سلمى الزيدي ||
وقفتْ النَخلَةُ الباسِقَة بالطَلعِ النضيدْ،
مَع الفَسيلَة النافِعَة وَأَشتَدَّ العَضيدْ،
فالتفتْ الساقُ بالساقِ وأقترَبَ الوَريدْ،
قالَ قولاً واضِحاً وَبأثرهُ بداَ العَديدْ،
من كُنتُ مولاهُ فهذا الحقُّ مولاهُ الجَديد..!
( بغَديرِ خُمٍ قَد رواها مُحمدٌ ما جاءَ عَن جبريل من ربِّ العالمينْ )
حُجَةٌ داحِضَةٌ بالعَقل الرَصينْ،
الله مولاي وأَنا مولى المؤمنين،
أَوَ لَستُ مِن أَنفُسَكم أَولى لَكُم يا مُسلمين ؟
هذا من بَعدي عَليٌّ إِمامُ أُمَتي وَالثَقَلين،
فَتَبارَكَتْ للخَلقِ ملائِكَةَ السَماء،
هَنيئاً لَكُم يا شيعَة هذا الوَلاء،
أَزهَرَت أَغصانُ دُنيانا بأَلوانِ الجَمال،
رَقَصَتْ الطَيرُ وَالأَشجارُ وَانحَنَت الجِبال..!
وَانبَثَقَتْ أَنوارُ الكَواكِبَ في الفَضاءْ،
صارَ عِيداً للروافِض بأمتياز،
ما حاجَةَ (البِخ ) لو كانَت بإزدِراء؟
لولا قانونُ السَقيفَةَ لَنَصَبتُمّْ حِينَها جَمُّ العَزاء!
( هذا أَمرُ الله قّد جاءَ فلا تَستَعجِلون )
هذا يومُ العيد يومُ النَصر والتَميِيزُ والفَتحُ المُراد،
يَومَ فَرِحَتْ فيهِ الروافِض وَحَزُنَتْ أَحفادُ أُمَّيَةَ والزياد،
( زالَت الشُبُهاتُ عَنكُم وَالظُنون )
تَمَسَكنا بِعَليٍّ إِمامَنا كَي لا نَضيـعْ،
كُلَ هَمٍ كُلَ حُزنٍ كُلَ أَمرٍ بـ ( يا عَلي ) مفتاحُهُ الرَدُ السَريع،
ما كانَ جِذعُ النَخلَة لِمَريَم مُسعِفٌ! لَولا أَن نادَت ( عَليٌ )،
( فاستَقَرَّ الرَحمُ وَانسابَ الجَنين )
فانفجرَتْ يَنابيعُ العطاء مِنَ الوِلايَة،
إِلى يَومِ يَحمِلُ عَرش رَبِكَ ثمانية،
عَليٌّ وَالسَبعُ عَجائِبُ السَماوية،
( نَحنُ قَومٌ بِما لَدَينا فَرِحون )
نَحنُ الثَوابِتُ يومَ تَرجِفُ الراجِفة،
فتَشخَصُ أَبصارَكُم مِن هَولِ العاصِفَة،
مطمَئِنين بشفاعتنا من عَليٍّ في حين أَفئِدَتُكُم هَواءٌ خائِفة،
(يَومُ لا نُسأَل وَأَنتم تُسأَلون)
مُنذُ ذاكَ الحِين وَأَنت في عَمودِ الدين موجوداً بإِصرارٍ لَدَينا،
يا وَليُّ الله نَشهَدُ أَنَكَ الحَقُ عَلَينا،
صَبرنا وتَحَمَلنا جَهالَة القومِ وتَوجيهِ الأَقاويلَ إِلَينا،
تَحتَ دَرء الفِتَن وَالعُدوانِ للرَدِّ أَبينا،
حَسبُنا هذا التفاوتُ بيننا،
( فَمَلَئنا قَلبَهُمْ قَيحاً وَدُمنا رافِضون )
كَتَبوا بُغضاً على رِمالِ شواطئنا اِرحَلي يا بنتَ حَيدَر!
فَجاءَ مَوجُ إِخوَتُها وَمحاهُم وما يَكتبون،
نَحنُ نونٌ وَالقَلَم وَأَنتم لَنا لا تَسطرون،
نَحنُ بِعَليٍّ وَآلِهِ رَعدٌ وَسَيفٌ فينا حبٌ وَجُنون،
من غَدير الحَق قّدْ وُلِدَت بِداياتُ النِهايَة!
(اليوم أَكمَلتُ لَكم دِينَكم وَما تَعبدونْ)..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha