للشاعر: عبد الله علي الهمداني
قطرٌ .. قطرْ
" قارونُ" كلَّ قرونِ مزرعة السرابِ كسرْ
وطموحُ أصغرِ كسرةٍ
كلَّ الحطامِ على الخريطةِ قد قطَرْ !
" بترولُكم " قهرَ المطرْ
وعلى منصّةِ حقدِكم ذُبِحَ القمرْ
قطرٌ .. قطرْ
فمتى تعملقتم وصرتم كوكباً ؟!
بالأمس - لا، في صبحِ هذا اليومِ - قد كنتم حجرْ !!
قطرٌ .. قطرْ
" سردينُكم " حوتَ الخيانةِ قد قطرْ !
برميلُكم قهرَ المطرْ
بفضائِكم فسدَ الخبرْ
قطرٌ .. قطرْ
صحراؤُكم مسعورةٌ
شربتْ دماءَ غروبِنا
مصّتْ عروقَ دروبِنا
والآنَ تكمُنُ للصباحِ بعمقِ خاصرةِ السَحرْ !
* * * * *
قطرٌ .. قطرْ
كم تلْكُمُ العدساتُ ذاتُ الوجنةِ السوداءِ كبّرت الصِغَرْ !!
كم أتقنَ الأقزامُ دورَ البهلوانِ يطيلُ أقدامَ الخشبْ
فيرى النجومَ أمامه بعضَ العنبْ !!
فتكاد تنفجرُ السماءُ من العَجَبْ !!
" بترولُكم " قهرَ المطرْ
و " فتيلُكم " حرقَ الوترْ
أنتم هُلامٌ معدنيٌّ
طارئٌ ..
لا بدوَ يُعرَفُ أو حضرْ
لا ينتمي للرملِ أو للقهوة السمراءْ
لا ينتمي إلاّ لبرميلٍ لعينٍ
فيه تحترقُ الفرائدُ
والقصائدُ و الغرُرْ !!
* * * * *
قطرٌ .. قطرْ
يا للزمانِ .. وذيلُكم قادَ السفرْ !!
وقناعُكم خدعَ المنابرَ والسُوَرْ !!
و رمالُكم جلستْ على كلِّ العروشِ
وقررتْ ثمنَ البشرْ !!
* * * * *
قطرٌ .. قطرْ
فرعونُ قد جمعَ الطلاسمَ والحبالَ
وكلَّ أنواع الصورْ
عَصَرَ " الطماطمَ " في الدروبِ
وجاء بالأصواتِ من جُزُرِ القُمَرْ !!
قدحَ الزنادَ
وأشعلَ النارَ التي ملّتْ من التمثيلِ في دوْرِ الشَّرَرْ !
أعطى الإشارةَ للدُخانِ
وعندها طَبخَ الخبرْ !!
* * * * *
قطرٌ .. قطرْ
بئسَ الطموحُ إذا غدا وحشاً
ويلتهمُ المبادئَ والبشرْ !!
أإذا رأى البرغوثُ نفسَه في مرايا نفطِهِ
سَبُعاً خطيراً ...
أفهلْ يُروّجُ للخطرْ ؟!
قطرٌ .. قطرْ
بترولُكم قهرَ المطرْ
وبعيرُكم سحقَ العبارةَ والعِبَرْ !
أنتم فقاعةُ عصرِنا
طيروا بعيداً مارسوا فَعلَ التضخّم والتورّمِ والكِبَرْ
كلّ الفقاعاتِ الدعيّةِ رغم كلّ بريقِها
لا بدَّ يفقؤُها الثمرْ
و لطالما قزمٌ تطاولَ للسحابِ
يريدُ تعطيشَ الزهَرْ
يعلو قليلاً
ثمّ تجذبُهُ الحُفَرْ
يبقى السحابُ الحرُّ
يهطلُ للحياة ضُحىً
وينعقدُ الزهَرْ
* * * * *
قطرٌ .. قطرْ
وسَخٌ قديمٌ تحتَ أقدامِ الدهورِ قد اختمرْ
وإذا به نهرُ الثراءِ يفيضُ تحتَ خيامِكم
فإذا بها تلك القصورُ تقومُ فوقَ قصورِها
لا تشبهُ الصحراءَ لوناً أو فراغاً أو بيوتاً من وَبَرْ
بل متخماتٌ باللذائذِ والجواري والدررْ
تشتاقُها كلُّ الحقائبِ والجيوبِ
وتستميتُ لأجلِها طرقُ السَفرْ
وإذا خيامُ الأمسِ تبتلعُ العمائمَ والفِكَرْ !
وتضخُّها عبْرَ الأنابيبِ المشعّةِ والصورْ
وإذا الرمالُ تفيضُ فوق عيونِنا وعقولنا
وتحيلُنا جيلاً جديداً
من هزائمَ غُلّفتْ بالنصرِ
كي تبقى قدَرْ
* * * * *
قطرٌ ... قطرْ
وتصبُّ أوردةُ الرمالِ على العيونِ الزُرقِ والشعرِ الذهبْ
وتعيدُ أمجادَ العربْ
في كلِّ صالاتِ القمارِ
وكلِّ حفلاتِ الصخبْ !
وتحقّق الفوزَ المؤزّرَ في ميادينِ التخلّفِ والتفاهةِ والهربْ !
يا ليتَ قد وقفتْ هنا ..
أو أنّها ربطت عقالَ بعيرِها المنهومِ للبذَخِ المقشّرِ
في سفوحِ الألب ِ أو مدُنِ اللُّعَبْ !
يا ليتها وقفتْ هنا ...
لكنّها ضخّتْ إلى أضلاعِ تلك النجمةِ الزرقاءِ
حيثُ الخنجرُ المغروزُ في قلب العروبةِ والعربْ
قوتَ الخيانةِ في صناديقِ الرُطَبْ !!!
قطرٌ .. قطرْ
بترولُكم قهرَ المطرْ
صحراؤكم مسعورةٌ
شربتْ دماءَ غروبِنا
مصّتْ عروقَ دروبِنا
والآن تكمنُ للصباحِ بعمقِ خاصرة السَحَرْ !
* * * * *
قطرٌ .. قطرْ
هي رايةٌ حمراءُ فعلاً
لونُها لونُ الجراحِ الدامياتْ
لونُ الوحولِ
ولونُ أقنعةِ الغجَرْ
هي رايةٌ حمراءُ فعلاً
فوقها المنشارُ مسعورٌ
يريد عظامَنا ولحومَنا
غدَنا وماضينا
و وجودَنا
وَلِهٌ بتفتيتِ المفتّتِ
عاشقٌ ألمَ الشظايا والمنايا
فتراه يعوي عبْرَ كلِّ زجاجِنا
لا يكتفي أنّ الخريطةَ صورةٌ عن أرضِنا العطشى
لحُبٍّ وانعتاقٍ
ثمّ عطشى للمطرْ
لا يكتفي ..
لا يكتفي أنّ الخريطةَ لوحةٌ في معبدٍ للرومْ
لا يكتفي منشارُهم مهما نشرْ !!
قطرٌ .. قطرْ
بترولُكم قتلَ المطرْ
وطموحُكم كلَّ الحُطامِ على الخريطةِ قد قطرْ !!
ليعيدَ حملاتِ التترْ
ويلوّنَ الأنهارَ بالحبرِ البريءِ
وبالدماءِ وبالصورْ
قطرٌ ... قطرْ
هذا زمانُ عُوائِكمْ
عاشتْ قطرْ !!!!!
عاشتْ قطرْ !!!!!
https://telegram.me/buratha