الشعر

قصيدة بعنوان لها (الفيتو) لها كلُّ المزايـــا


( شعر : عادل الكاظمي )

فلسطينٌ أبثُّكِ بعضَ مــا بي ** فقلبيْ مِثْـلُ شـعبِكِ في عذابِ

يقاسي مثلهم غُصـصَ المنايا ** تلفُّ السهــلَ حُزناً بالروابي

يرى ما لا يراه أخــو سـلامٍ ** مَقيتٍ راعَـه زحفُ الحِراب

فلاذَ كما الضئين بظــلِّ ذئبٍ ** وهل يُرجى السلامُ من الذئاب؟

أ تسلم ضَبْيةٌ من كفِّ طـــاوٍ ** على سَغَبٍ بِمَضْحاةٍ يَبــاب؟

فلسطينٌ لقد تركـــوكِ شِلْواً ** تمـــزِّقهُ بأظفـــارٍ وناب

ذئابٌ لا تـرى في القتلِ ذنـباً ** يعاقَبُ دونه في شــرعِ غابِ

لها (الفيتو) لها كلُّ المزايـــا ** وأدناها حقــوقٌ الاغتصاب

تجوب الأرضَ في شرقٍ وغربٍ ** وتأخذُ ما تشاءُ بلا حســابِ

وتفعلُ ما تُريدُ وكيف شــاءت ** فكلُّ فعــالِها عينُ الصوابِ

ونحن كما يشاءُ الذلُّ نســـعى ** بعزَّتنـــا إلى دارٍ خراب

نغنّي مجدَ أجـــــدادٍ هدمنا ** معاقلَهم بعــــار الإنتساب

بكينا أرضَ أندلـــسٍ دمــاءً ** لما آلتْ إليه من اســتلابِ

وسالبُها له في كلِّ يــــــومٍ ** نصيبٌ يرتضيه من الترابِ

يقرّبنا إلى الأعـــــداءِ زُلفى ** وعيشُ الخـانعين إلى تَبابِ

لقد غصبوا الترابَ فظلَّ شــعبٌ ** يجاهد أعـزلاً فوق الشِّعابِ

أحال الأرضَ قنبلـــــةً تدوّي ** تُبيد فلولَ شارعةِ الحراب

فظنَّ الغاصـــــبونَ بأن شعباً ** كهذا لن يُقــالَ بلا عقاب

فمَّنته أريحــــا عـلَّ يرضى ** فيمنحها التحكّــمّ بالرقابِ

وتأمنُ بأسَه ويكفُّ دمعــــــاً ** على فقدِ الأحبةِ والصّحابِ***

فلسطينٌ فلو يجـــــدي عتابٌ ** على مَيْتٍ سأكثرُ من عتابِ

ولكنْ قوَّضَ الأمـــلُ المرجّى ** وعاد الصمتُ يطرقُ كلَّ بابِ

وقد كان الحسامُ حليفَ فخـــرٍ ** إذا اختار القِرابَ من الرقاب

فأضحى اليومَ مرتعَ كـــلِّ ذمٍّ ** وكلّ الفخرِ يُنســب للقِراب

وإنَّ السيفَ يدعونــــا جهاداً ** وندعوا للســلامِ المُسترابِ

وشعبٌ يُستباحُ ونحن نهـــنا ** ونرفل بالقشــيبِ من الثيابِ

أما آنَ الأوانُ بأنْ نضـــحّي ** فداءً للشــــريعةِ والكتاب؟

وننهض في وجوهِ الكـفرِ زحفاً ** بعزمٍ ثــــائرٍ حرٍّ مُهـابِ

وعذراً يا فلسطينٌ فشعــري ** تصاغَرَ عاجزاً عن حَمْلِ ما بي

ولا تَخْشَيْ ستجـري ألفُ عينٍ ** لما لا قيتِ من ألــمِ العذابِ

وفي الهيئــات يُشرب كلَّ يومٍ ** على ذكراكِ الــوانُ الشّرابِ

وهذي هيئةُ الأمـــم استقلّت ** بأمرِكِ فابشري عُظْمَ المصابِ

ستكتب فوق أشــلاءِ الضحايا ** عهوداً من سَرابٍ في سَـراب

وترثيكِ القصــــائدُ كلَّ يومٍ ** وتُنْشَـــرُ كلَّ يومٍ في كتابِ

وللخطباءِ إذ غـــودرتِ يوماً ** قد انتخبوك فاتحــةً الخطاب

وللحكــــام إن ذكروك عفواً ** سينتفضـونَ كالأسْدِ الغِضابِ

بقولٍ ما به نفـعٌ وضَرٌّ ** شبيهٌ بالجَّهامِ من السحاب

فهم فوق المنابرِ أُسْدُ حربٍ ** ويوم الرّوْعِ أهونُ من ذباب

وهم بين جبـّــــارٍ زنيــمٍ ** وطاغٍ أو مُداجٍ أو مُحــابِ

عليهم لعنـــــةُ الله جميعـاً ** من الآنَ إلى يــومِ الحساب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم لعيبي
2008-04-13
أبيات فاخرة تدل على موهبة فريدة... أخي عادل حسب متابعتي لشعرك أحس أنك تكتب عن العراق في كتاباتك عن فلسطين. فما رأيك؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك