النجف الاشرف – كاظم الياسري
يتميز عيد الفطر المبارك في محافظة النجف الاشرف بطعم وحلاوة كون المحافظة تعتبر المقصد الأول لجميع العراقيين الذين يقصدون المدينة الشريفة لزيارة العتبات المقدسة وفي مقدمتها مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبقية المراقد المقدسة فيها .
حيث يقصد الزائرين العتبات المقدسة للدعاء إلى الله سبحانه وتعالى والاستغفار وطلب الأجر والثواب منه والتضرع إليه لقبول صيام الشهر الفضيل وهي مراسيم وتقاليد اعتاد عليها أهالي النجف والمحافظات الأخرى في كل عام ، ومن ثم يتم التوجه بعد ذلك إلى مقبرة وادي السلام التي تقع بجوار مرقد الإمام علي (ع) وتمتد لمساحة واسعة وتضم ملايين من الأجساد التي تشرفت بجوار هذا المرقد الطاهر .
وبعد زيارة قبور الأحبة وقراءة سور من القران الكريم والاستغفار وتوزيع الحلويات والمأكولات على الفقراء والمساكين ، يتم التوجه بعد ذلك لزيارة الأقارب وتعزيز الروابط الاجتماعية بين العوائل حيث يكون لهذه الأيام الثلاثة المباركة دور كبير في إزالة كل أشكال التوتر والعصبية بين الأشخاص التي ترافق الحياة اليومية .
المواطن محمد جبار ( 40 سنة ) وهو من أهالي مدينة بغداد يقول إن مدينة النجف الاشرف تعتبر المحطة الأولى له وعائلته في أول أيام عيد الفطر المبارك حيث جرت العادة منذ أن كان صغيرا مع والده على زيارة المدينة المقدسة والتبرك بمراقدها .
أما المواطن جهاد حسين ( 53 سنة ) من أهالي مدينة البصرة فيقول بان روحه تتوق إلى زيارة مدينة أمير المؤمنين وهو مواظب على هذه الزيارة في الأعياد والمناسبات الدينية كون النجف الاشرف هي ارض الأنبياء وفيها تستقر الأجساد بعد أن ترجع الروح إلى خالقها .
أما الحاجة أم علي ( 60 سنة ) من أهالي الكوت فتقول بأن عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى يعتبران محط انتظارها في كل عام حيث تتشرف بزيارة مدينة النجف والتبرك بمراقدها وزيارة قبر ولدها ( جعفر ) الذي كان ضحية احد الأعمال الإرهابية ، فضلا عن زيارة ابنتها ( هدى ) المتزوجة والمستقرة مع زوجها في النجف الاشرف .
أما أهالي النجف الاشرف وعلى الرغم من قلة الأماكن الترفيهية وغياب شبه كامل لمدن الألعاب التي يتمنى الأطفال أن يقصدوها خلال الأعياد حيث يعتبر متنزه ( شط الكوفة ) متنفس العوائل الوحيد في المدينة ، فقد عبروا عن سعادتهم بالعيد السعيد ، من خلال إعداد المأكولات والحلويات الخاصة بهذه المناسبة وعلى وجه الخصوص ( الكليجة ) التي اعتاد النجفيون على إعدادها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم .
أما الأسواق التجارية في المدينة فقد شهدت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين ، حيث اعتبر ( أبو حسين ) وهو صاحب محل لبيع الألبسة إن قرار الحكومة العراقية بصرف رواتب الموظفين قبل عطلة عيد الفطر كان له دور كبير في زيادة القوة الشرائية للمواطنين وإقبالهم على شراء البضائع والهدايا احتفالا بالعيد السعيد .
https://telegram.me/buratha