الأخبار

عمار الحكيم لـ «الرأي العام»: لا مشكلة سياسية بين الكويت والعراق بل توافق كامل على حفظ الحدود وتوفير أفضل فرص الأمن

1752 18:16:00 2006-10-07

أكد الأمين العام لمؤسسة شهيد المحراب في العراق السيد عمار الحكيم، ان القضية الأمنية أمر لا يتجزأ، وان أمن العراق سيساهم في استقرار وأمن المنطقة، وأي إرباك في الشأن الأمني العراقي سيترك آثاره وتداعياته على المنطقة. وأوضح سماحته  في حديث لـ «الرأي العام» ان هناك تطورات في العملية السياسية يتم التشاور في شأنها مع المسؤولين في الكويت، ومن هذا المنطلق رأى أن زيارته الى الكويت فرصة للتواصل ولتدارس الشأن العام العراقي والأمور المشتركة.

ونفى السيد الحكيم  ان تكون هناك مشكلة سياسية بين الكويت والعراق، بل توافق كامل بين الحكومتين على حفظ الحدود وعلى توفير أفضل فرص الأمن لطرفي الحدود، واصفا ما يحدث من تجاوزات بأنه ناتج عن عصابات التهريب، التي قد لا تكون في العراق وحده، أذ قد تكون لها امتدادات داخل الكويت.ولا يرى الحكيم  ان العراق مرشح لحروب أهلية، مستغربا من بعض التقييمات التي يعتقد انها تنطلق من تقييم غير واقعي في شأن العراق.

وفي ما يلي نص الحديث:• لنبدأ من زيارتك الى الكويت ما أبرز أهدافها والملفات التي ستبحث خلالها؟- في الحقيقة هذه الزيارة تأتي في اطار التواصل الرمضاني مع الكويت حكومة وشعبا، وهي سنة قديمة كان يحرص عليها السيد الحكيم وواصلناها بعد استشهاده وهي أيضا فرصة مهمة للتباحث في الشأن العراقي ووضع المسؤولين الكويتيين في آخر التطورات والمستجدات في المشهد العراقي لكون الكويت معنية بشكل أساسي بما يجري في داخل العراق.والمشكلة الأمنية لا تتجزأ، أمن العراق سيساهم في استقرار وأمن المنطقة وأي ارباك في الشأن الأمني العراقي سيترك آثاره وتداعياته على المنطقة ايضا، هناك تطورات مهمة في العملية السياسية نتشاور فيها مع اخواننا المسؤولين في الكويت وهي ايضا فرصة لنتواصل مع الشرائح الاجتماعية المختلفة لتدارس الشأن العام العراقي والأمور المشتركة، فنحن نعتقد ان الكويت دائما كانت أكثر الدول تفهما وتعاطفا وتفاعلا مع الشعب العراقي وما تعرض له من ظلم سواء في رحلة ما قبل سقوط النظام السابق أو اثناء السقوط أو في مرحلة بناء العملية السياسية والديموقراطية في العراق، وتأتي هذه الزيارة في اطار هذه الأجواء.• هل بحثتم الأزمة الحدودية الأخيرة؟- المهم في تقييمنا لهذه الأحداث ان نصف الحالة كما هي، في السابق كان هناك أزمة سياسية بين البلدين وهناك حكومة عراقية تتبني العدوان على الكويت كما حصل في عهد صدام، اما اليوم لا توجد مشكلة سياسية، على العكس هناك توافق كامل بين الحكومتين على حفظ الحدود وعلى توفير أفضل فرص الأمن لطرفي الحدود ما يحصل اليوم هو عبارة عن عصابات للتهريب أو ما شابه منتفعة من اختراقات حدودية معينة، وحينما تضبط الحدود وتكون هناك اجراءات احترازية تتضرر مصالحها وتقوم بمثل هذه المشاغبات وهذه العصابات قد لا تكون في العراق وحده، قد تكون لها امتدادات في داخل الكويت وهذا ما يقل التركيز عليه ولكن يجب ان نفهم القضية، بأن هناك اتفاقا بين الحكومتين على ملاحقة مثل هذه المجموعات والسيطرة الكاملة على الحدود، انا اعتقد ان الارباك البسيط الذي حصل في الفترة الأخيرة هو دليل آخر على مدى التعاون والتنسيق بين الحكومتين فلقد لاحظنا انه سرعان ما بادرت الحكومتان الى شجب واستنكار مثل هذه الاعتداءات والعمل الجاد لاتخاذ قرار بالعمل المشترك لتوفير الأمن على الحدود ولا يوجد ثمة شيء يقلق في هذا المجال.• ما الذي يعيق مشروع الفيديرالية وأدى الى تراجعه؟- لا يوجد تراجع، فمن المعروف ان الدستور كفل حق تشكيل أقاليم لأبناء الشعب العراقي في كل مواقعهم وانيطت عملية اقرار قانون لبحث آليات تشكيل الاقليم الى مجلس النواب الفعلي، على ان يتم اقرار هذا القانون خلال ستة أشهر والأشهر الستة لم تنقض بعد.

فهذا القانون يسير في اتجاهات صحيحة، تمت القراءة الأولى وستتم القراءة الثانية، اما ما يخص تنفيذ الأقاليم على الأرض وتشكيلها فهذه القضية كانت بطلب بعض الكتل البرلمانية أن تجمد لـ 18 شهرا أي سنة ونصف السنة الى حين تنضج العملية السياسية وتحصل ثقافة كافية للمواطنين بهذا الشأن، وهذا ما تم ايضا الاتفاق عليه من كل الأوساط، لكن هذا لا يعني اننا نواصل الاستعداد والتمهيد لتشكيل أقاليم، فتشكيل الاقليم يحتاج الى ثقافة واضحة لدى الناس ومعرفة بالتفاصيل، ويحتاج الى اعداد الكوادر المناسبة والقادرة على ادارة الاقليم بصلاحيات واسعة، اذن نحن أمام مشوار طويل واستعدادات وتحضيرات عديدة، اما بخصوص حجم الاقليم وزمان تشكيله فهذه قضية مرتبطة بالشعب نفسه وابنائه متى أرادوا ان يشكلوه بالحجم الذي يريدون، يمكن ان يكون محافظة واحدة أو أكثر بحسب الدستور، ولكن ما نقترحه لأبناء الوسط والجنوب ان يشكل اقليم موحد للمحافظات التسع في جنوب بغداد، محافظات الفرات الأوسط والجنوب العراقي ونعتقد ان هذا هو المناسب لطبيعة الثقافة والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل والتطلعات التي يعيشها ابناء هذه المناطق، ويبقى خيار الناس ان يختاروا في هذه المناطق أو في المناطق الأخرى حجم الاقليم بما يرون ولكننا في الوقت نفسه نشدد على ان هذا الاقليم لا يأتي على أسس طائفية كما يفعل البعض أو يوحي ذلك انما هو اقليم على اساس اداري جغرافي يراد له ان ينظم العملية الادارية في البلاد.

• هل ترى ان انقسام الصف الشيعي أعاق قيام الفيديرالية وما دوركم في توحيد الصفوف؟- أولا، لابد ان أؤكد ان موضوع الفيديرالية ليس موضوعا شيعيا انما هو وكما قلت على أساس اداري جغرافي ويترك آثارا طيبة ويحقق فرصا حقيقية للمشاركة بجميع العراقيين في كل مواقعهم وفي كل انتماءاتهم فليست القضية قضية شيعية، هي قضية عراقية عامة.

أما ما يخص تعدد الآراء في اطار الصف الشيعي والقوى الشيعية، فمن المعروف ان قوى الائتلاف السبعة مجمعة على صحة الفيديرالية واعتمادها كاسلوب لادارة البلاد لكنها تختلف في عملية التوقيت، فهناك التيار الصدري الذي يرجح تشكيل الفيدرالية  بعد خروج القوات الاجنبية أو في حجم الفيدرالية  كما الاخوة في «الفضيلة» يرجحون تشكيل اقاليم لكل محافظة من المحافظات وتبقى هذه الافكار أو غيرها يمكن ان تعرض على أبناء الشعب وكل يذكر فؤاد ما يختار ويبقى الخيار أولا وأخيرا لابناء الشعب العراقي فهو الذي يختار التوقيت وهو الذي يختار حجم الاقليم ولا اعتقد ان هناك شيئا مقنعا وقد تكون هذه ظاهرة صحية ان تتعدد الآراء والتصورات في أي قضية من القضايا وتبقى الخيارات متعددة أمام الناس، من المعروف ان العراق كان يعيش فترة من الديكتاتورية والاستبداد وحكومة الحزب الواحد والقائد الضرورة، أما اليوم فنحن أمام مشهد جديد تتعدد فيه الآراء والتصورات لذلك نحن لا نشعر بقلق من تعدد الاقتراحات في أي قضية من القضايا، بل نعتبرها ظاهرة صحية تعطي حركية في الواقع الاجتماعي وتضع الناس أمام خيارات متعددة ليختاروا ما يجدون أنسب لمصالحهم.

• هل يقلقكم ان يتحول المشهد الجديد الى ساحة حروب أهلية؟- نحن لا نرى العراق مرشحا لحروب أهلية بسبب المرجعيات الدينية والقيادات السياسية والوعي الجماهيري العام وطبيعة تشابك المصالح والترابط الوثيق بين الشيعة والسنة في العراق، من خلال العلاقات الاجتماعية ومن خلال الزيجات التي غالبا ما تكون في هذه الاتجاهات قد يكون الزوج شيعيا والزوجة سنية أو العكس وما الى ذلك، فكل هذه المؤشرات لا تدل على أننا نقترب من حرب أهلية ونستغرب من بعض هذه التقسيمات ونعتقد انها تنطلق من تقييم غير واقعي بشأن العراق.

• مع تزايد الضغوط الاميركية على إيران كيف ترون المشهد اقليميا؟- العراق الجديد بلد يسعى ان يستعيد موقعه الطبيعي ودوره وعلاقاته الطيبة مع الجميع في المحيط الاقليمي وفي الوضع الدولي، والولايات المتحدة احدى الدول المهمة في العالم وهناك مصالح مشتركة تربط العراق بالولايات المتحدة وبغيرها، وفي منظومة العلاقات الاقليمية والدولية تنطلق كل دولة من تقييم مصالحها ووضع الاسس للعلاقة على أساس هذه المصالح لذلك فإن العراق يبني علاقات صداقة وعلاقات طيبة مع الولايات المتحدة على مثل هذه الاسس وهو في الوقت نفسه يبني علاقات طيبة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية كونها من أكبر دول الجوار العراقي أو دول المنطقة، وعلى الخلفية نفسها العراق يشعر ان هناك مصلحة أكيدة في الانفتاح على كل الدول العزيزة بما فيها إيران وبناء علاقات صداقة حميمة مع إيران ومع الدول العربية وغيرها من دول المنطقة نحن نعتقد انه يجب ان نجزئ بين مصالحنا كعراقيين وطبيعة العلاقات المطلوبة وبين المشاكل التي قد تكون بين دول أخرى في ما بينها نحن نعرف ان الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية هناك مشاكل بينهما، ومن الصحيح ان يعالجوا هذه المشاكل ونعتقد ان العراق يجب ان يكون بمعزل عن هذه الامور فمن مصلحة العراق بناء علاقة طيبة مع كل جيرانه بما فيهم ايران، ومن مصلحة العراق بناء علاقات طيبة مع الدول الكبيرة، بما فيها الولايات المتحدة لذلك فإن العمل يكون على هذا الاساس، ومثل هذه العلاقات الطيبة تساعد على تخفيف الاحتقان أو حل مشاكل أخرى، ولاحظنا ان الحكومة العراقية كان لها دور ايجابي في الضغط على الولايات المتحدة في شأن الملف اللبناني وحتى في الملف الايراني هناك مبادرات عراقية دعت الى حوار مباشر بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية لحل المشاكل في ما يخص العراق على الاقل لتجنيب العراق أي مشاكل، وقد يؤدي ذلك الى حل المشكلة النووية أو غيرها من المشاكل العالقة بين البلدين، نريد للعراق ان يعيش السلام وان يأتي السلام لجيرانه ولدول المنطقة وللعالم والمجتمع الدولي عموما، هذه رؤيتنا في سياستنا الخارجية وهناك اهتمام كبير وصدى واسع في داخل العراق لمثل هذه السياسة المتوازنة والقبول والدعم والإسناد الشعبي لمثل هذه الخطوات.

لا شك ان منظومة العلاقات الاقليمية تجعل الدول مترابطة ومتداخلة في ما بينها كما أسلفت الحديث، لا يمكن ان ننظر الى توتر في أي من دول المنطقة بشكل منفصل، عن واقع الدول الأخرى، أي توتر في المنطقة سيترك آثاره على الجميع وليس على العراق وحده بل على كل المنطقة، ومن حق دول المنطقة ان تشعر بقلق من التصعيد على الجمهورية الاسلامية الايرانية من الولايات المتحدة والغرب في شأن ملفها النووي، لأن التداعيات والانعكاسات والآثار لن تنحصر في حدود الجمهورية الاسلامية الايرانية وانما ستعم المنطقة برمتها.

• كما أسلفت ان للعراق دوراً في الملف اللبناني في ضوء متابعتكم للملف، كيف ترون مستقبل لبنان ووضع حزب الله تحديداً؟- نحن ننتظر ونتابع بحرص ما يجري في لبنان، شعرنا بالأسف الكبير للعدوان الذي تعرض له لبنان العزيز والشقيق، ومن المعروف ان هناك علاقات تاريخية تربط العراق بلبنان وتواصل ثقافي وسياسي واقتصادي وعلى المستويات كافة، لذلك يحزننا ما يحزنهم وحين يتعرضون الى أي تجاذبات فالتجاذبات السياسية الداخلية في لبنان نحن نتابعها بقلق ونأمل ان تصل الفعاليات والقوى السياسية الى قواعد وصياغات من شأنها ان تخفف هذه الوطأة بأن تضع تصوراً يمكن ان يقنع الجميع ويشعر الجميع بالمشاركة الفاعلة والبناءة، ولعل التجربة التي قمنا بها في العراق وما تركت من آثار حيث تعدد المكونات واسقف المطالبات تجعلنا أكثر تفهماً كما يساور البعض من مخاوف في الساحة اللبنانية عن دورهم وحضورهم وما شابه ذلك، ونأمل للبنان ان يصل الى قواعد كفيلة بمعالجة مشاكله ووضع تصور كامل وشامل يشعر الجميع بالمشاركة. من ناحيتنا، وكما هو معروف، اخواننا في جبهة التوافق حازوا على 16 في المئة من أصوات الناخبين ولكن المواقع التي منحت لهم اليوم في الحكومة العراقية تعادل 33 في المئة برئاسة مجلس النواب ونائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارة التخطيط ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة، وهي مواقع مهمة وسيادية قدمت لهؤلاء الأعزاء حتى يشعر الجميع بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية حقيقية يشارك فيها الجميع، وعلى كل حال هذه تجارب يمكن ان ينظر اليها الآخرون ويقيموا مدى نجاحها ومدى امكانية تطبيقها في تجارب أخرى يشعر الجميع بالمشاركة حين يشعر الجميع انه مشارك بالتأكيد يندفع في دعم المشروع السياسي من خلال توفير فرص حقيقية للجميع وأمن واستقرار كل بلدان المنطقة.

• أعلن حالياً عن مقتل زعيم القاعدة في العراق أبوأيوب المصري. هل في اعتقادك ان هذا المقتل، إن حصل، سيساهم في تحسين الوضع الأمني؟- بالتأكيد القائد دائماً له دور في تنظيم الصفوف والتعبئة، فنحن لاحظنا بعد مقتل الزرقاوي الانخفاض الواضح في قدرات «القاعدة» وطبعاً فإن عملها لا يتوقف إذ من المؤكد ان هناك عناصر أخرى وسيستبدل هذا بشخص آخر، لكن أبوأيوب المصري كان أضعف من الزرقاوي في الإمساك بالخيوط والهيمنة على القواعد، خصوصاً في حال غير مركزية كالتي يعيشها «القاعدة» يحتاج الى شيء من الوقت حتى يثبت جدارة ويثبت كفاءة ويهيمن، ولذلك فإن أبوأيوب لم يأخذ وقتاً كافياً حتى يصل الى تلك المستويات، واليوم يقبض عليه والآخر قد يكون أقرب الى حبل المشنقة والاستهداف من أبوأيوب، فهناك معلومات كبيرة بدأت تصل الى المؤسسة الأمنية وتتراكم هذه المعلومات، واليوم فرص مطاردة المؤسسة الأمنية الحكومية لهذه المجاميع أصبحت أكثر بكثير من الماضي وتسمعون في كل يوم ان هناك العشرات، ان لم نقل المئات أحياناً من قيادات وعناصر فاعلة في «القاعدة» يتم اعتقالها أو استهدافها في داخل العراق، ما يعني اننا اليوم أمام فرص أفضل للسيطرة على الوضع الأمني.

• ماذا تقصد؟ هل ان معظم الارهابيين انتماءاتهم معروفة؟- معروف ان من يمارس الارهاب اليوم في العراق هم مجموعتان أساسيتان: تكفيريون من ناحية، أي «القاعدة» وامتداداتها، وفي الجانب الآخر هم الصداميون، أنصار صدام الذين تضرروا من غيابه، وهؤلاء منظمون ولديهم خبرات وقدرة عسكرية واعتقادية وتنظيمية، ولذلك هناك تعاون جاد بين هاتين المجموعتين وهما الركائز الأساسية للعمليات الإرهابية داخل العراق.

• دائماً ما توصف سورية بأنها منفذ دخول المتسللين الى العراق، ألم يتحسن الوضع في الفترة الحالية؟- بلى هناك تطور ولكن نحن نسمع من المسؤولين الأمنيين في العراق ان المشاكل ما تزال قائمة بمستوى معين وتحتاج الى تطوير، وأشرت في حديثي الى اننا من أجل القضاء على الإرهاب بحاجة إلى إرادة سياسية داخلية وإقليمية.

• هل تقصد ان الأمور خرجت أو تعدت السيطرة الحكومية؟- لا، لا اقصد بذلك خروج الأمور عن السيطرة، وإنما أقصد الإرادة السياسية لكل الفرقاء السياسيين في داخل العراق، هناك فرقاء لم تحصل لهم القناعة الكافية أو القرار اللازم للانخراط في العملية السياسية بشكل كامل

• هل تطالب قوات التحالف ببذل جهود أكبر في هذا المجال؟

- طبعاً القوات متعددة الجنسيات مدعوة لمزيد من العمل وهي تتحمل مسؤولية الوضع الأمني بحكم طبيعة حضورها على الساحة العراقية.

عموماً كما قلت الشأن الأمني لا يزال يرتبط بشكل أو بآخر بوجود هذه القوات، وهي تتحمل المسؤولية في هذا الشأن، ولكن أنا أعتقد ان المؤسسة الامنية العراقية كلما أعطيت دوراً أكبر وكلما جهزت بالسلاح وبالخبرة والتدريب المناسب كانت قادرة بالتدريج على أن تملأ الفراغات وتكون لها قدرة على استعادة الامن.اذاً الارادة السياسية نقصت منها تلك الارادة التي تجعل الفرقاء السياسيين جميعاً يضعون رأسمالهم وجهودهم كاملة لانجاح العملية السياسية وليس للمزاوجة بين أن تكون لديهم خطوة ورجل في العملية السياسية ورجل أخرى في الجانب الآخر، وتبقى المراهنات على الجانبين ان نجحوا في العملية السياسية فهم مشاركون فيها، وان اجهضت وفشلت فأيضاً هم مشاركون في الجانب الآخر وهذا ليس شيئاً صحيحاً ومقبولاً أحياناً نستمع الى تسريبات وبيانات رسمية من جهات عراقية أو من جهات متعددة الجنسيات عن رئيس كتلة برلمانية واذا به يتبين ان رئيس فريق الحماية هو من الاعضاء الناشطين في «القاعدة» ويخطط لادخال عدة مفخخات الى المنطقة الخضراء وتفجيرها، حينما يكون رئيساً لكتلة برلمانية هذه الأجواء التي يعيشها وما الى ذلك مما يقال ونسمعه بين فترة وأخرى، هذا طبعاً يكشف بانه لا توجد ارادة حقيقية ولايزال هناك تراوح بين الدخول في العملية السياسية والوقوف مع المتمردين، وهذا ليس أمراً مقبولاً لانجاح العملية وتحتاج الى ارادة سياسية داخلية ونحتاج الى ارادة سياسية اقليمية. الكثيرون في العراق يعتقدون ان الدول العربية كانت ولايزال في امكانها ان تقدم أكثر مما قدمت لاسناد العملية السياسية، نحن الى اليوم لم نجد تطوراً في التمثيل الديبلوماسي المناسب للدول العربية في العراق، بما ان هناك مستويات عالية من التمثيل لدول أوروبية وغربية هل كان هؤلاء قليلي الحرص على أمنهم؟ وهل ان اشقاءنا العرب اكثر تحفظاً من هؤلاء؟ ليس الأمر كذلك نحن نجد ان التمثيل الديبلوماسي العربي في مواقع أكثر سخونة من العراق والحكومة العراقية بالرغم مما قدمته من التزامات في توفير الأمن المناسب للسلك الديبلوماسي الا اننا حتى هذه اللحظة لا نجد مثل هذا التمثيل ويعزى أحياناً الى خلفيات سياسية وتردد في دعم العملية السياسية، حتى على مستوى الزيارات كلما نجد مسؤولاً عربياً يزور العراق فيما نجد المسؤولين من مختلف مناطق العالم يزورون وبشكل مستمر وعلى كافة المستويات، وحتى الرؤساء هذه قضية لا يمكن أن تبرر كلها على خلفيات أمنية واحترازات امنية لأن هناك فرصاً لتوفير الأمن بشكل أفضل.

• ما الدور المنوط بالجامعة العربية؟- طبعاً الجامعة العربية في الفترة الأخيرة كانت لها أدوار ايجابية، كما نعرف ان هناك ممثلين للجامعة العربية اليوم في العراق، مما يعني ان هناك تطوراً وهناك تفهماً أكثر من الماضي ولكن القضية لا تخص الجامعة العربية وحدها وانما تخص الدول العربية التي ترتبط بالعراق ويرتبط العراق بها بمصالح عديدة وحقيقية، نحن في حاجة الى تدعيم هذه العلاقات وتوطيدها ونتمنى من اشقائنا العرب ان يكون لهم دور أكبر في دعم العملية السياسية بالضغط على الإرهاب والسيطرة على الوضع الأمني ويسعدنا ان نجد مبادرات عربية في الفترة الأخيرة تتحدث عن رغبة أوضح مما كانت في الماضي في اسناد العملية السياسية في العراق.

• لننتهي عن الكويت، هل وجهت دعة للمسؤولين الكويتيين لزيارة العراق وكيف كان الرد؟- في كل مرة وفي كل زيارة عادة نقدم مثل هذه الاقتراحات بالزيارة ونتعهد للمسؤولين في الكويت وفي دول أخرى ان توفر لهم الامن المقبول بحضورهم وهم يعدون بدراسة مثل هذه الاقتراحات ونأمل ان تنتهي الدراسة في وقت مبكر وقد تكون 3 سنوات ونصف السنة، وقت كاف لمثل هذه الدراسة واتخاذ قرار بزيارة العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك