الشعر

حين يختلف الكبار

3509 2021-09-06

  د. حسين القاصد ||

 

لم يكن بين الجواهري الخالد أي خلاف مع بدر شاكر السياب؛ لكنه رفض قبول السياب عضوا في اتحاد الأدباء على الرغم من محاولات حسين مردان وتوسطه، حين كان على لجنة قبول الأعضاء في اتحاد الأدباء. ولم يكن بين الجواهري الخالد والناقد المصري د. محمد النويهي أي خلاف شخصي، وصادف أن حضر الأخير مهرجان المربد، فانحاز النويهي لعبد المعطي حجازي وفضل قصيدته على قصيدة الجواهري؛ فما كان من الجواهري الا أن قلب اسم النويهي ليبقي يناديه بالبويهي لحين وفاته. والخلافات الأدبية والثقافية كثيرة وكبيرة لكنها حين تكون علمية ( لا تفسد للشعر قصيدة) فقد اختلف الشعراء الستينيون في العراق، وقرأنا الروح الحية والموجة الصاخبة وهما كتابان يوثقان لفريقي الصراع الستيني؛ لكن بعد انقلاب ١٩٦٨ وجدوا أنفسهم في بيان يجمعهم ثم جمعتهم المنتديات الأدبية وفعالياتها. وإذا وصلنا لما يسمى بقصيدة الشعر رأينا وقرأنا تراشقا نقدياً وإعلاميا بين فريقين، كل منهما يدعي السبق لنفسه؛ ثم تلاشت التسمية وصار الشعر التسعيني جامعا للفريقين، مثلما جمعتهم الوظيفة الجامعية أو الإعلامية وحتى الثقافية في وزارة الثقافة أو اتحاد الأدباء. أكتب هذا لأذكر مبدعينا بأن النقد لا يفسد للود قصيدة، وان ناقد الشعر لا يعطيهِ؛ هو يراه ويقترح ما يقترح عليه؛ ذلك لأن الناقد/ القارئ هو كاتب آخر للنص؛ ذلك النص الذي لم يعد ملك مؤلفه بعد أن خرج من يديه إلى المتلقي. يظن بعض الذين ليس لهم سوى الظن، أن الناقد حين يتناول منجزا لمبدع فهو يضمر له العداوة؛ لذلك أسوق مثالا حدث معي شخصيا حين صدر ديواني أهزوجة الليمون وكنت وقتها أعمل في جريدة العدالة مسؤولا عن الصفحة الثقافية، وصادف أن أهديت ديواني إلى الصديق الأستاذ علي الفواز وكتب ما لا يرضيني؛ فماذا حدث؟ شكرته كثيرا لأن ذلك رأيه وأخذت المقال ونشرته على رأس الصفحة التي أحررها، ولم نختلف أنا وأبو سيف حتى هذه اللحظة. ومر وقت لا بأس به فقرأت مقالا للصديق الفواز يشيد فيه بتجربتي الشعرية، وكلا المقالين عزيز على نفسي. كم نتمنى أن نرتقي إلى وعي قرائي يبتعد عن استحضار تهمة العداوة سلفاً وكأن وظيفة الناقد طبالٌ يطبل للغث والسمين. تعالوا نختلف اختلاف الكبار. محبتي لكم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك