تعتبر مديرية الوقف الشيعي في محافظة نينوى من أنشط المديريات التي تنضوي تحت مظلة ديوان الوقف الشيعي وأكثرها تميزا نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها المحافظة , وفي لقاء مراسل المركز الإعلامي للبلاغ في الموصل بمدير الوقف الشيعي المهندس محمد ادريس خضر رحب الاخير بالمركز وتحدث عن تاسيس المديرية قائلا" تعتبر مديريتنا من الدوائر المستحدثة حيث تأسست عام 2004 بعد زوال النظام السابق وإلغاء وزارة الأوقاف , داومنا في مدينة الموصل لمدة سنتين لكن بسبب تدهور الأوضاع الأمنية اضطررنا إلى الانتقال إلى ناحية برطلة" .
وعن سؤالنا عن كيفية الاستمرار بالعمل رغم التحديات والمخاطر في المرحلة السابقة كشف خضر عن حجم المعاناة التي مرت بهم " في الحقيقة عانينا الكثير حيث كنا جميعا معرضين لخطر الموت نتيجة سيطرة العصابات الإرهابية على المدينة مما كان يدفعنا أحيانا إلى تقليص عدد العاملين إلى خمسة أشخاص فقط كذلك كنا نتعرض إلى مضايقات من قبل الدوائر المحلية إذ أنهم كانوا لا يتعاونون معنا بالشكل المطلوب الأمر الذي كان يحد من نشاطاتنا كثيرا لكننا كنا نواجه كل ذلك بالصبر والإيمان والحمد لله إن مديريتنا وقفت على قدميها وتعافت كثيرا في السنتين الأخيرتين" .
وعن هيكلية المديرية اوضح مدير الوقف الشيعي في الموصل بانها تتكون من عدة شعب منها شعبة إدارة الأفراد " الذاتية " وشعبة العلاقات والإعلام الإسلام وشعبة المؤسسات الإسلامية الخيرية وكذلك شعبة الحسابات والشعبة القانونية وشعبة الأملاك الموقوفة اضافة الى شعبتي التخطيط والمتابعة والشعبة الهندسية".
واشار خضر الى نشطات المديرية واهمها" الإشراف على الحسينيات والمساجد والمقامات الشريفة ورعايتها وإدارتها حيث توجد تحت إدارتنا حاليا خمسة مقامات قمنا بإعادة تأهيلها حسب مواردها وفقا للقانون 19 لعام 2005 وشكلنا لجان خاصة لفتح الشبابيك الشريفة أمام المتبرعين ومن ثم إيداع المبالغ في المصارف وقامت كوادرنا الهندسية بعمل كشوفات باحتياجات المقامات وخاصة الخدمات الضرورية كالمياه والكهرباء وغيرها بالتنسيق مع ديوان الوقف الشيعي في بغداد".
وزاد بان هناك نشاطات أخرى تقوم بها مديرية الوقف الشيعي في محافظة الموصل "حيث قمنا وضمن عملية إسناد أم الربيعين ورغم قلة التخصيصات بتقديم كشوفات لـ 37 مسجدا ليصبح المجموع 41 مسجدا وبعد جهود مضنية نجحنا في إعادة تأهيلها 100 % وقمنا بحفر الآبار لتوفير المياه لها كذلك تم تجهيز 75 مسجدا و5 مقامات بالمولدات الكهربائية مع التأثيث الكامل واستطعنا تعيين كوادر دينية فيها من مؤذنين وقراء وحراس وغيرهم".
ولفت الى ان "هناك انجاز نتعز به كثيرا ألا وهو استعادة مقام الامام زين العابدين " ع " حيث كان يدار سابقا من قبل وزارة الأوقاف ولكن بالاعتماد على القانون 19 لعام 2005 نجحنا ووفق القانون من استعادة المقام الشريف رغم أنهم رفعوا شكوى ضدنا في وزارة العدل ولكننا كسبنا القضية في النهاية" .
واجاب السيد مدير الوقف على سؤال عن حالة المقامات الشريفة عند استلامها قائلا" لا أخفيكم سرا إنها كانت تعاني من الإهمال الشديد والمتعمد من قبل النظام السابق وجلاوزته وللأسف الشديد استمر الإهمال حتى بعد سقوط النظام حيث لم تولي الحكومات المحلية التي تعاقبت على حكم محافظة نينوى أية رعاية أو اهتمام لهذه المقامات ولكن للأمانة والأنصاف أقول إن الأحزاب الكردية في المنطقة مدت يد العون والمساعدة وساهمت كثيرا في تأهيل بعض المفاصل في المقامات الشريفة وخاصة مقام العباس والامامين الرضا وزين العابدين " ع " .
واضاف بان هناك نشاطات إنسانية قامت بها المديرية ومنها "مد يد العون والمساعدة لضحايا العنف والإرهاب ونقدم المساعدات الإنسانية العينية منها والمادية للمناطق التي تطالها التفجيرات مثل قرية خزنة تيبة والشريخان كذلك قدمنا تعويضات مادية لذوي الشهداء الذين سقطوا في قضاء تلعفر وهو نشاط خارج نطاق المديرية بدعم وإشراف وتوجيه مباشر من سماحة السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي كما أننا نرعى العوائل المهجرة والنازحة وأقمنا لهم مآدب رمضانية ونقوم كذلك بأحياء المناسبات الدينية".
وعن سؤالنا عن مستوى العلاقات بالمؤسسات والدوائر والكيانات والأحزاب الموجودة في المنطقة اجاب السيد خضر "إن علاقتنا مع الجميع علاقة ممتازة تسودها المحبة والاحترام المتبادل ونحن متواصلون معهم عبر تبادل الزيارات في المناسبات المشتركة وأحب أن انوه هنا إن علاقتنا بإخواننا في الوقف السني هي الأخرى جيدة وتجمعنا وإياهم اجتماعات دورية خدمة لديننا الإسلامي الحنيف" .
وقال ان هناك معوقات في عمل المديرية وهو تناثر وتباعد الحسينيات في قرى نائية بعيدة عن بعضها البعض مما يصعب التواصل معها بالشكل الذي نطمح له كما إن الوضع الأمني المتردي يحد من نشاطاتنا ويؤثر عليها سلبا ونعاني أيضا من عدم تعاون الدوائر المحلية معنا .
وعن الخطط والمشاريع المستقبلية تحدث خضر بان "لدينا خطة لفتح مدارس التعليم الديني في المنطقة بالتنسيق مع وزارة التربية ونحن نتكفل بالمناهج وتعيين كوادر تدريسية يدرسون التلاميذ المذهب الجعفري ولدينا خطط أخرى ففي حال توفر الأراضي لدينا خطط استثمارية في المجالات الصناعية والتجارية والسياحية خلال السنوات المقبلة" .
وتحدث عن فقدان العراق في الشهر الماضي سماحة السيد عبد العزيز الحكيم " قدس " بانه فاجعة وقال "لقد تلقينا النبأ الفاجعة بحزن وألم شديدين فبرحيله فقدنا رمزا وطنيا شامخا من بناة العراق الجديد ولكن أبدل الله حزننا فرحا بعد حين عندما تم اختيار سماحة السيد عمار الحكيم رئيسا للمجلس الأعلى الإسلامي فهو خير خلف لخير سلف واستبشرنا خيرا بأعلان تشكيل الائتلاف الوطني العراقي الجديد الذي نعقد عليه آمالا كبيرة ونتمنى له النجاح والازدهار خدمة لبلدنا وشعبنا الحبيب".
وعن البرامج المعدة للمديرية في عيد الفطر المبارك قال السيد خضر "اننا سنقوم بتوزيع مساعدات وهدايا على العوائل المنكوبة في قرية خزنة تبة والشريخان .
وفي ختام لقاءه مدير الوقف الشيعي ابدى شكره واعتزازه وبارك باسمه ونيابة عن كل العاملين في مديرية الوقف الشيعي في محافظة نينوى .
https://telegram.me/buratha