شعر: هاشم السهلاني
عِـبـرةٌ ثـم عَـبـرةٌ وبكــاءُ *** ومصـاب قد عـزَّ فيـه العـزاءُحيـث كل الشمـوخ فيـك تجـلّى *** واسـتعار الإبـاءَ منـك الإبـاءُقلـت هـيهـات أن نُـذَل ونحـيا *** إنمـا المـوت للعـزيـز بـقاءفمضـت صرخـة تؤسـس فـكراً *** ومضـى يفتـح الطـريق نـداءأيهـا السـبط يا فـداءَك نفـسٌ *** منـك بدءٌ لهـا وفيـك انـتهاءكيف للشـعر أن يكـون بيـانـاً *** وهو منك الصـدى وأنت ارتقـاءولئن عشـتُ فيك عمـراً حزينـاً *** فمن الحـزن قـد يكون العطـاءفـتـثور النـفوس تنـكر جهـلاً *** أوغـلـت فـي دروبـه الجهـلاءونكوصـاً عـن الطـريق بحـقدٍ *** عمّـقـتـه عصـابـةٌ رعـنـاءمنـذ أن أنـكـروا بلاغـا بخـمٍ *** حســداً منـهم فكـان البـلاءسـلكوا غير شـرعةِ الحـق حتى *** عمّـت الأرضَ فـتـنـةٌ عميـاءأسـسوا حينـها لقـتل حسـين *** ألقحـوها فأنـتجـت كربــلاءليس بدعـاً ما حلَّ منهـا ولـكن *** قبلهـا اسـقطوا البتول وسـاؤوابضـعـة من محمد ما رعـوهـا *** ورضـا الله مـن رضاهـا سـواءوعليـاً قد خضـبوا منه شيـبـاً *** بدمـاءٍ عـزّت وجـلّـت دمـاءوهو نفس الرسـول من غير شـكٍ *** أجـزاء الرســول هـذا الجـزاءيا حسـين الابـاء وهـو عظيـم *** أن نـرى كيـف تخـلد العظمـاءيا رفيـعَ الجنـاب يا خـير خلـق *** خمسـة ضمهـم إليـك الكسـاءصحت في الموت أن يكون خـلوداً *** وهـو كـرهٌ ومـحنـةٌ وفـنـاءفليرى شانـئوك كيف أُستجيـبت *** دعـوة الحـق واختـزى الأشـقياءإن صرحـاً نـراك فيـه شموخـاً *** كعبـةٌ حـجَّ عندهـا الأتـقيـاءوضريـح يجمـع الشـمل دومـاً *** للمـلايـين حـين يعلـو دعـاءونفـوس لهفـى تطـوف وتسعـى *** تنـثر الحـزن إذ يطـول بـكـاء
https://telegram.me/buratha