فأنت الأصــلُ منك سُداةُ خيرٍ كريـمــــــاً طرْفُهـــــــا , كفٌّ لبحرِ
***
عشِقتُك مُذْ سـمعتُ نداء ربـي وأنّـــــي لا وجــــــودَ وبـيــــنَ ذرِّ
فملفـــوفـــاً على أيدي القوابل ومـحـمـــــولاً علـــــى كتْفٍ وظهْرِ
عشِقتُك في بقيعٍ مــن جحــودٍ أســــيـــراً للشــــجـــى مهدومَ قبــرِ
تُصابحُك المسوخُ دُعاةُ سبتٍ فســـــــــاءَ صبـــــــاحُهم نُذُراً بشرِّ
يُذكّرُني مصـــابَك حين شقّوا بمـعـولِهــم لســـــــاقِك يـــــومَ غدْرِ
فـــــــآهٍ يـــــاحـبـيـبٌ أفتــديهِ علــى رُزْءٍ ألمَّك عــيــــلَ صـــبري
أرى قـبـــراً تُناطحُهُ الثريـــا وقـبــرُك دارسٌ فـــي أرضِ قـفْــــرِ
فلا عجبــاً شقيقُك في رياضٍ تُصــــــابحُهُ الألــوفُ بكــلِّ عصــرِ
تـــراهــــا هُلَّعاً وتحـــورُ حولـه بُغاثاً تلتجي من خوفِ نسرِ
أحبّوهُ ووالـــــــوهُ بـصـــــــــدقٍ فكــــان نجاتَهم في كلِّ أمرِ
وأنت النــــاسُ حــولك تغتـليهـم هِنــــاتٌ تختلج من يومِ بدرِ
فوا أســــفي صبــاحُك مثلُ ليلك كنوحٍ بين نـــــاسٍ أهلِ كفرِ
https://telegram.me/buratha