الشاعر : كاظم جويد المحمداوي
أُقلِّبُ كيــــــف البيـــــــــتُ يزدانُ حُلَةً بما فيه مــــن وجهٍ وما فيه من ظهروأنظرُ كيف اللحنُ ينســـــــــاب هادئا وكيف يموجُ الوزنُ بحراً علــى بحر وأسهرُ طولَ الليلِ أرعــــــــى نجومَه إليَّ عساهُ الوحيُ بالشِــعرِ أن يسريولكنَني كيــــــــــف الحروفُ تلاقحت لترسمَ لوحاتٍ بهــــــا ينطوي فكريأرانيْ بمـــــــا قد جئتُ ما كنتُ موفيا لحقِ أبي الأحرارِ شيئاً مـــــــن القدرفيا ويحَ شــــــــعريْ كمْ تَقاصرَ طولُه كأنيْ بنظمٍ فيــــــه ما جدتُ في سطرأبا جعفرٍ عُذراً.. فأنت قصـــــــــــيدةٌ بها من عظيمِ الوصفِ أعلى من الشعروليـــــــس يراعٌ .. خطَ مـا خط مفلقٌ بآتٍ مــن الأوصافِ ما فيكَ من سحرفأنت الــــــــــــــذي أخليتَ قيدَ عقولنا وكنا بعقلِ الشَـــرقِ والغربِ في إصروأنت الــــــــــــذي بالفكرِ كنتَ مُجَدِداً وطاردتَ فكرَ الكفرِ للدارِ فــــي العقرإذا عُدَ فَخْرٌ أنتَ فــــــــــي الناس أولٌ ومـن ذا الذي يعدوك بالفضلِ والفخروإنْ قــــــيلَ رأيٌ كنتَ صدراً بمجلس ليخسأَ مــــــــــن ناواكَ في مجلسٍ دبرفأنتَ الــــــــــــذي شَيَدتَ أحلى مدينةٍ بهـــــــا كان إفلاطونُ يُرسي على قفروأنت الــــــــــــذي أغنيتَ كل فضيلةٍ تعايا بهــــــــــــا طاليسُ يحيا على فقرأبـــــــا جعفرٍ عذراً عَظمتَ مَسالكا وإنـــــــــــــي لفي تيهٍ لما فيكَ من سَبرفكيف أُجيدُ الوصفَ حُسْناً وقـــــد بدا مَلياً بأنــــــــــــي لم أُحِطْ فيك من خُبْرأرانيْ كما الصيادُ قــــد رحتُ غائصا لعليْ بما فـــــــي البحرِ أحظى من الدرِوما كنتُ صيداً قـــــــــد جَنيتُ وإنما غدوتُ مَصيداً فيكَ فــــي المسلكِ الوَعْرأبا جعفرٍ تبقى علـــــــــــى الدين هامةً تشيرُ لكَ الأبصـــــــارُ باليُمْنِ والبِشرفأنت الـــــــــذي أحييتَ للناسِ دينهم فصاروا الى الإيمانِ أدعى مــــن الكفروكم كنتَ بالإســــــلام تجلو عقيدةً وحتى لبابُ الدين تبريه مـــــــــــــن قشركما كنتَ لاترضى بمــــا فيه قد بدا عصيّاً علــى الأفهام خُلْوا مـــــــن اليُسرفشَمَرتَ عــــن عقلٍ وأبدعتَ حكمةً فسارتْ به الركبانُ مـــا جدتَ مـــن سِفرأبـــا جعفـــرٍ إنــــا بهديـــك نقتــدي نسيرُ علــــــــــــى نهجٍ لك الإثرَ بالإثروحتـــى بنا الأقدامُ تُنكر ما بهـــا وتدمى بما داستْ عــــلى الشوكِ والصخرولما يَطولُ اللحمَ فيهــــــا توهجٌ ستبقى لنا أيدٍ تَصكُ علــــــــــــــــــى الجمرومهمــا بنا الأعداء عاثـوا تَجبُرا فإنا بهـــــــــــــــم نزدادُ بالوسعِ والكُثرفإنْ كان سهم الغدرِ قد صابَ سيِدا ففينا مـــــــــــن الأبدالِ سيْدٌ على وَفرأبــا جعفـــرٍ عذراً.. جُزيتُ مُعَلِمـا مــــــــن الله لاترجو سوى العفوَ من أَجرفطلابك الأفذاذُ صــــاروا مشاعلا تُنير إلـــــــــى الأجيالِ دَرباً به .. تجريوأتباعك الأصحابُ باتوا مَصادرا بهمْ دورُ نَشرِ العلم ضاقتْ عـــــــن النشروها هم لك الأحبابُ يُحيونَ مَحفلا علـــــــــــــى مِنبرٍ للشِعرِ قد فاحَ بالذكرأبــا جعفرٍ فيـــك الخطوبُ تَشعَبتْ وقد صار فيها العدُ ينآى عــــــــن الحصرفكم كنتَ مـــــن صدام تلقى مكائدا وكم كنتَ قــد عانيتَ مــــــن صَولةِ البكروفي كلِ ما كابدتَ مــا كنتَ خانعا وكنــتَ بهـــــــــا الأرزاء رمزاً الى الصبر ويا ليتهمْ كانوا بمـــــا فيكَ إصبعٌ يُساوون مما فيــــــــــه ياليتَ في ظفروفـــــــي ذكرها الأرزاءُ ذكرٌ لآمنٍ تَبيتُ علــــــــــى الأصفادِ سيِدةُ الخِدرومن عانقَ الأعوادَ من قبضةِ الهدى كنــوري وعز الدين والعارف البصريوجمعٍ من الخلان ذابوا علـى اللظى وما عشتُ لن أنسى أخي هادي البدريأبــا جعفرٍ أنعم بمثـــــــواك راضيا فقد صرتَ فـــــي عزٍ من الفوزِ في قصرفحسـبُ الذي يسعى الى الله ناصرا له اللهُ بالتثبيتِ يســـــــــــعى وبالنصرومـــــن يــــكُ ذا مكرٍ مع الله يُمْكَرُ ويُجزى علــــى الكيدِ الذي جاءَ بالخُسر فلا عجباً مـــــن ذا يكونُ لكَ العُلا ويَرسُفُ مَــــــــــــن عاداك بالذلِ والأَسرأبـــا جعفرٍ هلا علمتَ بمـــــــا جرى لِمَنْ كانَ قــــــد أرداكَ بالسجنِ والطَمْروأينَ انتهــــى صدامُ عهداً أيا تُرى ومِـــــــنْ بَعدِ طولِ القَمعِ والقتلِ والغدرألا إنني أُنبيكَ خِزياً بـــــــه ارتقى بمـــــا صارَ في التأريخِ فَضحاً بلا سِترفقــــــــد حاقَ بحفارِ القبورِ حَفيرُه وضاقتْ بـــــه الآفاقُ وُسعاً سوى الحَفْرفمنْ بَعدِ آلافِ القصورِ التـــــي ابتنى تردى لكيْ يَســــــــتبدلَ القصرَ بالنَقروإذ كان طولُ الأرضِ والعرضُ طوعَه توارى بعمقِ الأرضِ يَكتظُ فــي شِبركذا راح يأوي فـــــــــــي مَغارةِ قارضٍ يُزاحمُ فــــــي خَبءٍ له موضعَ الفأر ويا بئسَ مـــا أخنى عليه وقد بدا بسنارةِ التعليقِ يُسْتَلُ مـــــــــــــــن جُحر ومــــــِنْ عَجَبِ الأقدارِ أنْ كانَ ذا جرى بيومٍ مــــن التأريخِ واراكَ في القبروتبقى مِـــــــــــــنَ الأحداث تلكمْ عجيبةً لِمَـــنْ كانَ ذا عينٍ وقلبٍ وذا حجرفمَنْ كانَ في سَمعٍ ففي السمعِ قـــد وعى ومــــــَنْ كانَ ذا وَقْرٍ فلا بدَ بالجهرأبـــا جعفـــرٍ حقّاً لأنتَ المُحــــــرِرُ ومنكَ ابتداءُ السَيلِ قد جاءَ فــــــــي قَطْرفلولاك روحٌ للعراقِ لمـــــــا التظتْ وصارتْ بها الثوراتُ تَغلي علـــــى قِدْرففيـــــــكَ نظامُ البعثِ مُذ دَقَ سيفَه توالتْ به الأسيافُ دَقاً إلـــــــــــى الدَحر ولولا دماءٌ منكَ فــي الأرضِ جَذَرَتْ لَما ثارَ جِـــــــــــــذْعُ النَخلِ يَهتزُ بالتمرفيا أيها النحريرُ والمرجعُ الـــــذي إليه أُعيدُ القولَ فـــــــــــي بِدءٍ وفي أخرأبا جعفرٍ إنــــــــي أعزي بك الأُلى وفيمــــن أُعزي صاحبَ الأمرِ والعصر
الشاعر : كاظم جويد المحمداويالقصيدة ألقيت على مسرح كلية التربية في مجمع الآداب في الذكرى الخامسة والعشرين لتأبين السيد الشهيد محمد باقر الصدر في 2005
https://telegram.me/buratha