شِعر: حازم أحمد فضالة ||
إقرأ فُراتكَ بين النخلِ والبَردي
واشدُدْ مِن الماء حبلَ الشوقِ للوردِ
واحملْ جِراركَ مِلحًا فالقُدورُ هَفَتْ
واصرَخْ بأنّا: مِنَ المِعــدان – بالمدِّ -
وأنّنا الكافُ والنونُ التي انطلقَتْ
مِن (الحُسين) غداةَ السِّبطِ في المَهْدِ
بِنا جُنونُ غرامٍ ليس يَفْهَمهُ
إلا المُحَلِّقُ بين البرقِ والرَّعْدِ
إلا الذي يتلو سِفْرَ الطفِّ في مَطرٍ :
الموتُ في العشقِ غير الموتِ في الصدِّ
والسعي للموت غير الانتظار لهُ
والطعنُ بالسيف غير الضربِ بالعمْدِ
والكسرُ للقلب غير السهمِ ثَلَّثَهُ
والقطعُ للكفّ والكفّين لم يُجْدِ
بينَ الحجارةِ والنارِ التي اعتذرَتْ
-من الخيام- تشظّى الحَرُّ في الكبْدِ
فكان ما أقهر العباس مِن دَمِهِ
يكادُ ينضب... لا يقوى على السدِّ
فعلَّمَ الارضَ درسًا والزّمانَ معًا:
لا يخفقُ النصرُ، لا بالموت والقيدِ
الثابتون بأرض حول مبدئهِم
هُمُ المنارةُ في الدَّهْماءِ للمجْدِ
والسائرون إليهم لم يُمنِّعهُم
زخُّ الرصاصِ، ولا جَرفٌ إلى الوأدِ
هذا عراقُكَ يا مولاي، يا رئةً
من الأريج، يَرجُّ الماءَ في الشهْدِ
للزائرين، فيسقي قِصّةً سبقَتْ
كلَّ الأساطيرِ حتى جنّة الخُلدِ
أُمّ البنين وأقمارٌ لكَ انتَثَرَتْ
يا جوهر الحُب مقسومًا على الوجْدِ
… … …