بحر البسيط
عمر بلقاضي / الجزائر
***
فلتذكروا هجرةَ المبعوث في الحَرَمِ
ولتشكروا باعث الأنوارِ في الأممِ
يوم ابتنى سيدُ الأكوان مسجدَهُ
أعْلَى قُباءَ وأرضَ العُرْبِ كالنُّجُمِ
منهُ استفاضت فيوضُ الخيرِ داهمةً
تهدي النُّفوس إلى الإيمانِ والقِيَمِ
مدينةُ الله قد فاضتْ شوارعُها
بعد الولاءِ بأهل الخيرِ والحِكَمِ
صاروا أساتذةً للنَّاسِ في زمَنٍ
كانتْ طبائِعُه من حِنْدِسٍ قَتِمِ
قد علَّموا النّاسَ معنى النُّور واختصرُوا
دربَ النُّفوسِ إلى العلياءِ والقِمَمِ
عمَّ الهناءُ وسادَ الحقُّ مُنتصرًا
في أنفُس الخلِقِ أو في سُلطةِ النُّظُمِ
تلكمْ بشائرُ من جاءت رسالتُهُ
لتنقذَ النَّاسَ من بؤس ٍومن ظُلَمِ
قد حرَّرَ القوم من غبنٍ ومن عمَهٍ
بالذِّكر أخرجهمْ من هوَّةِ العَدمِ
كانوا حيارى على أرضٍ مُدنَّسةٍ
بالذُّلِّ والغِلِّ والإخباتِ للصَّنمِ
الفرسُ والرُّوم أسيادٌ لهم فعلوا
بالتّابعين كفعلِ الذِّئب بالغنمِ
الله وحّدهم بالذِّكرِ فانتصروا
صاروا مثالا لأهلِ العِزِّ والهِمَمِ
واليوم هانوا لأنَّ الله أركسهُمْ
لما استخفُّوا بعهد الله والذِّمم
https://telegram.me/buratha