الشعر

قصيدة ( ألا منْ مُحسن ٍ )


( شعر : الطبيب نوري الوائلي مؤسسة الوائلي للعلوم نيويورك )

يتيم ٌ فاقدُ الأبوين صِغرا ً** لقد فقدَ الحنانَ عُلا ًوجذرا

يتيما ًعاشَ منْ وارى بدهر ٍ ** ظِلالَ الوالدين وناخ ذ ُعرا

فأم ّ كالضلوع تحيط ُ قلبا ً ** تـُحاميه , كجنح ٍ ضم ّ طيرا

يظمُّ صدرها طفلا ً بعطف ٍ ** كأنّ الكونَ قد ملكتْ ودهرا

اذا جاءتْ إليه كأنَّ شمسا ً ** علت أفقَ الظلام زُها ً وظهرا

فيحبو جاريا للأم ِّ لوعا ً ** كنبع ٍ بات للضمأن ِ مجرى

حنانُ غرائز ٍ في قلب أم ٍّ ** لطفل ٍ مِنْ حشاها صار بحرا

ففاقدُ امِّه ألما ً تلضّى ** وجالَ الدهر محزونا ًوعُسرا

فلم يُدركْ جميل الأم إلا ** بفقد حنانها موتا ًوهجرا

وبعد الأمِّ يأتي في المعالي ** أبو الأطفال ِ صنديدا ً ووفرا

أبو الأطفال رحمته عليهم ** فيبقى للصغار مدى ً ووكرا

إذا جاءَ الديارَ بعُتم ِليل ٍ ** فضاء َ الدارَ أفراحا ًوسحرا

وحقِك لن يّنالَ الطفلُ ودّا ً** كودّ الوالدين وطال صدرا

فهذا عالمٌ دان ٍ مليء ٌ** بأيتام ٍبقعر الحُزن أسرى

فجاءوا للحياة ِ بدون أهل ٍ ** فلا عرفوا الى الأبوين وطرا

ومنهم بات في أهل ٍ ودفء ٍ ** وأضحى لابسا ً يُتما وكدرا

لهمْ دمعٌ مع الآهات بيضٌ ** تشقُّ الخد أحزانا ًوقهرا

يعانق ُفي خيال اليُتم شوقٌ ** لآباء ٍ غدت للموت ِ هدرا

وتنهمرُ الدموع ُدما ًبعيد ٍ ** لأيتام ٍ , فكان العيدُ قبرا

ويخفق ُقلبهم للأم شوقا ً ** إذا أمسوا وكان العطفُ جزرا

لقد عاشوا بدنيانا كبيت ٍ ** بلا سقف ٍغدا لم يحم ِ قطرا

فكم طفل ٌ من الأيتام عُسرا ** يُصاحبُ زوجة ً للأبِّ جبرا

وكم أ ُمّ لأيتام ٍ تودت ** لزوج ٍ لليتيم أذاق َ فقرا

وفوقَ الجور مِنْ ضرب ٍ ونهي ٍ** أتى أكلُ الحقوق ِعَصا ًوأمرا

فوأسفي لطفل ٍ بات ليلا ً ** يتيما ًناشدا ًعطفا ًونصرا

فيا أهلَ الصلاح وخيرَ دين ٍ ** ويا أهلَ التقى ودعاة َ أخرى

عليكم باليتامى ما أستطعتم ** فقد حرموا ضياء الشمس فجرا

أناشد كلّ مَنْ نادى بصدق ٍ** بأني مسْلمٌ عملا ً وذكرا

بأنْ يسعى بمال ٍأو حنان ٍ** لجعل ِمطالب ِالأيتام ِنهرا

بدون تمنـُن ٍ يُعطي ويُجزي ** ويُجلي عن نفوس اليُتم غبرا

وإنـّا أمُّة الأسلام ِ كثرٌ ** لنا مالٌ يُغطي الأرضَ وفرا

لنا رب ٌودستورٌ ينادي ** عليكم باليتامى , طاب أجرا

هنيئا ً للذي آوى يتيما ً ** وأعطاه مع الأيمان ثمرا

وظمّ للعيال ِ يتيم َ أهل ٍ ** وكفكفَ دمْعه وأزاح َوزرا

ولم يأكل بظلم ٍ مالَ يُتم ٍ ** فيغدو ماله في البطن صقرا

فيا أختي شفيعُك عند ربّ ** يتيم ٌمن حنانك عاش يُسرا

فكوني لليتيم ِ بروح ِ أمّ ** يرفرفُ جنحها ودا ً وبشرا

فهذا المصطفى قد عاش يُتما ً** فبشـّر كافل الأيتام قدرا

أنا مِنْ كافل ِ الأيتام ِ قربا ً** كسباب ٍ من الأبهام مسرا

فيرجو كافلُ الأيتام ركبا ً ** بقرب ِ المصطفى قدرا ًوأجرى

أبو الأيتام معروفٌ عليّ ٌ ** فداه كان للأيتام ِ سترا

فعشقُ اليُتم مِنْ شيم ِ المعالي ** وخيرُ العشق ِ ما أعطى وأثرى

ومَنْ عشِق َاليتامى كان غـُصنا ً** بأعلى منبت ٍ للخير فخرا

ألا من ْصالح ٍٍ يهبُ اليتامى ** ويذكرهم كمن في اليُتم أدرى

ألا منْ مؤمن ٍ آوى يتيما ً** ويمسحُ رأسه حُبّا ًوشكرا

ألا منْ مُحسن ٍ أبلى صنيعا ً** بجعل ِ لياليَ الأيتام ِ فجرا

ألا منْ شاعر ٍعرفَ اليتامى ** فصاغ َ دموعَهمْ أدبا ًوشعرا

سيبقى صبْرهم لله شكوى ** ويبقى دمعهم سيفا ًونحرا

وتمسي دمعة ُ الأيتام ِ رعدا ً** يهزُ مضاجع َالأخيار زجرا

فلم يُكمل ْ لهم نومٌ بليل ٍ ** إذا بات اليتيمُ عُرى ً وضجرا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك