الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية في جامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم .. بعدها تلى سماحته كلام الامام السجاد وهو يودع شهر رمضان المبارك . كما شرح ايضاً العديد من مقدمات السور التي تبدأ بالقسم مبيناً اسباب بدايتها بهذا القسم . فان الكثير من السور القرآنية تبدأ بقسم . اي الله تعالى يقسم ببعض المخلوقات فمنها مرة واحدة وأخرى اكثر من ذلك ليبين اهمية الامر والموضوع . يريد الله سبحانه وتعالى ان يلفت النظر ويحفز الانسان ويدفعه تجاه القضية المذكورة .
اما في خطبته الثانية فقد استذكر سماحته الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي والذي يصادف في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك مبيناً ان من اطلق هذا الاسم على هذا اليوم هو آية الله الامام روح الله الموسوي الخميني (قدس) . كما انتقد بعدها موقف الدول العربية والاسلامية من احياء هذا اليوم وكذلك الاعلام العربي والاسلامي الذي لايعطي اهمية . كما اشار ايضاً بالرجوع الى مواقف الدول العربية فبدلاً من ان تقف مع القضية الفلسطينية وتعتبرها قضية مهمة تبادر بفتح سفارات يهودية في العديد من البلدان العربية .
اما عن المواضيع السياسية في العراق فقد بين سماحته انه مرت على العملية السياسية في العراق الجديد اكثر من ست سنوات شهدنا فيها احداث وتطورات على مختلف الاصعدة بعد توالي حكومات جاءت من خلال الانتخابات والتداول السلمي للسلطة باشتراك مختلف المكونات . وشعرنا بالحرية والديمقراطية والتي لم نعهدها سابقاً . وحصل تقدم على مختلف المستويات وتحققت مكاسب وانجازات عديدة . وفي المقابل قدمنا تضحيات كبيرة ودفعنا ضريبةعالية ازاء كل ما تحقق . فدماء الابرياء وسفك الدماء وقطع الرؤوس وتقطع الاشلاء وتهجير ومعانات ونهب للاموال والثروات وفجائع جمة في مختلف الاوساط من تهديم بيوت وحرائق ومواجهات . كل هذا حصل من اجل المحافظة على تلك الانجازات . فهو ثمن باهض في معركة شرسة وعلى مختلف الجبهات . اشتركت فيها دول وجماعات هدفها هو تدمير العراق واذلال اهله وابقاءه يعاني من المشكلات .. لكن صبر ابناءه وشجاعة وحكمة قياداته فوتت الفرصة على اعداءه .
وبعد كل هذا وذاك فلا زال العراق يعاني من امرين اساسيين . هما : الوضع الامني . والفساد المالي والاداري . فهذان الامران الاساسيان قد اوصلا العراق الى هذه الحالة . واليوم نسمع وكما كنا نسمع ان الجميع يصرخ وينادي ويقول : ان الوضع الامني هش . رغم كل ما تحقق ويحذرون من تدهور الوضع الامني . وكذا الكل يصرخ وينادي ويحذر من خطر الفساد المالي والاداري وعلى اعلى المستويات من القادة والسياسيين ,. فهذان اخطبوطان يفتكان بوضع العراق وهما العاملان الاساسيان في جعل العراق يعيش هذه المعانات والآلام ويعاني الخراب . كما يجب ان نعرف من المسؤول عن معالجة هذين الامرين ؟ اذا كانت الجهات المعنية الرسمية تشكوا . وفي مقدمتها الرآسات الثلاث وكذا الشعب يشكو والكل يشكوا . هنانجد ان الكل يتهم الكل والجميع يلقي بالائمة على الجميع ويحاول التنصل من المسؤولية الحقيقية . ودماء تسيل وخراب من جانب ونهب اموال وتبذير ثروات من جانب آخر .
هذا وعن الوضع الامني والازمة السياسية بين العراق وسورية . فقد اشار سماحته الى عدة امور منها : فمن بعد الكارثة التي حصلت في الاربعاء الدامي والتي راح ضحيتها المئات من الابرياء فضلاً عن المليارات من الاموال والممتلكات .. تصاعدت الازمة بين العراق وسورية بعد الادلاء بالاعترافات فقد توقفت العمليات بدرجة عالية وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الازمة جعلت من سورية تلتفت للخطر فمنعت تسلل الارهابيين من اراضيها . وهذا دليل آخر على ان سورية ضالعة بهذه العمليات . منتقداً سماحته موقف وتصريحات الرآسات الثلاث ومواقفهم المختلفة تجاه هذه الازمة .مؤكداً على ان الوضع العام يحتاج الى وحدة موقف ومن ثم وحدة خطاب بعد التشاور بين الرآسات الثلاث لا ان كل واحد يرتجل بموقفه .
موضحاً . ان المفاوضات التي جرت وتدخل الاطراف والحوارات لم تؤدي الى نتيجة وبقيت سورية مصرة على موقفها ولم يبقى لنا الا المحكمة الدولية . مطالباً بان تشكل محكمة دولية وا يتدخل المجتمع الدولي ومجلس الامن لتحمل المسؤولية تجاه هذه الابادات . كما ان على الجانب العراقي ان يجمع الادلة والوثائق التي تثبت تورط سورية .هذا وقد طالب سماحته الاجهزة الامنية بتوفير مناخات امنية ملائمة لابناء هذا الشعب المظلوم خصوصاً ونحن على ابواب العيد .
اما عن موضوع الفساد المالي والاداري والتي عبر عنها سماحته بانها معظلة كبرى . فان حالها حال الوضع الامني فنرى ان الجميع ينادي ويصرخ ويستغيث ويطالب بمعالجة ومحاسبة المفسدين . مبدياً استغرابه من هذه الصيحات والاستغاثات التي تأتي من اعلى المستويات ومن الجهات المعنية بالامر . مشدداً على ان الجميع يتحمل المسؤولية ازاء ما يجري من فساد كبير وتبذير للثروات والاموال ونهبها من قبل المفسدين . كما طالب ايضاً باعلان نتائج التحقيقات التي جرت في فتح ملفات الفساد المالي والاداري التي تنادي بها النزاهة والرقابة والقضاء والحكومة . متسائلاً عن سبب عدم اجراء المحاكمات لمن يثبت تورطهم وكذلك عدم ملاحقة المفسدون ممن نهبوا وهربوا خارج الوطن . مشدداً على ضرورة ان يستجوب الوزراء او المسؤولين ممن اتهموا بالفساد .
وعن مجلس النواب العراقي فبعد ان اكمل عطلته للفصل التشريعي واستبشرنا خيراً بانه سيعود وينزل بقوة نفاجئ بعودته مشلولاً من جديد ليعطل القوانين المهمة التي كانت تنتظره من جديد ليأخذ عطلة اخرى للعيد مدتها عشرة ايام . غير مبالين بالمصلحة العامة للبلد ولا لابناءه المحرومين المظلومين . فتراهم بقوا يماطلون على الميزانية التكميلية التي اشكلوا عليها وليس هم فقط من اشكل عليها . بل ان ابناء الشعب العراقي هم انفسهم يشكلون عليها . لان فيها صرف اموال وتبذيرها على جهات مجهولة وقضايا مجهولة . لاتخدم الا مصلحة حزب معين او مصلحة شخص معين . لاتخدم الا من يحاولون شخصنة الامور والهدايا على حساب المال العام واموال البلد .
فنرى ان هنا كمن يهب ما هو ليس ملكه . ونشاهد بام اعيننا ان هناك هدايا تعطى وتشخصن باسم السيد المسؤول فلان وهي من المال العام . محذراً سماحته من استخدام هذه الوسائل والاساليب مع قرب موعد الانتخابات النيابية القادمة . كما حمل سماحته مجلس النواب مسؤولية تحرك السياسيين او المسؤولين خلال فترة الانتخابات والتي بدأت من الان من خلال الزيارات والهدايا والهبات واستغلال مواقعهم واموال الدولة لغرض الدعاية الانتخابية مطالباً مجلس النواب بوضع حد لهذا الفساد وهذه الانتهاكات وعلى اعلى المستويات والمسؤولين في الدولة .حتى ان هدية عيد رمضان لم تصرف للعوائل الفقيرة وتم الاعتراض عليها . هل هناك ما يتعارض مع الدعاية الانتخابية للمعترضين ؟ هل انهالا تخدم مصالحهم ؟ كما ان على مجلس النواب ان يعجل في استجواب مفوضية الانتخابات . وكشف الحقائق وان تماهلوا في هذا الامر فسيحصل في الانتخابات القادمة كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات وان لم يعالج هذا الامر فعلى الانتخابات وعلى العراق السلام .
https://telegram.me/buratha