الشعر

إنتفاخ القصيدة والتشريح الثقافي

2256 2020-09-28

 

د. حسين القاصد ||

 

كتب الشاعر د.عارف الساعدي مقالا في صحيفة الشرق الأوسط ، حمل عنوان " حين تنعزل الذات  تنتفخ القصيدة " ؛ وقد استعرض الساعدي قصائد عراقية بوصفها منتفخة لذوات منعزلة ، وكان الساعدي موضوعيا جدا إذ لم يستثن ذاته من العزلة وقصيدته من الانتفاخ .

  كان من بين مختارات الساعدي قصيدة للجواهري، كتبها في السبعين من عمره ؛ وهنا يستوقفنا سؤال هو : هل يحتاج الجواهري الى الانتفاخ وهو شاعر العرب الأكبر قبل نصف عمره من كتابة قصيدته هذه ؟

وهل عاش عزلة وهو المدلل في كل المراحل ولاسيما في زمن كتابته  القصيدة حيث حياته المستقرة في الشام وحياة ابنه فرات المستقرة في العراق ؟ .

  انتفاخ القصيدة الذي جاء به "الساعدي" يبدو مرادفا لنسق الفحولة الذي أخذه عبد الله الغذامي عن الدكتور علي الوردي ؛ وراح الساعدي يطبقه على الشعر التسعيني في العراق ، ومع ان عوامل العزلة ضاغطة بشكل واضح على ذات الشاعر التسعيني لكن الساعدي يطالب حتى الجواهري بعدم انتفاخ الأنا في شعره عازيا ذلك للعزلة ؛ ثم دعا ، ما بين سطور مقاله ، الى الانفتاح على العالم ، وكأن القصيدة العمودية وحدها المنتفخة أو المنتفخ شاعرها؛ وإلا ماقولنا في ( أسير مع الجميع وخطوتي وحدي)؟

 قلت: ان المقال يستحق الاهتمام  ، ولعل مقالي هذا ، يعد من ثمار استحقاقه ؛ لكننا حين نضع المقال نفسه على طاولة التشريح الثقافي نجد "ذات" الساعدي بعد تحولاته الجديدة في الشعر تفرض نفسها وتطغى على المقال ، لاسيما بعد أن تناول  أقرب قصائده الى نفسه ، ليخبرنا أنه غادر هذه المنطقة .

وبعد استعراضه المهذب لقصائد عراقية ، يقع الساعدي في ما وقع فيه الغذامي من قبل ؛ ذلك لأن كل النماذج الشعرية كانت عراقية وكلها منتفخة ، وقد كانت عند الغذامي كلها فحولية ، ثم ينهي المقال ليترك النسق المضمر لعبد الله الغذامي الذي مازال أسيراً لموروث أستاذه الشيخ محمد بن صالح العثيمين . لكن الساعدي لم يحدثنا عن عزلة الغذامي في كنف العثيمين ولا عن انتفاخ تشريحه الثقافي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك