أكد وزير التربية الدكتور خضير الخزاعي ان الدوام الرسمي للعام الدراسي الجديد سيبدأ في موعده ولا نية لتأجيله نتيجة انتشار الانفلونزا الوبائية، في حين أوضح ان الوزارة تعاني من عجز مالي بقيمة 350 مليار دينار بسبب ضغط الموازنة. واضاف الخزاعي في لقاء مع (الصباح) أنه بعد الاخبار التي وردت عن مدى انتشار مرض انفلونزا الخنازير في العراق تم الاتصال بوزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي للاستفسارعن تقييمه للوضع الصحي والخوف من انتشار المرض بين الطلبة خصوصاً وأن الوزارة على اعتاب العام الدراسي الجديد الذي من المقرر ان يبدأ في السابع والعشرين من ايلول الحالي، مشيراً الى ان وزير الصحة أبدى عدم تخوفه او قلقه بهذا الشأن.
ولفت الى انه سيتم تشكيل لجان مشتركة بين الوزارتين لوضع بعض الاجراءات الوقائية والقاء محاضرات وعمل بوسترات خاصة بالوقاية من المرض، منوهاً بان الوزارة عممت كتاباً رسمياً الى جميع المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات باستثناء اقليم كردستان يقضي بالتعاون التام مع الفرق الصحية التي تقوم بزيارة المدارس لهذا الغرض وتسهيل مهمتها وعقد ندوات للتوعية بخطورة هذا المرض وطرق الوقاية منه، والقيام بحملة لتنظيف المدارس بالتنسيق مع المجالس البلدية والمحافظة.
وافاد الوزير ان ضعف الميزانية للعام الحالي اصبح من المشكلات المستعصية واثر بشكل كبير في المشاريع التي كان في نية وزارة التربية انجازها، مشيراً الى ان الوزارة تعاني من عجز في موازنتها يصل الى 350 مليار دينار كديون ومستحقات للشركات التي بنت وانجزت وجهزت ورممت المؤسسات التابعة للوزارة، فضلاً عن تجهيزها بالمستلزمات التربوية، معرباً عن امله في ان تسد الموازنة التكميلية التي رصد لها مبلغ 55 مليار دينار جزءا من الديون وتدوير المبالغ المتبقية الى الموازنة المقبلة.
وبشأن مشكلة النقص الحاد في اعداد المدارس وعدم استيعابها لاعداد الطلبة سنوياً قال الدكتور الخزاعي: ان الحاجة الفعلية للمدارس تبلغ أربعة الاف مدرسة وتم خلال العام الماضي بناء اكثر من 700 مدرسة.. ونظرا للزيادة الحاصلة في اعداد الطلبة فأنه كمعدل نحتاج سنوياً الى بناء 700 مدرسة فلابد من توفير غطاء مالي من شأنه سد حاجة البلاد من المدارس، معرباً عن اعتقاده بان الدولة يجب ان تتبنى بناء تلك المدارس بعد عجز وزارة التربية عن ذلك.واوضح ان الوزارة انجزت بعض المشاريع التي خططت لتنفيذها خلال العام الحالي، فيما تعطل بعضها الاخر لوجود مشاكل وتم فرض غرامات تاخيرية على المقاولين والبعض الاخر من الممكن انجازه مع نهاية العام الحالي، متوقعاً انجاز اغلب المشاريع التي تم تحديدها مع نهاية العام، لافتاً الى ان التاخير امر طبيعي في ظل تأخر الميزانية والروتين والازمة الاقتصادية.واشار الى أن هناك مشروع قرض من البرازيل واليابان لدعم الحكومة بـ70 مليار دولار وتسدد على مدى سبع سنوات وكان يفترض ان تبنى فيها مدارس ومستشفيات وطرق وتطوير الزراعة والصناعة ولكن لم تحصل الموافقة عليه من قبل مجلس النواب وبالتالي عطل هذا المشروع.
وفيما يتعلق بمشروع استحداث كلية للمتميزين، اكد الخزاعي انه تم التنسيق مع وزارة التعليم على تحديد مستلزمات انجاح هذه الكلية وتم رفع الكتاب الى مجلس الوزراء بانتظار موافقته النهائية لتنفيذ هذا المشروع الذي وصفه ب"الضخم والكبير جداً"، منوهاً بان الكلية تضم اقسام تطوير القدرات البشرية والتخطيط واعلام دولي ومحاسبة وقانون ومايحتاجه البلد من اختصاصات.واوضح انه سيتم اختيار الطلبة من خريجي مدارس المتميزين لقبولهم في هذه الكلية، معربا عن اعتقاده بأن تسهم الكلية برفد البلاد بعشرة الاف خبير من الخريجين بامكانم النهوض بالبلد واختزال عامل الزمن في عمليات التطوير والتنمية.
ولفت الى ان الوزارة تمكنت من تلافي الكثير من المشاكل التي تتعلق بالبيئة المدرسية من خلال ترميم الكثير من دورات المياه الصحية وبناء اخرى جديدة، مؤكداً أن مشكلة البلد القائمة هي الحاجة الى تطوير واعادة بناء البنية التحتية وبضمنها المرافق المرتبطة بوزارة التربية مشدداً على ان الوزارة بدات المشوار وحققت الكثير من الانجازات وتحتاج الى ميزانية تؤهل البلد بأكمله وهناك نوع من التحسن في هذا الموضوع.وبين ان الوزارة اعدت برنامجاً لبدء العام الدراسي الجديد 2009/ 2010 شمل تعيين مدرسين ومعلمين وبناء مدارس لفك الازدواج وتزويدها بالمستلزمات وتهيئتها لاستقبال الطلبة مشيراً الى ان العام الدراسي الحالي سيشهد انفراجا في ظاهرة تكدس اعداد الطلبة في المدرسة الواحدة نتيجة النقص الحاصل في الابنية المدرسية، اضافة الى زج اكبر عدد ممكن من المعلمين والمدرسين في دورات تدريبية داخل وخارج البلد لتزويدهم بالخبرة وتهيئتهم ليكونوا مدربين في كيفية ايصال المادة الى الطالب،
لاسيما ان اغلب المناهج قد تم تغييرها، مشيراً الى أن هناك دورات ستكون في لبنان لتدريب المعلمين على طرائق تدريس اللغة الانكليزية، لافتاً الى ان المنهج الجديد في اللغة الانكليزية تم الاتفاق عليه مع شركة لها علاقة بجامعات بريطانية زودت الوزارة بالمنهج الذي اذا اكتمل تدريسه في مراحل المتوسطة والاعدادية فسوف لن تعاني الوزارة من مشكلة اللغة الانكليزية كون المتخرج سيتمكن من تحدث الانكليزية بطلاقة، فضلاً عن حملة واسعة النطاق لتوزيع القرطاسية بين أكبر عدد من الطلبة بالرغم من تاخر الميزانية من خلال دعوات مباشرة لشركات خاصة لتزويد الـوزارة بها.واشار الى ان ظاهرة تسرب الطلبة مــــن المدارس قد ازدادت خلال المدة الماضية نتـــيجة الوضع الامنـــي المتدهور خلال الاعوام الماضية.. في حـــين شــهد العامان الدراسيان 2007 /2008 و2008 /2009 تضاؤلاً في معدلات المتسربين.
https://telegram.me/buratha