الشعر

جَيلُ الغَزَل


 

عمر بلقاضي / الجزائر

هذه قصيدة ناقدة لأغلب ما يُنشر في النّوادي الأدبية العربية في زمن الهوان والتّخلف والمآسي.

***

لا يَشْغَلُ الجيلَ إلا العِشقُ والغَزَلُ

والأرضُ تَنْخَرُها الآفاتُ والعِلَلُ

كأنَّ أحرُفَنا صارَتْ مُسخَّرةً

للجنسِ في دَرْبه المَرْذول تُبتَذلُ

أينَ الفضيلةُ ؟ أين الرُّشْدُ في أدبٍ

بَلْوَى الدَّنيَّةِ في فَحْواهُ تَكتمِلُ؟

هل الثَّقافةُ أهواءٌ مُزَخْرفةٌ

بالحَرْف لا قيمٌ تُرْعَى ولا أمَلُ؟

أرى الشَّبابَ إذا رامَ القصيدَ هَذَى

أبْدى كلامًا سَخيفًا كلُّه خَبَلُ

لغوٌ وغيٌّ وإفلاسٌ وسَفْسَطةٌ

شبابُنا اليومَ قد طاشتْ به السُّبُلُ

يَقفو الرَّغائبَ في أيّامِ مِحنَتِهِ

يَهْوِي إلى الذُّلِّ لا وعيٌ ولا وَجَلُ

قد خالفَ الدِّينَ لم يَنهضْ لِغايَتهِ

لا ينفعُ النُّورَ أقوامًا إذا جَهلُوا

الجيلُ إن تبعَ الأهواءَ مُنتَكِسٌ

مَصيرُهُ الطَّيشُ والإخفاقُ والزَّلَلُ

ماذا يُحقِّقُ جيلٌ عابِثٌ ذَرِبٌ

يَهذي ومَقصَدُهُ الأحضانُ والقُبَلُ؟

إنّ الذين عَلَوْا في الأرض وانتَصَروا

بالعِلمِ والسَّعيِ والإقدامِ قد وَصَلُوا

آدابُهمْ تَرسُمُ الآفاقَ في ثِقةٍ

والسَّعيُ للقِمَمِ العُليَا لهمْ شُغُلُ

ربَوْا خَلائفهُم بالجِدِّ فانطَلقُوا

نحوَ الصَّدارةِ لا وهْنٌ ولا كَلَلُ

صارُوا نجومًا على وجْهِ الورَى شرَفاً

ترْنو إليهمْ شعوبُ الأرضِ و المِلَلُ

والغافلونَ عن الأمجادِ خدَّرهمْ

لهْوٌ تجذَّر في الألبابِ فانْتُعِلُوا

لم يَطلبُوا العزَّ في عِلمٍ وفي عَملٍ

ولم يقوموا بما جاءتْ به الرُّسُلُ

قدِ اسْتخفُّوا بدينِ اللهِ فانتَحَرُوا

لا ينفعُ المَيْتَ تَنبيهٌ ولا عَذَلُ

ماذا يُفيدُ شباباً لا خلاقَ لهُ

وقد تَهاوى به الإسْفافُ والكَسَلُ

***

يا أمّة الذّكر إنّ الجيلَ مُسْتلَبٌ

ماذا دهاك ؟ أما يعنيك ذا الخَلَلُ ؟

الحقُّ يسطعُ في آياتِ خالقِنا

ما في القضيَّةِ تَنظيرٌ ولا جَدلُ

الدِّين والعلمُ والأخلاقُ مَنفذُنا

نحو السُّموِّ فطُوبَى للأُلى عقَلوا

تبقى ثقافتُنا رمزًا لامَّتنا

ما في البَسيطةِ عن أخلاقِنا بَدَلُ

***

حلّلوا و ناقشوا

بقلمي عمر بلقاضي / الجزائر

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك