عمر بلقاضي / الجزائر
***
إنَّ الصّدارةَ في الألبابِ للقِيَمِ
فاسألْ إذا شِئتَ أهلَ العقلِ والحِكَمِ
ما مِنْ نظامٍ ولا شعبٍ بلا قيمٍ
إلا أُزِيلَ خلالَ الدَّهرِ كالوَرَمِ
الكونُ يشهدُ أنَّ الأمَّة انْتَكَبتْ
غابتْ مَعالِمُها في حُلْكة العُتَمِ
لا لمْ تَعُدْ أبدًا رمزاً لشِرعَتِهاَ
صارتْ مُقزَّمة ًفي غيِّها العَرِمِ
***
تبقَى الجزائرُ في الأخلاقِ رائدةً
إنَّ الجزائرَ أمُّ العزِّ في الأممِ
دمُ الشّهيدِ لها تاجٌ تعِزُّ به
فاضتْ منابعه في الأرضِ من قِدَمِ
مهما تكالبَ أذيالُ العِدَى فلَها
فضْلُ الصَّدارةِ في الإيمانِ والشِّيَمِ
الكونُ يعلمُ ما تعنيهِ ثورتُها
هي الدَّواءُ لِموتى العزْمِ والهِمَمِ
إنَّ الجزائرَ عنوانٌ لأمَّتنَا
لولا التَّهاونُ بعد النَّصرِ في النُّظُمِ
الشَّعبُ ضحَّى لتبقى الأرضُ طاهرةً
منَ المهانةِ والكفرانِ والظُّلَمِ
لكنَّ من غَدَرُوا بعد التَّحرُّرِ قدْ
خانوا مبادِئَها الشّمَّاءَ في غَشَمِ
ساقوا الشَّبابَ إلى الأهواءِ فارْتطَمتْ
بهِ السَّفاسفُ في الآفاتِ والصَّممِ
أضحى يميلُ إلى الأعداءِ مُعتبِرًا
تضحيَّةَ الشَّعبِ تَخريفا لذي لَمَمِ
يَرى الحضارةَ في أمْساخِ فَرْنَسةٍ
يرضى المذلَّة َتحتَ الكفِّ والقدَمِ
الخَيرُ يَشْفِطُهُ الأعداءُ في وَضَحٍ
والشَّعبُ ينظرُ في ضيقٍ وفي ألَمِ
لولا الخيانةُ والإفسادُ في وطَنِي
لَكانَ واقعُنا الإشراقُ في القِممِ
أرضُ المواردِ والخيراتِ يَنخَرُهَا
رَهْطٌ لِشانِئِنا قد دُسَّ من قِدَمِ
أفشى مفاسدَهُ في كلِّ ناحيةٍ
في الحُكمِ والمالِ والتَّعليمِ في نَقَمِ
من قام يُصلِحُ تَرْسُو في مَفاصِلِهِ
بَراثِنُ الغدْرِ كي يبقَى بلا حُلُمِ
لكنَّ أمَّتنا تَقْفُو الكتابَ ولا
ترضَى بطائفةِ الإخباتِ للصَّنمِ
فالشَّعبُ مُنتبهٌ يُخْزِي الخؤونَ إذا
طالتْ مَخالِبُه منظومةَ القِيَمِ
الشَّعبُ يُنزِلُ من تَفْشُو مفاسِدُه
حتَّى وإنْ وقفتْ رِجْلاهُ في السُّدُمِ
لسنَا كمنْ سكَتُو عن خائنٍ دنِسٍ
يُرسي بِردَّته الإشراكَ في الحَرَمِ
لسْنا كمَنْ رهَنوا أرضَ الرَّسول لِمنْ
قد قدَّسوا نُصُبَ الأبقارِ والغَنَمِ
لسْنا كَمنْ فرَضوا غَيَّ الدَّعارةِ في
شعبِ العُروبةِ كي يَندكَّ بالسَّقَمِ
لسْنا كمنْ ركعوا للغاصبينَ وما
غارُوا على شرَفٍ للقدسِ لم يَقُمِ
فالدَّهرُ يلعنهمْ في كلِّ ثانيةٍ
بعد الذي فعلوا ، بالقولِ والقلَمِ
سحقًا لمن طَعنَ الإسلامَ مُقتَفِياً
بَغْيَ ا ل صّ ه َا يِ نَ ةِ الأعداءِ في وَهَمِ
***
الأرضُ يَحكُمها ربُّ الوجودِ ولا
ينجو الذينَ بَغَوْا من حُفرَةِ الرِّمَمِ
الله اكبرُ والأكوانُ شاهدةٌ
حَتْماً سيندمُ أهلَ الزَّيْغِ في الحِمَمِ
https://telegram.me/buratha