الشعر

إنتفاخ القصيدة والتشريح الثقافي

2607 2020-09-28

 

د. حسين القاصد ||

 

كتب الشاعر د.عارف الساعدي مقالا في صحيفة الشرق الأوسط ، حمل عنوان " حين تنعزل الذات  تنتفخ القصيدة " ؛ وقد استعرض الساعدي قصائد عراقية بوصفها منتفخة لذوات منعزلة ، وكان الساعدي موضوعيا جدا إذ لم يستثن ذاته من العزلة وقصيدته من الانتفاخ .

  كان من بين مختارات الساعدي قصيدة للجواهري، كتبها في السبعين من عمره ؛ وهنا يستوقفنا سؤال هو : هل يحتاج الجواهري الى الانتفاخ وهو شاعر العرب الأكبر قبل نصف عمره من كتابة قصيدته هذه ؟

وهل عاش عزلة وهو المدلل في كل المراحل ولاسيما في زمن كتابته  القصيدة حيث حياته المستقرة في الشام وحياة ابنه فرات المستقرة في العراق ؟ .

  انتفاخ القصيدة الذي جاء به "الساعدي" يبدو مرادفا لنسق الفحولة الذي أخذه عبد الله الغذامي عن الدكتور علي الوردي ؛ وراح الساعدي يطبقه على الشعر التسعيني في العراق ، ومع ان عوامل العزلة ضاغطة بشكل واضح على ذات الشاعر التسعيني لكن الساعدي يطالب حتى الجواهري بعدم انتفاخ الأنا في شعره عازيا ذلك للعزلة ؛ ثم دعا ، ما بين سطور مقاله ، الى الانفتاح على العالم ، وكأن القصيدة العمودية وحدها المنتفخة أو المنتفخ شاعرها؛ وإلا ماقولنا في ( أسير مع الجميع وخطوتي وحدي)؟

 قلت: ان المقال يستحق الاهتمام  ، ولعل مقالي هذا ، يعد من ثمار استحقاقه ؛ لكننا حين نضع المقال نفسه على طاولة التشريح الثقافي نجد "ذات" الساعدي بعد تحولاته الجديدة في الشعر تفرض نفسها وتطغى على المقال ، لاسيما بعد أن تناول  أقرب قصائده الى نفسه ، ليخبرنا أنه غادر هذه المنطقة .

وبعد استعراضه المهذب لقصائد عراقية ، يقع الساعدي في ما وقع فيه الغذامي من قبل ؛ ذلك لأن كل النماذج الشعرية كانت عراقية وكلها منتفخة ، وقد كانت عند الغذامي كلها فحولية ، ثم ينهي المقال ليترك النسق المضمر لعبد الله الغذامي الذي مازال أسيراً لموروث أستاذه الشيخ محمد بن صالح العثيمين . لكن الساعدي لم يحدثنا عن عزلة الغذامي في كنف العثيمين ولا عن انتفاخ تشريحه الثقافي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك