الأخبار

الفدية تدفع الأطباء في الديوانية إلى الاعتصام وإغلاق عياداتهم والتفكير في الفرار إلى الخارج


أعلن أطباء محافظة الديوانية إضرابهم عن العمل وإغلاق جميع عيــادتهم الخاصــة والمستشفيات الأهلية لمدة 7 أيام باستثناء المســتشفيات الحكومية؛ احتجاجا على الضغوطات والتهديدات المتكررة التي وصلت إلى حد القتـل والمطالبة بالفصل العشائري (دية) لكل مريض أجريت له عملية وتوفي لأي سبب كــان. فيما قام أكثـر من 23 طبيبا بدفع الدية علنا، أما السرية فكانت أكثر بكثير من هذا العدد.

وطالب الأطباء رئاسة الوزراء والحكومة المحلية بوضع حد لهذه الظــاهرة التي تفشت في مناطق الفرات الأوسط. أما في مدينتي النجف وكربلاء فقد غابت هذه الظاهرة منذ سنتيـن.

والفصل العشائري (الفدية) يطالب به أهل الميت أو القتيل من أهل القاتل أو المتسبب في الوفاة، ويقوم رؤساء العشائر وممثلون عن العوائل من الطرفين بالجلوس في (ديوان العشيرة) التابعة للقتيل أو الميت، ويقومون بتقديــر دية عنه، وقد يقومون بإعطاء امرأة أو امرأتين لتزويجها من أهالي القــاتل.

نقيب الأطباء في محافظة الديوانية قال إن «أكثر من 650 طبيبا شارك في الإضراب في الديوانية بسبب التهديدات والضغوط المستمرة، إضافة إلى الابتزاز المادي للأطباء من قبل ذوي المتوفين لأي سبب كان، دون الاستناد إلى سند قانوني أو علمي من خلال اللجان التحقيقية». وأضاف الدكتور يحيى فالح محمد أن «الأطباء قرروا إغلاق جميع العيادات الخاصة لمدة 7 أيام قابلة للتجديد، إضافة إلى عدم إجراء أي عملية في المستشفيات الأهلية، بينما العمليات الطارئة سوف تجرى في المستشفيات الحكومية فقط.. ونطالب بحضور أحد أعضاء مجلس المحافظة لغرض المصادقة على موافقة المريض وذويه».

وأكد فالح محمد: «أكثر من 14000 عملية أجريت في عام 2008 في الديوانية، وكانت نسبة النجاح فيها 99%، في حين لم يتم التركيز إلا على بعض حالات سلبية يمكن أن تحدث ضمن هذا العدد الكبير من العمليات». مشيرا إلى أن «الفصول العشائرية قد حدّت من إجراء العمليات، خصوصا في المستشفيات الأهلية، إضافة إلى زرع الخوف عند الأطباء وخصوصا ذوي الدخل المحدود».

وأوضح محمد أن «الفصول العشائرية تتراوح بين 100 مليـون إلى 150 مليون دينار لكل مريض توفي في أثناء العلميات الجراحيــة». وطالب نقيب الأطباء في الديوانية «رئاسة الوزراء ووزيري الصحة والداخلية والحكومة المحلية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لغرض حماية الأطباء وتمكينهم من أداء واجبهم بشكل صحيح»، كما طالب البرلمان العراقي بسن «قانون لحماية الأطباء ضد أي تهديد أو إجراء عشائري غير مستند إلى أي سند قانوني».

من جانبهم رفض الأطباء الذين دفعوا فصولا عشائرية التصريح لوسائل الإعلام بسبب تخوفهم من ذوي المتوفين، فيما قال أحد الأطباء الذي شدد على عدم ذكر اسمه: «في أحد الأيام قمت بإجراء عملية لأحد كبار السنّ، وقد توفي بسبب أمر خارج عن طاقتنا». ويضيف أن «المريض وذويه قد وافقوا على إجراء العملية رغم علمهم بأن نجاحها لا يتعدى 3%، وبعد وفاة المريض بعدة أيام طالب ذووه بدفع فصل عشائري قدره 150 مليون دينار عراقي».

وتابع قائلا: «حينها أرسلت عدة شيوخ وسادة إلى ذوي المتوفى لإقنــاعهم بطبيعة عملي، لكن دون جدوى. واستســلمت إلى مطالبهم وقمت بدفع مبلغ قدره 100 مليون دينار، وحينها قررت الابتعاد عن إجراء العمليات الجراحية، والتفكيــر في السفر خارج العراق».

ومن جهته قال رئيس لجنة الصحة في مجلس المحافظة: «مدينة النجف حدثت فيها عدة حالات من الفصول، وقد تم التراضي بين الأطراف»، وأضاف الدكتور مهدي الزرفي أن «العشــائر في النجف متفهمة لهذه الظــاهرة، وأعلنت أنها ضد كل هذه الممارسات غير الصحيحة في العــراق».

وفي محافظة كربلاء أثيرت هذه القضية قبل سنتين، وقد اعتصم الأطباء لعدة أيام عن العمل بسبب الفصول العشائرية. وقال مصدر في صحة كربلاء رفض الكشف عن اسمه: «بعد اعتصام الأطباء قبل سنتين اتخذت الحكومة المحلية إجراءات رادعة بحق كل من يطالب الأطباء بفصول عشائرية في حالة حدوث الوفيات دون تقصير من قبل الطبيب»، مضيفا: «منذ سنتين لم تسجل أي حالة تهديد أو مطالبة الطبيب بفصل عشائري بعد حدوث حالة وفاة».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-10-19
على الرغم من اني ضد الفصل العشائري مع الدكاتره لكنني احيانا اتراجع عن هذا الراي لما اراه من لامبالاه الاطباء بالمرضى وعدم كفائتهم وتفكيرهم فقط بالفوس وضعف الدوله في محاسبه الاطباء المخلين بشرف المهنه..فانا مثلا توف لي طفل بسبب اهمال الدكتوره في المستشفى لانها ببساطه تخاف من اجراء العمليه رغم اعترافها بان الحاله خطره لوجود نزيف حاد..ولكوني انسان لااحب المشاكل قلت لها ساشتكي عليك بالقانون قالت لي وين ماتريد تروح روح حتى لو للمالكي فصدمت من الموقف وقفلت راجعا الى بيتي حاملا طفلي الميت بسببها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك