مرتضى الشراري العاملي
جبريلُ نادى باكيا متألمابدرٌ نأى ما كان أسطعَ نورَه!نبعٌ مضى ما كان أغزرَ ماءَه!عجَبا لصبحٍ قد بدا أنّى بداأوّاه يا سحَراً بكوفةَ خاشعاًسكبَ الدموعَ كدأبـِه بغزارةٍوسرى الخشوعُ بكل عِرقٍ نابضٍأوّاهُ يا محرابَ مسجدِ كوفةٍأعلمتَ أنّ جبينَ حيدرَ قد نأىأعلمتَ أنّ دماً سيجري طاهراًأوّاهُ كيف رأيتَ نجمَك قد هوىقد كنتَ تُغسَلُ بالمدامعِ ثرّة ًأبكيتَ يا محرابُ سيّدَك الذيأوَ ما درى ذاك الشقيُ بأنهُيهوي بسيفٍ فوق هامةِ مَن هوتْأوّاهُ لو عرف المهندُ أنهفلكان يسجدُ واجلاً مستغفِراًلكنه محضُ الحديدِ، وما هوىثـَلـَمَ التقى ويلٌ له ماذا يرىما أهونَ الدنيا على الباري بهاقتـَل السجودَ بقتـْل مَن سجدتْ لهقد غالَ بحرَ الحكمة ِ الكبرى أمالكنه أشقى الورى وأخسُّهمنادى الأميرُ مبشّراَ لما جرىفاهتزّ عرشُ اللهِ للجَلل الذيأوّاهُ ما عرفوا لحيدرَ قـَدْرَهكم نابذٍ للدين أشهرَ سيفـَهثم انبرى منهم شقيٌ حاقدٌلهفي على أمِّ المصائبِ إذْ رأتْصاحتْ فيا ويلاه بعدك يا أبيكنتَ الأنيسَ بوحشتي ومصائبيأبتي، بجدي، بالبتولِ، بجعفرٍأبتي، لمَن لحسينَ في أرض البَلاإذ يحرقون خيامنا ، لا لن ترىأبتي، وأذْ يَسبونني وشقيقتيوحسينُ فوقي رأسُه فوق القناطحنته طحناً خيلـُهم بسنابكٍأبتي، وعباسٌ بدون الرأسِ والـــــهذا القضاءُ ولا سبيلَ لردِّهقربانـُنا من أجلِ دينِ محمدٍتبكيكَ أقلامٌ أبا حسنٍ بهاتبكيكَ أسحارٌ فلا سَحَرٌ أتىتبكيكَ أيتامُ مسحتَ رؤوسَهمنبكيكَ مولانا بدمعٍ حارقٍللهِ كم هو جاحدٌ ومكابرٌويلٌ لجفنٍ طول عمرِه دمعة ًإن قد خلا المحراب منك فما خلاوتوجّه القلبُ الحزينُ لقبركملله أنتم، للعقول بواعثٌذكراكمُ تهبُ العواطفَ جُنحَهاوالله لا ننساكَ يا علـَم التقىسيظلُ حبـُك في القلوب دماءَها ركنُ الهدى يا عالمينَ تَهدّمافنأى وظلّ النورُ يسطعُ دائمافمضى وظلّ الماءُ أغزرَ عائماأولى به لو كان غابَ وأظلماناجى الأمير به الإلهَ الأعظماهزتْ مدامعُه الترابَ الأبكماوالى الأميرَ ونحو هديهِ يمّماما كان أفظعَه المُصابُ وأعظما!وفقدتَ كوكبَك المشعَّ المُلهَما؟!حيثُ الدموعُ جرتْ وحيدرُ قائما؟!وبقيتَ يا محرابُ رُكناً سالما؟!وغُسِلتَ عند رحيلِ بدرِك بالدِ ّماقد كان فهّمكَ البكاءَ وعلـّما ؟أردى تقىً بحسامِه ومَكارِماأسيافـُه فوق الطغاةِ مُحطـِّماسيقـِرّ في رأس حبيبٍ للسماويظل طولَ العمرِ يبكي نادماإلاّ وإنّ وراءَ حدِّهِ مُجرماذو السيفِ في وردِ الرياضِ ليـَثـْلـُما؟!أدنى الورى تلقاهُ يُردي الأكرما!!كلُ الفضائلِ والعُلا له أسْلماشهدَ الخِضمَّ لكي يهابَ ويُحْجـِما؟!مثواهُ دَرْكٌ أسفلٌ بجهنّمادمُه المطهرُ: فزتُ، نادى مُقسِماأردى الشقيُّ به الوصيَّ الأعظماكم عابدٍ صنماً عليه تقدّما؟!ضدَ الهدى، أمسى لحيدرَ حاكِما؟!ثـَلـَمَ الجبينَ وكان أولى يـَلـْثـِمارأسَ الوليِّ بنزفِه مُتعمِّماسنذوقُ منهم في الحياة العَلقماكنتَ الهناءَ لدنيتي والبَلسمالا ترحلنْ، ما زال جُرحي مؤلمالما العداة يطوّقون مُخيّماأحداً من الأطفال ِ إلاّ هائماويصيرُ ظهري بالسياط مُقلـّما!وعلى الرمالِ الجسمُ بات مُهشّمابعد الذي سلبوا رداهُ وخاتِما!!ـــــــــكفينِ أمسى دون عين نائما!يا زينبٌ شاء الإلهُ وأبرَمانَفنى ليبقى دينُ أحمدَ قائماصارَ المِدادُ كدمعِ حزن قد همىإلا وقد ذكـَر المُصابَ المؤلمابل كان قلبُك لليتامى ميْتمالو جفَ نذرفُ ضلعنا المتألماذاك الذي نكِرَ البكاءَ ولوّمالمُصاب آل البيتِ يوماً ما همى !!منكم فؤادٌ بالولاء تـَتـيّماوالفكرُ نحو هداكمُ قد يمّماوبواعثٌ للقلبِ كي لا يَسقماوعلومُكم تهبُ العقولَ سَلالماسيظلُ ذكرُك في الثغورِ مُرنـّماويظل نهجُك للعقول مُلازما
https://telegram.me/buratha