واستشهد صدام بالآية «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» في ما بدا دعوة للتعبئة لأنصاره ولمضاعفة الهجمات، حسب وكالة «أسوشييتد برس»، فأمر القاضي حراس المحكمة بطرد الرئيس المخلوع. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أمر القاضي بإخراج المتهمين الآخرين وإسدال الستارة وقطع الصوت، كما قرر تحويل المحاكمة الى جلسة مغلقة. وبعد طرد صدام، قال العريبي «لقد أفسحت لكم المجال للنقاش لكنكم تفتعلون المشاكل فأنتم تريدون إثارة جدل كلما استبعد احد المتهمين»، في إشارة الى طرد صدام.
من جهته، قال علي حسن المجيد، احد أبناء عمومة الرئيس العراقي المخلوع الملقب بـ«علي الكيماوي»: «أريد أن يصدر الحكم الآن وأتمنى أن يكون الإعدام لننتهي».
بدوره، قال وزير الدفاع الأسبق، سلطان هاشم الطائي «أتمنى أن يطلق علي الرصاص هنا وألا أتعرض للإهانة». فرد القاضي قائلا «من يتعرض للمتهمين بالإهانة يعرض المحكمة للإهانة». وأمر بتحويل المحاكمة الى جلسة مغلقة.
وقال المتهم حسين رشيد التكريتي «نحن نسمع من خلف ستار (يقصد إفادة الشاهدة الكردية) ودون لاقطات، أنتم خونة وقوادون». ثم وجه لكمة الى أحد الحراس الذي جاء ليصطحبه الى خارج القاعة بعد أن أمر القاضي بطرده. ونادى القاضي على امراة كردية للإدلاء بشهادتها من خلف ستار فقالت «اعتقلنا الجيش وبقينا سوية ليلة واحدة وفي اليوم التالي نقلوا بعضنا الى نقرة السلمان (قرب السماوة في الجنوب)».
وأضافت «اخذوا بصماتنا وقالوا لنا انتم عائلات المخربين وعملاء ايران. بقينا هناك أربعة أيام ثم نقلونا الى معسكر الدبس (قرب كركوك) كأننا كنا في يوم الحشر. قمت بتبني طفلين تركهما اهلهما وتم إطلاق سراحي بعد ستة اشهر ونصف». وتابعت «في احد الأيام دخل علينا رجال يضعون اقنعة وقاموا برش مادة، فانتشر القمل والسعال الديكي وتوفي عدد من الأطفال (...) ووضعت امرأة مولودا في المرحاض وقطعنا الحبل السري بواسطة قطعة من زجاج وتم لف الطفل بواسطة قطعة من الجنفاص». وقالت «عدت الى قريتي ووجدت ممتلكاتنا محترقة وعربا يحرثون أراضينا، فتوجهت الى جمجمال للسكن هناك. لم يبق احد من افراد عائلتي (...). أطالب بتعويض الممتلكات واعادة رفات الشهداء».
وأجابت ردا على سؤال من احد المحامين حول حالات اغتصاب أو حمل أو إجهاض في المعتقل «كانت هناك عمليات اغتصاب في المعتقل»، لكن القاضي أمر بقطع الصوت. ثم عادت وقالت ان «عملاء من الأكراد رافقوا الجيش لاعتقالي مع ثلاثة من أشقاء زوجي».
من جهتها، قالت شاهدة كردية أخرى بدا من صوتها أنها ليست متقدمة في السن، ان قوات الأمن قبضت عليها مع جدتها في ابريل (نيسان) 1988، ثم ما لبثت هذه الأخيرة إن «توفيت في المعتقل في وقت لاحق». وأضافت الشاهدة التي لم يعلن عن اسمها من خلف ستارة ايضا «عشنا ظروفا بالغة القساوة بحيث أصبت بأمراض جلدية (...) كانوا يحقنون النساء بمواد توقف الطمث وتتسبب بتورم وآلام في البطن والفخذ». واتهمت «ضابطا يدعى جعفر الحلاوي بالتحرش بالنساء (...) وامسك مرة بفتاة جميلة جدا من كويسجنق قائلا لها: أنت لي.. فبصقت في وجهه، ثم أمرها بأن تشتم الملا مصطفى بارزاني (القائد الكردي التاريخي) ثم بصقت في وجهه مرة أخرى، فقام بتمزيق ثيابها واغتصابها أمام والديها». وتابعت «لقد قتلها بعد أن اغتصبها». وروت قائلة «في إحدى الليالي، سمعت فتاة تتنهد وتبكي وعرفت في اليوم التالي أنها أقدمت على الانتحار بعد أن تم اغتصابها، الأمر الذي اثار غضبا في صفوف السجناء الذين قرروا ضرب الضابط الحلاوي».
وتابعت «بعد ايام قام السجناء بضرب الحلاوي فدخل علينا عشرات الجنود الذين ضربوا الجميع حتى الأطفال (...) وإثر ذلك تم نقلنا الى نقرة السلمان حيث كانت عمليات الاغتصاب كثيرة خصوصا بعد عزل النساء عن الرجال والشابات عن العجائز». وقالت ان «الوفيات كانت ترمى لتأكلها الكلاب قرب أسوار المعتقل».
وكانت جلسة أمس الرابعة عشرة منذ بدء المحاكمة في 21 أغسطس (آب) الماضي. وقد استمعت المحكمة الى عشرات الشهود. ويحاكم صدام وأعوانه في قضية حملات الأنفال التي أسفرت عام 1988 عن مقتل حوالي مائة الف كردي وتدمير ثلاثة ألاف قرية وتهجير الآلاف. ويحاكم في القضية فضلا عن المجيد، قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقا الذي أوكلت إليه مهمة تنفيذ الأوامر، صابر عبد العزيز الدوري، مدير الاستخبارات العسكرية السابق، وهو متهم بأنه احد ابرز المحرضين على حملة الأنفال وأحد منفذيها الرئيسيين. كما يحاكم طاهر توفيق العاني، محافظ الموصل خلال حملة الأنفال، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا وكان يتلقى الأوامر مباشرة من علي حسن المجيد. أما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام، وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha
