عملية «سندباد» لإعادة الأمن والإعمار إلى البصرة

نفذت قوات الجيش والشرطة المحلية والقوات المتعددة الجنسيات في البصرة أمس عملية عسكرية مشتركة أطلق عليها «السندباد»، لاعادة الامن بتوفير الحماية للشركات العاملة بالمحافظة، والاعمار في مدينة البصرة، في محاولة لتحسين مستوى العيش للسكان في المدينة التي شهدت اضطرابات امنية قبل فترة.

وقال الرائد احمد البدران، الناطق الإعلامي في قيادة الفرقة العاشرة للجيش العراقي، للصحافيين امس «بدأت قطعات عسكرية من الفرقة العاشرة والشرطة والقوات المتعددة الجنسيات بتنفيذ خطة عسكرية محكمة تهدف إلى توفير الحماية اللازمة لأماكن عمل الشركات الاستثمارية بالمحافظة بغية تشجيع الشركات الأخرى للعمل بحرية وأمان» مشيرا إلى ان العملية «خالية من المداهمات».

الا ان متحدثا عسكريا بريطانيا اضاف اهدافا اخرى للحملة قائلا ان قواته تحاول «تحسين مستوى العيش للمواطن البصراوي عبر اصلاح اعمدة الانارة في الشوارع العامة ورفع القمامة». واضاف الميجور تشارلز بربريدج ان «مشاريع اخرى مثل اعادة اعمار المستشفيات واصلاح شبكات توزيع المياه وتوفير مستلزمات تلاميذ المدارس ستبدأ تحت رعاية امنية بريطانية وعراقية». واكد المتحدث ان «القوات المتعددة الجنسيات توفر اطارا امنيا مركزا من اجل السماح للقوات العراقية بدخول بعض المناطق لتقديم مساعدات في اعادة الاعمار ودعم سلاح الهندسة العراقي والمقاولين العراقيين».

وتابع بربريدج أن عاملا آخر يضاف الى الخطة قد يكون بذل محاولات بشكل منتظم لتطهير الشرطة من عناصر مندسة تابعة للميليشيات. واعتبر ان «مفتاح النجاح في البصرة يكمن في توفير بيئة آمنة بشكل كاف لكي تتمكن القوات الامنية العراقية من تولي زمام الامور وبالتالي تسليمها الأمن والتخفيف من وجود القوات المتعددة الجنسيات في الشوارع».

ومن المتوقع ان تستمر العملية حتى الاشهر الاولى من السنة المقبلة. يشار الى وجود حوالي سبعة الاف جندي بريطاني منتشرين في جنوب العراق. وقتل 117 جنديا بريطانيا في العراق منذ اجتياحه في مارس (اذار) 2003.

في غضون ذلك، عبر مواطنون من البصرة عن آرائهم حول الخطة وتراوحت بين الترحيب وابداء الملاحظات او الانتقادات. وقالت فاطمة حسين وهي مديرة مدرسة ابتدائية «نحن مسرورون بهذا العمل الكبير من قبل القوات البريطانية وخصوصا لما يقدمونه من مساعدات للمدارس واطفالنا في البصرة ولولا هذه القوات لكانت الفوضى تعم المدينة الان».

واضافت «هذه ليست المرة الاولى التي يقومون فيها بمساعدتنا (...) انهم كذلك يقومون بزيارات متكررة الى مدارسنا من اجل ضبط الامن». ومن جهته، قال الضابط البحري كريم حسين «على القوات الاميركية ان تثبت مصداقيتها باتجاه وعودها التي اطلقتها قبل الحرب من خلال التفعيل المباشر بإنجاز المشاريع الانسانية». واضاف ان اهم ما يحتاجه العراقي تحسين مرافق الخدمات والصحة».

وبدوره، قال جمال موسى الذي يعمل موظفا في الشركة العامة للموانئ العراقية «بدلا من تشييد ساحات للاطفال وتزيين المدارس، عليهم بناء المستشفيات التي تفتقر اليها البصرة». وطالب بـ«معالجة مشاكل الماء والكهرباء». واشار الى ان «وجود القوات البريطانية هو من اسباب تدهور الوضع الامني (...) انهم يسيئون للشعب ولا يقومون بحمايته».

وشوهد حوالي ثلاثين جنديا بريطانيا اثناء ترميمهم زجاج وابواب ونوافذ مدرسة البراضعية حيث مقر القنصليتين البريطانية والاميركية فيما انشغل اخرون بحفر اسس في الساحات لانشاء ملاعب الاطفال.

الشرق الاوسط