أبناء محافظة صلاح الدين من شتى الانتماءات الذين اعتادوا خلال السنين الست المنصرمة على الدخول إلى مبنى المحافظة ومقابلة المحافظ أو نائبه في أي وقت يشاءون فوجئوا بإجراءات مشددة تحد من دخول مبنى المحافظة إلا لأسباب قاهرة، أما مقابلة المسؤولين الجدد فقد أصبحت صعبة ويجب أن تتم على وفق إجراءات مشددة.
وحتى في مجال نتائج الانتخابات فأن هناك تساؤلات وشكوكا كثيرة تحوم حول النتائج ونسبة مشاركة أبناء سامراء فيها وبحسب مصدر في مركز التنسيق المشترك في تكريت فأن نسبة المشاركة من أبناء سامراء كانت حتى الساعة الثالثة بعد الظهر أي قبل ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع لاتتجاوز الثلاثين بالمائة ولكنها ارتفعت فجأة إلى مايقارب من ثمانين بالمائة خلال الساعتين الأخيرتين من التصويت.
يقول مراقب أحد الكيانات السياسية، لم يشأ ذكر اسمه، إن "اتفاقا بين مراقبي الكيانات التي ينتمي إليها المرشحون من سامراء ومدراء المراكز الانتخابية على تأشير الاستمارات الفارغة للمرشحين من سامراء دون النظر إلى كتلهم وانتماءاتهم مما أوصل 11 عضوا من سامراء إلى المجلس".
وأضاف "طبعا فأن هذا الأمر لم يتم تأكيده من قبل المفوضية التي قالت إن النتائج كانت مطابقة وان أي خروقات خطرة لم تحصل فيها".
الترقب الذي يسيطر على الشارع في صلاح الدين يعزوه خالد محمود وهو قائد في الجيش السابق إلى تخوف المواطنين مما وصفه بانتهازية الحزب الإسلامي قائلا إن "تمرير الدستور كان وسيظل وصمة عار في جبين هذا الحزب الذي يبيع الغالي والنفيس في سبيل الحصول على منصب لأحد أعضائه".
وأضاف أن "الحزب الإسلامي الذي يدعي تمثيل السنة هو ابعد مايكون عن هذا الأمر فهو لايمثل إلا أعضائه ومواقفه من موضوع كركوك وعودة البعثيين وعلاقته بايران خير شواهد على مواقفه الحقيقة حتى وان صرح بخلاف ذلك".
وأعرب محمود عن "تشاؤمه" من مستقبل محافظة صلاح الدين التي بقيت الملاذ الحقيقي لأبناء الطائفة السنية إبان اشتداد العنف الطائفي في العراق.
وفي ساحة قريبة من مبنى المحافظة احتشد يوم الثلاثاء الماضي وهو اليوم الرسمي لمقابلة المحافظ للمواطنين، مايقرب من 200 شخص معظمهم من كبار السن لمقابلة المحافظ، ولم يسمح لهم بالاقتراب من مبنى الاستعلامات.
سألت مواطنا طاعنا في السن عن رأيه فأجاب بغضب "هل ننتظر الخير ممن جعل قبة الإمامين عاليها سافلها؟"، مضيفا "إذا كان الأموات من الأولياء والصالحين لم يسلموا فكيف بنا نحن الأحياء".
وفي داخل مبنى المحافظة، انتشر رجال امن سمر الوجوه أصحاب شوارب سود كثة يخبئون عيونهم خلف نظارات سود أيضا يتحسبون من كل شيء أمامهم وقد بدأ الخوف عليهم وهو كما وصفهم موظف في المحافظة "يحسبون كل صيحة عليهم".
العديد من موظفي المحافظة أكدوا "بأنهم سيطلبون النقل إلى دوائر أخرى في حال استمرار عدم الاحترام من قبل رجال الحمايات الخاصة بالمحافظة".
كل هذه المخاوف نقلناها إلى مكتب المحافظ عبر سؤال مكتوب فأجاب المستشار الإعلامي للمحافظ علي عبد الرحمن معترفا بالتقصير ومعللا السبب إلى "توافد أعداد كبيرة من المواطنين لتهنئة المحافظ، ما اضطر المحافظة للقيام ببعض الإجراءات"، مشيرا إلى أن "المحافظة ستعمل على ترتيب وضع التشريفات وجعلها نموذجا للدوائر الأخرى".
وفيما يخص مخاوف المواطنين من تولي الحزب الإسلامي زمام الأمور في المحافظة قال عبد الرحمن إن "شخص المحافظ فقط من الحزب الإسلامي ولانية للحزب للاستحواذ على المناصب في المحافظة".
https://telegram.me/buratha