شعر : عبد الهادي الحكيم
"إِذَا طَلَبَ النَّاسُ عِلْمَ القُرَانِ
كَانَتْ قُرَيْشٌ عَلَيهِ عِيَالاَ*
وَإِنْ غُمَّ يَوْماً هِلاَلُ (الكَلامِ)
أَطْلَعَ مِنْ شَفَتَيهِ الهِلالا
أَوِ التَهَبَتْ بِالحِوارِ العُقُولُ
تَفَيَّأهُ العَالمَون ظِلاَلا
تُؤَرِّقُهُمْ مُعْضِلاَتُ العُلُومِ
فَيَبتَدِرونَ إِليْهِ عُجَالىَ
فَيَسْبِرُ غَوْرَ الصِّعَابِ الشِّدَادِ
- أَضْنَاهُمُ عُمْقُهُنَّ- ارْتِجَالا
وَإمَّا ظَمِئْنَ كُوُؤسُ الفَقَاهَةِ
وَاشْتَغلَ العقل فيها اشْتِغالا
أَدَارَ لَهُنَّ سِوَاهُ الهَوَاءَ
وَأَتْرَعَهُنَّ سَرَاباً وَآلا
وَيُتْرِعُهُنَّ (الإِمامُ مُحَمَّدُ)
شَهْدَاً وَغَالِيَةً وَزُلاَلا
يُحَرِّرُهُنَّ فُرُوعاً فُروَعاً
وَيُسْرِجُهُنَّ شُمْوعَاً تلالا
تَقَاسَمْنَ شَتَّى فُرُوعِ الحَيَاةِ
وَمَا يَتَجَدَّدُ حَالاً فَحَالا
يُصَحّحِنَ مَا حَرَّفَ المُدَّعُونَ
زَيْفَاً وَمَا انْتَحَلُوهُ انْتِحَالا
وَمَا زَخَرَفَ الوَاضِعُونَ الجُنَاةُ
لِحُكَّامِهِمْ بِدْعَةً وَظَلاَلا
وَمَا حَرَّفُوهُ لِيَغْدُو الحَرَامُ
-كَمَا يَشْتَهِيْ الأُمَرَاءُ- حَلاَلا
كَأَنَّ فِعَالَ الطُّغَاةِ العُتَاةِ
وَمَنْ يَتَوَلَّوْنَ مِنْهُ تَعَالى
يَقُول امام الورى هذه
شَرِيعَةُ طَهَ، وإِلاّ فَلاَ، لاَ
* البيت الأول لمالك الجهني من شعراء القرن الثاني الهجري يؤبن فيه الإمام الباقر (ع).
https://telegram.me/buratha