الى أحبتي واخوتي المخلصين والموفون لعهد الله
وكذلك الى المتربعين على الكراسي والمنتفعين من مصائب ودماء المجاهدين وممن خدموا معاكم لقضية تحريرالعراق وشعبه الصابر المظلوم
أطلب منكم قراءة هذه القصيدة المنسوبة لمولاي وسيدي الأمام السجاد عليه السلام مذًكرا نفسي والطيبين من المؤمنين العراقيين وأخرون نسوا وتناسوا أخوتهم وأهليهم وتكبروا عليهم ولم يكترثوا بهم وأجد من الضروري تذكيركم بما حدث في 9نيسان 2003 عندما هوى هبل بغداد وراح الى مزبلة التاريخ ولا تنسوا أبدا أن العمر زائل ولن يدوم لأحد,فراجعوا أنفسكم قليلا وأبدؤا بأقرب الناس أليكم حينما شاركوكم ما كنتم تطلقون عليه أيام الجهاد ضد طاغية العصر المقبور وكم من حيف ألحق بهم نظام الطاغية وأتيتم انتم أخوتنا وأحبتنا لتكملوا مسيرة الأجحاف والأقصاء والتهميش والنسيان والأستعلاء علينا, لقد تم أستغلالنا من قبلكم أبشع أستغلال فتاجرتم بجرائم أولاد العهر البعثي العوجاوي التي طالتنا من تهجير قسري وأسقاط للمواطنه ومصادرة للأموال وحصد للأرواح ومعانات ظروف التهجير تسببت في ألحاق أفدح الأذى والضرر المادي والمعنوي بنا نحن الكورد الفيلية , ونسيتم الشباب المغيب منهم واللذين اصبحوا في قوائم المنسيين بمنعكم من أقتفاء اثارهم ومن تسبب في ألحاق الضرر بهم ( لا تقولوا لنا بأننا أجرينا محاكمات عادلة وتعرفون ونعرف أن المحاكمة كانت غير منصفة ولم تفي بعشر ما أحق بنا من ضرر) وليومنا هذا لم يرد لنا الأعتبارات المادية والمعنوية التي أخذتم على عاتقكم أعادتها لنا بسبب أنانيتكم المفرطه وتخاذلكم وعدم جديتكم في أعطائنا حقوقنا الشرعيه المغصوبة ( مثال ذلك أن المهجر يجب عليه أن يدفع الرشى وتكلفة المحامي لأسترجاع حقوقه بينما صدام أخذها منا بشخطة قلم ) وكما أخذت وسلبت منا من قبل طاغية العوجة المقبور, وونسيتم أيضاً جميع السجناء السياسيين ونسيتم حقوقهم ونسيتم وتناسيتم أبناء الأنتفاضة وووونسيتم نسيتم كثيرة هي الأرقام التي يجب علي المرور عليه لتذكيركم ,, هذه تذكرة لعلها تنفع البعض منكم الذي راح يكوي جبينه والاخر يكتب او يتغزل بأبيات شعر صوفية عرفانية وأخر يزاحم الأخرين من المستحقين للذهاب الى بيت الله الحرام وياخذ مالا يستحقه وهي بالتأكيد لن لن تنفعه مطلقا لأنها مغصوبة وما أخذ غصباً فهو حرام قطعاً كما تعلمناه منكم وكما كنتم تلقنوننا أياه بأن الغاصب لن تقبل صلاته وزكاته وحجته وطالما ملأ جيوبه من السحت الحرام وطالما لم يقضي حاجة لأخيه المؤمن ولم يسعى له فيها بل وتصل في أحيان كثيرة الى حد أستكثاره برد التحية على أخوانه, , أقول قولي هذا وألقي حجتي عليكم لتتذكروا بأنني ظلمت من قبلكم وكما الحال لباقي أخواننا من الأحياء والشهداء الذين لم توفووا بعهودكم تجاههم وتجاه عوائلهم
أحمدُالله تبارك وتعالى حيث أبقاكم أحياء لكي أرسل لكم بعض الأسطر لعلها تكون ذي نفع لكم ,,, أنتم من صددتم عن أخوتكم وتعمدتم لعدم التواصل معهم وأغلقتم وبطريقة ممجوجه هواتفكم وتجاهلتم أخوتكم من المؤمنين والمؤمنات
لعن الله الكرسي اللعين
ولعن الله دنيا هارون الرشيد التي أنغمستم فيها ولم تأخذكم في الله لومة لائم
لذا أدعوكم جميعا لقرائة ماكتبه سيدي ومولاي الأمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام لعلها ترجعكم الى عالمكم الحقيقي الذي كنتم عليه قبل سقوط هبل بغداد وتنصفون من ألحق به الضرر المادي والمعنوي
طارق درويش
اكتوبر -تشرين الأول 2012
10/5/1012
قصيدة (ليس الغريب ) للأمام زين العابدين عليه السلام
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ * ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ * يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا * وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً * عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي * وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها * مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها * وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ * نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً * حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني * مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً * وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني * غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا * وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً * عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ * مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا * خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا * ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ * وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني * وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً * وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا * حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا * أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً * عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ * مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم * قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ * مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي * فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا * وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها * وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها * لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا * مَا وَضّـأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا * بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
ـــــــــــ
3/5/1012 / تح: علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha