شعر: عبد الهادي الحكيم
قال ابو هريرة العجلي شاعر من القرن الثالث الهجري يرثي الإمام الصادق (ع) :
"أَقَولُ وَقَدْ رَاحْوا بِهِ يَحْمِلُونَهُ
عَلَى كَاهِلٍ مِنْ حَامِلِيهِ وَعَاتِقِ
أَتَدْرُونَ مَاذَا تَحْمِلُونَ إِلى الثَّرى.؟
ثَبيراً هَوى مِنْ رَأْسِ عَلْيَاءَ شَاهِقِ
غَدَاةَ حَثَا الحَاثُونَ فَوْقَ ضَرِيحِهِ
تُرَاباً وَأَوْلَى كَانَ فَوْقَ المَفَارقِ"
وانسج عاى منواله فاقول:
لَقَدْ شُيَّعُوا فِيهِ تُرَاثَ "مُحَمدٍ"
وَعِلْمَ "عَليِّ" فِي شُؤُونِ الخِلائِقِ
وَفْقِه "عَلِّيٍّ" جَدِّهِ وَ"مُحَمَّدٍ"
وَزَحْفَ "حُسَينٍ" بِالسيوفِ البَوَارِقِ
فَمَا شَيَّعُوهُ وَاحِداً لِضَرِيحِهِ
بِهِ شَيَّعُوهُمْ "صَادِقاً بَعْدِ صَادِقِ"
مَضَى وَجَلالُ الرُّزْءِ مِنْ أَلفِ حجةٍ
كَسَاعَتِهِ بَاقٍ كَلَذْعِ الحَرائِقِ
وَوَدَّعَ فَاسْتَبْكَتْ لَهَولِ مُصَابِهِ
قُلُوبَ أَعَادِيهِ قُلُوبُ الأَصَادِقِ
***
"أَبا الفِقْهِ" مَنْ لِلْفِقْهِ مَنْ لِعُلُومِهِ
وَمَنْ "لِفُرُوعٍ" شَائِكَاتٍ دَقَائِقِ
وَمَنْ لأَبِيّاتٍ عَلى كُلِّ طالبٍ
وَمَنْ لِعَصِيّاتٍ عَلى كُلِّ حَاذِقِ
يُرَاوِدُها حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّها
أَبَانَتْ لَهُ عَنْ كُنْهِهَا وَالحَقَائِقِ
أَشَاحَتْ وَصَدَّتْ عَنْهُ ثُم تَنَكّرتْ
كَذَلِكَ طَبْعُ البَاكِرَاتِ العَواشِقِ
***
"أَبَا الفِقْهِ" مَنْ "لِلطَّالِبِينَ" وَبيْنَهُمْ
وَبَيْنَ العُلَى مَا بَينَ دانٍ وَشَاهِقِ
مُسَمَّرةً فَوْقَ الكِتَابِ عُيُونُهُمْ
كَأَنَّ سَوَادَ الكُتْبِ أَحْدَاقُ شَائِقِ
يَجُدّونَ لا الجُوعُ المُمِضُّ بِمَانِعٍ
وَلاَ المَلْبَسُ البَالِي العَتِيقُ بِعَائِقِ
وَلاَ سَهَرُ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ وَلاَ الضَّنَى
وَلاَ كَظْمُ غَيْضٍ قَاتِلٍ مِنْ مُنَافِقِ
وَلاَ خَشْيةُ الظُّلاّم فِي كُلِّ غَارِبٍ
وَلاَ شَهْقَةُ المَظْلُومِ فِي كُلِّ شَارِقِ
يَحُلّونَ أَضْيَافاً بِكُلِّ "رِوَايةٍ"
فَتقَرِيْهُمُ زَاداً وَحُسْنَ خَلاَئِقِ
وَ"يَسْتَنْبِطُونَ الحُكْمَ مِنْ آيةٍ" بِهَا
يَغُوصُونَ فِي بَحْرٍ مِنَ السِّحْرِ دَافِقِ
***
"أَبَا الفِقْهِ" مِنْ أَلْفٍ مَضَيْنَ وَنيِّفٍ
وَهُمْ بَيْنَ كَابٍ إِثْرَ كَابٍ وَلاحِقِ
نَأَتْ بِهِمُ عَنْكُمْ قُرونٌ فَحَوَّرَتْ
"بِأَقْوالِكُم" تَحْوِيرَهَا بِالطَّرائِقِ
فَرَاحُوا يُذِيبُونَ القُلُوبَ لِيَهْتَدُوا
إِلى عَذِبٍ مِمَّا تُفِيضُونَ رَائِقِ
وَرَاحُوا يَمِيزونَ الحَصَى عَلَّ دُرَّةً
يَمُتُّ إِلَيْكُمْ أَصْلُهَا بِعَلاَئِقِ
***
أَبَا الفِقْهِ مِنْ أَلْفٍ وَنَيْفٍ وَلاَ أَبُّ
فَهَلْ يَظْهَرُ "المَسْتُورُ" بَيْنَ الخَلاَئِقِ
لِيُرجِعَ دِينَ الله غَضاً كَما بَدَا
مُطَبِّقَةً أَحْكَامُهُ كُلَّ خَافِقِ
سجن أبي غريب/ 1987م.
https://telegram.me/buratha