الشعر

المضمر المعلن في أمير الشعراء..!

1908 2021-05-24

 

د. حسين القاصد ||

 

لم يلفت انتباهم سراج محمد على الرغم من اتفاق اللجنة على إجازته وإجازة قصيدته ( السيرة الذاتية للعدم) فهتف صلاح فضل بنقد مرتجل: جميل أيها السراج فاللفتة لافتة و... إلى آخر كلامه بينما مال المحكم الثاني إلى أن سيرة العدم هي سيرة معاناة العراقيين ثم أخذ يزج زوابعه السياسية التي يظنها دافعاً لسراج محمد وهو الشاعر العراقي الذي كانت قصيدته بوحاً ذاتياً يمثل حيرة أغلب الشباب العراقيين والعرب؛ لكن المحكم رأى ما رأى بحسب مضمره الذي دفعه إلى ذلك.

أما زينب جبار وهي الشابة زينب العابدي التي عرفناها شاعرة شعبية لا علاقة لها بالفصيح؛ فقد نالت إعجاب اللجنة الثلاثية في قصيدتها: مورد لظباء مكة.

 لم يكن أي شيء في قصيدة  زينب جبار العابدي يشير إلى مكة وظبائها؛ لكن صلاح فضل أشاد بتناول زينب جبار للتاريخ وإشارتها لظباء مكة في العنوان فقط! وأقول فقط لأن زينب نسفت تاريخ بلادها وقللت من قيمته، وهو الأمر الذي راق للجنة التحكيمية حيث المقارنة بين شهرزاد وولادة بنت المستكفي.

الغريب في الأمر بل ما يجعل النقد يضرب رأسه بأقرب حائط هو كلام لجنة التحكيم؛

فحين جاء دور النقد ليبدي رأيه ، قال صلاح فضل : ( تضمخين شعرك بعذوبة الإنشاد كأنك تغنين الأبيات ولا تلقينها إلقاءً عادياً، تغنين قصيدتك بأنها صورة لإحدى ظباء مكة؛ تضفين على التاريخ شيئا من سحر الإسطورة ، حيث تبدو شاعريتك متوهجة في هذه القطعة ... تستحضرين نموذجين من إبداع المرأة الأميرة والراوية الضحية الفقيرة ، ولادة وشهرزاد أبلغ ما نراه في قصيدتك من تعبيرات تجيدين حوكها باتقان هي منظومة الكنايات) غاضاً النظر عن الارتباك اللغوي في بيت ( الشهرزادات ..) بل يبدو أن الأمر التبس على صلاح فضل ، فلم يفرق بين العنوان ظباء مكة ، وبين ولادة بنت المستكفي ، فما علاقة ولادة بظباء مكة ، لأن المقارنة حدثت بين جمع الشهرزادات وولادة واحدة! ولا شيء عن ظباء مكة سوى عنوان القصيدة ، ولم يسأل الناقد عن أيهن أقرب تاريخيا للشاعرة ، ظباء مكة أم ولادة ، أم شهرزاد العراقية ؟ فالشاعرة عراقية ، والناقد مارس نسق الاستغفال النقدي وأهدر كثيرا من اللغة ليمدح إلقاء الشاعرة أكثر من قصيدتها ، متناسيا أن السياب نفسه لا يملك القاءً جيداً؛ ونحن في عصر الإلكترونيات لنا أن نتساءل هل سمعنا إلقاء المتنبي واشتهر شعره وأعجبنا بسبب القائه ؟

تقول زينب جبار :

وارضَ الحكايات من ولادةٍ وكفى

فالشهرزادات ليست بنت مستكفي

لم تنتبه اللجنة الموقرة لقول زينب ( ليست بنت مستكفي) والأصح أن تقول لسن بنات مستكفي.

ثم تقول :

ودعك عن غيرتي ماذا يشدك في

طول الليالي وقد زادت على الألف

ويفوت الشاعرة واللجنة بأن الليالي أربعمائة فقط بحسب العلامة د. محسن مهدي.

ترى ما غاية مسابقة أمير الشعراء ولماذا يخضع النقاد للنسق؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك