الأخبار

الرئيس طالباني : الفيدرالية أصبحت مطلباً دستورياً

1476 18:57:00 2006-09-27

قال السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق إن العراق سيظل إلى فترة طويلة بحاجة إلى دعم خارجي للمحافظة على سيادته واستقلاله.

وأوضح في حديث مع راديو سوا (العالم الآن) أنه حتى تنتهي مهمة بناء جيش عراقي قوي وقادر على صيانة استقلال الوطن ومنع التدخل الخارجي سوف تبقى الحاجة إلى بعض قواعد رمزية ليست بالكثافة الحالية للدفاع عن العراق.

وأشار الرئيس طالباني إلى أنه لمس رضا ودعما وتأييدا شديدا لرئيس الحكومة الحالي نوري المالكي من قبل جميع المسؤولين الأميركيين وعلى ضرورة تقوية موقفه وإسناده بكل الوسائل.

وفيما يأتي نص المقابلة التي أجريت معه بتاريخ 25/9/2006:

*لقد طالبت في وسائل الإعلام الأميركية بإقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة في العراق. هل هذه المطالبة بناء على اتفاق بينكم وبين الرئيس بوش؟

- لا، هذا رأي شخصي. لقد طُلب مِني أن أعلق على هذا الموضوع. واعتقد أن العراق سيظل إلى فترة طويلة بحاجة إلى دعم خارجي للمحافظة على سيادته واستقلاله. كلنا نريد إجلاء القوات الأجنبية بالكثافة الموجودة حاليا في البلاد. أما بقاء بضع قواعد رمزية في العراق خاصة القوات الجوية التي نحن نفتقدها الآن، اعتقد أنها ضرورية للبقاء لحماية العراق وسيادته من التدخل الخارجي ريثما يتم بناء القوات العراقية. كما تعلمون فإن بناء قوات قادرة على صيانة الاستقلال والسيادة الوطنية يحتاج إلى العديد من السنين وليس الأمر كما هو متوقع. فحماية الوطن من الإرهابيين قد تستغرق فترة أقصر مما يتطلبه الموقف الدفاعي للعراق في الشرق الأوسط ، والعراق يحتل مكانا مهما جدا.

وأعتقد، إلى أن تنتهي مهمة بناء جيش عراقي قوي وقادر على صيانة استقلال الوطن العراقي ومنع التدخل الخارجي، نحتاج إلى بعض قواعد رمزية وليست بالكثافة الحالية، للدفاع عن العراق.

*هل هذه القواعد هي إشارة للدول المجاورة لضرورة معرفة أن العراق له حليف سيكون في حمايته؟

- أنا لا أريد أن أسمي دول الجوار. أتمنى أن تكون علاقتنا جيدة مع جميع دول الجوار، وأعمل شخصيا وجاهدا من اجل أن تتطور العلاقات العراقية مع دول الجيران إلى مستوى أعلى وأحسن. ولكنني أعتقد أن هذه القواعد الرمزية ضرورية لاستقلال العراق ولإشعار الجميع بان العراق ليس وحيدا وبان عدم وجود جيش عراقي قوي كالسابق لا يعني ان العراق متروك لمن يريد أن يتدخل فيه.

*في لقائكم مع الرئيس بوش، جعل دعم العراق مشروطا باتخاذ قرار جريء وشجاع من الحكومة العراقية. هل هذا الشرط الجديد جاء بناء على مباحثات وعدم رضا أميركي من الحكومة العراقية؟

- بالعكس، لقد لاحظت أن هناك تأييدا كاملا وصريحا من الرئيس بوش ومن الإدارة الأميركية ومن الآنسة كوندوليزا رايس لتأييد حكومة الدكتور نوري المالكي، والتأكيد مرارا وتكرارا على أن هذه الحكومة تحظى بتأييد ودعم الولايات المتحدة الأميركية.

الرئيس بوش لم يشترط كما فهمت، إنما طلب منا أن نقوم بعمل جدي في هذا الاتجاه ولكن تأييده للعراق والاستمرار في دعم العراق هو غير مشروط.

*ما هو العمل الجدي الذي يتوقعه الرئيس بوش؟

- تحقيق المصالحة الوطنية وتقليل الأعمال الإرهابية. إذا نجحت خطة أمن بغداد ستكون هدية جيدة للأصدقاء الأمريكيين ليعتقدوا أننا جادون في العمل. وحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الأستاذ نوري المالكي والتي تمضي قدما إلى الأمام في تحقيق أهداف الشعب العراقي.

*منذ فترة الصحف الرئيسية في واشنطن تتحدث عن وجود عدم رضا أميركي والإدارة الأميركية غير مرتاحة لأداء السيد رئيس الوزراء نوري المالكي. هل لمستم ذلك في جولتكم؟

- بالعكس، لمسنا رضا ودعما وتأييدا شديدا للأخ المالكي. في كل المباحثات التي أجريناها مع جميع المسؤولين الأميركيين، كلهم أكدوا في بداية ونهاية الجلسات على دعمهم لحكومة المالكي وعلى ضرورة تقوية موقفه وعلى ضرورة إسناده بكل الوسائل.

ونعتقد أن هذه دعاية مُغرضة من الدين لا يحبون الأخ نوري المالكي ويُرَوّجون هذه الأفكار. أما الإدارة الأميركية فهي تؤيد الرئيس المالكي تأييدا كاملا. وأنا شخصيا أؤيده تأييدا مطلقا وكاملا والتحالف الكردستاني يؤيده والائتلاف العراقي يؤيده وكذلك التوافق العراقي يؤيده وهو يحظى بتأييد كبير من الشعب العراقي ومن البرلمانيين العراقيين ومن الولايات المتحدة الأميركية ومن بريطانيا. وما كل ذلك سوى دعايات مُغرضة.

*الفدرالية مطلب معروف لكم وانتم في طريق تحقيق الفدرالية كاملة في كردستان، وهناك أيضا مطالبة بفدرالية الوسط والجنوب. هل لديكم مؤشرات تفيد بأن العرب السنة لديهم رغبة في إقامة فيدرالية؟

- النظام الفدرالي هو النظام العراقي المقرر دستوريا. الدستور يقر أن العراق دولة فدرالية، يعني دولة اتحادية ديموقراطية تعددية مستقلة وموحدة. إذاً، الفدرالية أصبحت مطلباً دستورياً وليس هناك شيء جديد في الموضوع.

أعتقد أن الإخوة العرب السنة بدأوا يشعرون بضرورة التفكير في هذا الموضوع جدياً ولكن لهم أولويات. نحن أيضا اقررنا في الاجتماع الأخير للمجلس السياسي للأمن الوطني خارطة الطريق. وأول نقطة كانت لجنة تعديل الدستور. ثانيا وضع آلية الفدرالية، واعتقد أنهم يطالبون بتأجيل تنفيذ الفدرالية وليس إلغاء المبدأ الفدرالي في العراق. وقناعتي هي أنه سيأتي يوم يطالب فيه الاخوة العرب السنة بمنطقتهم الفدرالية.

*هناك تخوفات أعرب عنها العرب السنة من أن احتمال قيام فدراليات في العراق وخصوصا في منطقة الانبار احتمال أن تتحول الى مكان للقاعدة مما يجعل خللا كبيرا في العراق. هل شعرتم بهذا من الجانب الأميركي؟

- بالعكس، أنا أشعر بأن إعطاء الحقوق فيما يتعلق بالامن الوطني الداخلي لإخواننا العرب السنة سيؤدي الى تطهير المناطق من الارهابيين من القاعدة. الآن اخوتنا العرب السنة في الانبار وفي الكثير من المناطق مستعدون أن يقاتلوا الارهابيين ويطهروا مناطقهم منهم. فإذا أصبحت حالة شرعية بحيث يكون لهم قواتهم الامنية، الشرطة والأمن وقوات الدفاع الوطني، آنذاك أعتقد أن اخوتنا العرب السنة يطهرون بسرعة مناطقهم من الارهابيين ويجعلون منطقتهم آمنة ومستقرة ومزدهرة ومتطورة في كل النواحي.

*ألم يحن الأوان لإتخاذ قرار ضمن اطار المصالحة الوطنية شجاع وقوي و(عفا الله عما سلف) من أجل تأكيد الوحدة الوطنية كما حصل في كردستان بعد الاقتتال الكردي- الكردي، حيث عفيتم عن الماضي وبدأتم صفحة جديدة؟

- نحن في التحالف الكردستاني نميل الى هذا الرأي، وإنني دعوت منذ البداية الى عفو عام شامل عدا المجرمين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة بحق الشعب وهؤلاء يجب أن يقدموا الى المحكمة. أنا شخصيا عارضت الشكل الحالي لموضوع اجتثاث البعث وقلت إن البعث بعثان: البعث العربي الإشتراكي الذي ساهم معنا في المعارضة وقدم الشهداء وناضل ضد الديكتاتورية مع سائر الاحزاب العراقية الاخرى، لا يمكن أن نضعه في خانة واحدة مع البعث الصدامي الذي أذاق الشعب العراقي الامرّين.

وبعد ذلك هناك حقيقة أخرى هي أن مئات العراقيين أجبروا على تزوير أسمائهم في حزب البعث لأسباب عديدة لذلك لا يمكن أن نستغني عن كفاءات علمية من أساتذة وأطباء ومهندسين لكونهم بعثيين.

المهم في نظري هو إبعاد البعث عن القوات المسلحة لأنهم متعودون على الانقلابات العسكرية ولا لسبب آخر. أما في جميع المجالات الاخرى فأنا أميل الى أن يساهموا كمواطنين عراقيين في جميع المجالات الاخرى في الحياة. ونحن قد أصدرنا عفوا عاما وبعد تحرير العراق لم نعتقل بعثيا واحدا، ولم يُعتقل نفر واحد في العراق بتهمة البعث، كل ما في الأمر ان 55 اسماً وردت في قائمة المطالبة بتوقيفهم، ولم تكن هنالك حملة على البعثيين. أنا اعتقد أنه يجب ان نستفيد من تجربة كردستان ومن تجربة جنوب افريقيا.

* ما هي خلاصة زيارتكم الى الولايات المتحدة رغم انها لم تنته لحد الآن؟

- أعتقد أنها زيارة ناجحة. استطعنا توضيح الأمور لكثير من الأميركيين بمن فيهم مَن في المعارضة.

ففي لقائي مع بيل كلنتون استطعت ان اعطي له صورة واضحة عن العراق الحالي وهو نصحني بأن أشرح هذه الصورة للجميع وقال نحن نثق بك في الولايات المتحدة. الطرفان الجمهوري والديموقراطي يثقون بك لذلك من المفيذ ان تقوم بتوضيح هذه الأمور الى كل الذين تلتقي بهم.

واعتقد اننا استطعنا ايضا أن نؤكد على الشخصية العراقية المستقلة. وانا فخور كعراقي في المؤتمر الذي عقد لمناسبة العقد الدولي بالعراق، فكل الذين حضروا أشادوا بالعراق وأعربوا عن تأييدهم، فالعراق المعزول والمنبوذ والمكروه كان عراق صدام حسين. اما اليوم فالعراق محترم ومسموع الكلمة. وانا كعراقي شعرت بالفخر والاعتزاز عندما كنت جالسا على منصة الرئاسة في هذا المؤتمر. وفي الاجتماعات كان العراق الجديد موضع احترام وتقدير من العالم. وان شاء الله بعد ما نحقق المصالحة الوطنية، سيعود العراق ويرتقي ان شاء الله، الى مكانة بارزة في العالمين العربي والاسلامي وفي الغرب وفي الأمم المتحدة.

وأنا واثق من ان العراق كبلد عظيم وذي حضارة عريقة لا ينقصه شيء: أراضيه خصبة، موارده الطبيعية هائلة، وشعبه ذكي ومثقف ومناضل. لذلك هذا الشعب وهذا البلد يستحق كل خير.

مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مقداد
2006-09-27
خلال متابعاتي لتصريح مام جلال ارى انه دائم الامتنان لمام بوش اليس من المنطقي والمعقول ان يسلم الملف الامني للعراقيين وان يسلح الجيش والشرطه باحدث الاسلحه من مدة طويله لا ان يرسل المغلوب على امرهم بلوريات الى الاردن البلد الاكثر دمارا للعراق بعد الحجاز ليقتلوا في الطريط كالخراف كفى ضحكا على الذقون فقد ضعنا بين طمع الاكراد وتلبيتهم لاوامر الكنيست وبين حارث الضاري وهيئته المشؤمه وضعف قادتنا ولغفهم الذي جاوز الحدود فيا ليتنا لم نكن معهم لاجل المحرومين والمسستضعفين ولاجل دموع الحيارى ارحمنا يارب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك