أكد سماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد على أن منظمة بدر منظمة عراقية هدفها تحقيق المصلحة الوطنية العراقية والعمل من اجل رفاهية ورقي الشعب العراقي ورفع الحرمان عن الشرائح المتضررة والمتعففة .
جاء ذلك خلال لقاء سماحته بالامين العام لمنظمة بدر الحاج هادي العامري. فيما ثمن سماحته السياسات والتوجهات التي اعتمدتها المنظمة طيلة المرحلة السابقة والتي كانت من الاسباب الرئيسية في تحقيق الانتصارات والسمعة الطيبة والثقة العالية التي حظيت بها المنظمة لدى ابناء الشعب العراقي الابي . هذا وقد أصدر سماحته مجموعة من التوجيهات والتوصيات لأبناء منظمة بدر الظافرة بغية الالتزام بها والعمل على ضوءها ..فيما يلي نصها :-
بسم الله الرحمن الرحيمقال الله تعالى في محكم كتابه الكريم :( فضل الله المجاهدين على القاعدين اجراً عظيماً ) .
صدق الله العلي العظيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين .(( مجموعة المباديء والاسس والسيسات المعتمدة في تشكيل منظمة بدر الظافر والتي لابد من الالتزام بها و تطبيقها )) ..
ابنائي واخواني الاعزاء الابرار في منظمة بدر الظافر ، امانة وكوادر ومنتسبين .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .احييكم باطيب التحيات واتمنى لكم التوفيق والسداد والثبات والصبر في الطريق الرسالي العظيم الذي اخترتموه بارادة وايمان كاملين ، وسجلتم من خلاله تأريخاً مشرفاً مليئاً بالمواقف البطولية في نصرة دينكم ووطنكم وشعبكم ، وهو الطريق الذي ضحى من اجله العظماء من الرجال والقادة واستشهدوا ، وفي مقدمتهم آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر وآية الله شهيد المحراب محمد باقر الحكيم وآلاف اخرى من خيرة ابناء العراق رضوان الله عليهم اجمعين .
اننا في هذا المقطع الحساس من بناء تجربتنا السياسية الجديدة في العراق ، وفي صلب عملية الاصلاح والتطوير التي نخوضها لبناء مؤسساتنا ، علينا ان نستذكر اهم السياسات والتوجيهات التي اعتمدتموها طوال المرحلة السابقة ، والتي كانت من الاسباب الاساسية في تحقيق الانتصارات الكبرى ، والسمعة الطيبة والثقة العالية التي حظيتم بها لدى ابناء شعبنا العراقي الابي ، سواء في اداء دورها العسكري المشرف في مواجهة القمع والطغيان والاستبداد ، وصولاً الى تحرير ارادة الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري الصدامي ، ومن اهمها اقرار المعادلة الجديدة للحكم في العراق والمبنية على اساس ارادة واختيار الشعب العراقي ، واختيار نوع الحكم والحاكم بدلاً عن المعادلة السابقة التي حكم بها العراق لأكثر من ثمانين سنة والتي ادت الى قيام ديكتاتوريات اعتمدت سياسة الاضطهاد القومي والطائفي على اختلاف في مستوياتها بين الحكام ، كذلك وضع دستور دائم للبلاد من قبل مجموعة منتخبة من العراقيين والذي اقر من قبل الشعب العراقي ، او دورها السياسي والثقافي في العهد الجديد .ومن اجل ذلك كله اضع امامكم الامور والمسائل التالية :
1. التوكل على الله تعالى في كل الاوقات ، والاخلاص في كل الاعمال ، واعتبار ذلك ميزاناً لقيمة العمل والجهد ، وانه المقدمة الضرورية لتحقيق الانجازات الكبرى ومواجهة التحديات ، ذلك ايضاً مقدمة حقيقية للعزوف عن اهواء الدنيا وزخارفها .
علينا ان لاننسى الركون الى الله والعمل على احراز رضاه في كل موقف وخطوة نتخذها ، والحرص على البناء الاخلاقي والروحي وترسيخ الابعاد الرسالية في المنتسبين من خلال البرامج المعتمدة واشاعة الثقافة القرآنية و المعارف الدينية لأهل البيت ( ع ) التي تعزز الهوية الدينية والارتباط بالله تعالى .
2. الانتصار للقيم والمبادئ الاسلامية ، والقيم الاجتماعية السليمة لمجتمعنا المتمسك بمنظومة من الاعراف والتقاليد واحياء الشعائر الدينية ومنها الشعائر الحسينية ، التي مثلت طيلة العهود السابقة الضمانات الاكيدة لوحدة العراقيين ، وسلامة مسيرتهم في التعايش البناء والسلوك الحضاري في احترام الخصوصيات رغم الاختلاف في الانتماءات الدينية والمذهبية .
3.ان المرجعية الدينية هي الحصن الواقي من كثير من الوان الضياع والانحراف ،ومن خلالها يطمأن الى شرعية العمل ،وبها تضمن وحدة الموقف وسلامة التوجهات ،ولذلك اؤكد على الاستمرار في الالتزام بهذا المنهج ،منهج الايمان بالقيادة الشرعية للمرجعية ،والمتمحور حول المرجعية العليا المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف .
لقد كان للمرجعية طوال تاريخها ادوار كبيرة وعظيمة في الدفاع عن الاسلام والوطن ومصالح المسلمين والمواطنين ،وقد عرفنا في تاريخنا الحديث من هذه المواقف وعاصرنا مرجعيات عظيمة قامت بادوار تاريخية في الدفاع عن العراقيين بدءاً من مرجعية الامام الحكيم والشهيد الصدر وصولاً الى مرجعية الامام السيستاني دام ظله الوارف .كما اوصيكم بالالتفاف حول العلماء العاملين في المناطق العراقية والاستزادة من هديهم وتوجيهاتهم الدينية والمعنوية كما ركزت على ذلك النصوص الشرعية الواردة عن الرسول الكريم (ص)وائمة اهل البيت (ع) .
4.اعتماد السياسات المقرة في المجلس الاعلى اساساً لتحديد المواقف السياسية لمنظمة بدر كونها تمثل جزءاً مهماً في دائرة صناعة القرار في المجلس الاعلى .
5.الالتزام بالدور المحدد للمنظمة ضمن مساحة حركتها الواسعة ،والانسجام مع كافة المؤسسات الاخرى لخط شهيد المحراب في عملية تكامل الادوار بين المساحات المرسومة لكل واحدة من هذه المؤسسات .كما اؤكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة والتماسك بين البدريين والطاعة والالتزام في كافة المراتب القيادية في المنظمة وحرمة تضعيفها او ايجاد الشرخ والانشقاق فيها من قبل جميع القيادات والكوادر والمنتسبين والعمل على تطوير القدرات والطاقات للعاملين عبر الدورات التأهيلية والتطويرية وتعزيز مبدا المشورة ضمن السياقات المعتمدة لدى المنظمة والتشديد على خلق اعلى المستويات الانضباط الداخلي فيها .
6.المساهمة الفاعلة في العملية السياسية الجارية في العراق ،والالتزام باطارها العام المحدد في الدستور والقوانين المنبثقة عنه ، وترسيخ دولة المؤسسات ،والانخراط في مؤسسات الدولة ضمن السياقات والقوانين والضوابط المحددة من الجهات المختصة ،واعتبار الخروج عن ذلك خروجاً على سياسات وأسس المنظمة وشروط الانتماء اليها .
7.منظمة بدر منظمة عراقية هدفها تحقيق المصلحة الوطنية العراقية والعمل من اجل رفاهية ورقي الشعب العراقي ورفع الحرمان عن الشرائح المتضررة والمتعففة وعلى هذا الاساس تتبنى الاستمرار في منهج الدفاع عن مصالح العراقيين واتباع اهل البيت (ع)وتماسكهم واقامة العلاقات الايجابية مع كل المكونات العراقية ،والعمل على ضمان وحدة العراق ومقاومة اية مشاريع لتقسيمه،والعمل الجاد على اخلاء العراق من كل القوى الاجنبية وفق السياقات القانونية .
8.تغليب المصالح العامة على اية مصلحة فئوية ضيقة،والانطلاق من ذلك للعمل الجاد على تحقيق التطلعات الصالحة والامال المشروعة لشعبنا ،والعمل على توفير الخدمات للمواطنين ،وتحقيق الرفاه الاجتماعي والتنمية الشاملة ،واعتبار ذلك اساساً مهماً من اسس الحركة والجهد والنشاط العام للمنظمة .
9.الانفتاح الايجابي على جميع الشرائح الاجتماعية والمكونات العراقية والقوى الوطنية المؤمنة بالعملية السياسية ومصلحة العراق والعراقيين ،وتعميق دور المنظمة في تعزيز الوحدة الوطنية بين العراقيين ،ومواجهة كافة المؤامرات التي يحوكها اعداء العراق في تأجيج النعرات الطائفية والعنصرية بين العراقيين لاضعافهم والوقيعة بهم والسيطرة على ثرواتهم .
10- الالتزام بالقانون والدستور في منع حزب البعث الصدامي في العودة الى العمل السياسي ومقاومة محاولاته بالعودة والتسلط على رقاب العراقيين ، فقد كانت كل المصائب والكوارث التي حلت بالعراق خلال العقود الماضية هي بسبب تسلط هذا الحزب الخبيث على مقدرات العراق .
11- الاستفادة من الطاقات الشابة الجديدة وزجها في كل المفاصل الحيوية لنشاط المنظمة ، وتحميل هذه العناصر المسؤولية ، وضرورة توسم الاخلاص والكفاءة والقدرة على الاستمرار والثبات، ووضع المعايير الموضوعية السليمة للتعاطي مع الطاقات الهائلة لشعبنا العراقي .
12- التعامل الجاد والحازم مع الخروقات والمخالفات لو صدرت من أي من المنتسبين ، وتقديم المصلحة العامة ، والمحافظة على مبدأية البدريين وصدقيتهم في تحمل المسؤولية على أي اعتبارات أخرى، والحرص على إبقاء (بـــدر) عنواناً للاخلاص ورمزاً للتضحية والإيثار ، ونكران الذات وخدمة المواطنين .
13- الاهتمام الوافر بالمحرومين والعوائل المتعففة والمناطق المتضررة ، والعمل على رفع الحرمان عنهم ، وتضميد جراحاتهم النفسية والروحية ، والعمل على تلبية احتياجاتهم المادية ، والدفاع عن حقوق الانسان بصرف النظر عن انتمائه الطائفي او القومي .
14- لقد كان لشهدائنا الابرار ومواقفهم الخالدة وتضحياتهم العظيمة الدور الكبير في الحرية التي نعيشها ، والانجازات التي تحققت ، ولابد من الوفاء لهم واستذكارهم من خلال استذكار شخوصهم وتضحياتهم ورعاية عوائلهم وأبنائهم ، وكذلك رعاية المسجونين والموقوفين لفترات طويلة في عهد الدكتاتورية والظلام ، واعتبار ذلك من المهام الاساسية للبدريين .
15- الاهتمام الخاص بالمجاهدين الابطال الذين صرفوا اعمارهم وبذلوا الكثير من جهدهم لخدمة شعبهم عبر عملهم مع المنظمة في مهامها العسكرية السابقة ، ولم تستثمر بشكل كامل في السنوات الاخيرة التي اعقبت التغيير ، والسعي لتفعيل دورهم واستثمار طاقاتهم وقدراتهم الكبيرة من خلال إيجاد الأُطر المناسبة لذلك بالرغم من تقدمهم في السن .
16- وأخيراً أدعو الجميع الى ان يتذكروا إن هذه المؤسسات ــ التي رعاها شهيد المحراب (رض) وقدم من أجلها ومعه الآلاف من العراقيين الصالحين كل طاقاتهم وجهودهم ، وتوجوا هذه الجهود بتضحياتهم العظيمة بدمائهم الزاكية الطاهرة ــ هي أمانة الشهداء بأعناقنا ، وان من مسؤليتنا حمل هذه الأمانة بكل جدية وإخلاص .وختماناً ارجو للجميع المزيد من التوفيق والطاعة لاوامر الله سبحانه وتعالى ، وان يحفظكم ويرعاكم ويعينكم على تحمل مسؤلياتكم الجسيمة في خدمة دينكم وشعبكم ووطنكموالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وسيد رسله محمد وآله الطيبين الطاهرين .
السيد عبد العزيز الحكيم
https://telegram.me/buratha